تصعيد ووعيد مع بدء العد التنازلي للانتخابات الاسرائيلية
الحياة الجديدة- عزت ضراغمة
مع بدء العد التنازلي واقتراب موعد الانتخابات الاسرائيلية المقررة في السابع عشر من آذار الجاري, وفي ظل التوقعات باحتمال فشل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في البقاء في منصبه الحالي كرئيس للحكومة الاسرائيلية, تتصاعد الاعتداءات والممارسات الاسرائيلية يوما بعد يوم, لاستقطاب اصوات وتأييد اليمين المتطرف لصالح نتنياهو وحزبه, تارة من خلال الاعلان عن مشاريع استيطانية جديدة, او مصادرة مساحات اضافية من اراضي المواطنين الفلسطينيين خاصة في مدينة القدس او غلافها, واخرى عبر اطلاق تصريحات مناوئة للرئيس محمود عباس والسلطة الوطنية وضد فصائل العمل الوطني, او عبر زيادة الضغوط والاجراءات الامنية ضد اسرى الحرية في سجون الاحتلال, ومن خلال توسيع حملة المداهمات والاعتقالات التي ينفذها جيش الاحتلال في مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية .
حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو راح من جانبه للاعلان عن رفض زعيمه لاقامة دولة فلسطينية حتى لو كانت منزوعة السلاح, مؤكدا انه لن ينفذ اية انسحابات او تنازلات في الضفة, وان نتنياهو سيواصل تهويده لمدينة القدس كي تبقى عاصمة ابدية للدولة العبرية, وفي ذات الوقت اتهم نتنياهو المجتمع الدولي بالعمل ضده بغية اسقاطه, ملمحا الى امكانية فشله في العودة لتشكيل حكومة جديدة في اسرائيل قائلا ان " لاشيء مضمون لأن هناك جهداً عالمياً ضخماً يسعى لاسقاط الليكود ", وهو ما يستشف منه ان نتنياهو يحاول ان يؤثر في عقلية ومشاعر المتطرفين اليهود بهدف الحصول على اصواتهم وتأييدهم لحزبه وله يوم الثلاثاء المقبل .
وكما يفعل نتنياهو ومن ورائه حزبه الليكود, تسعى احزاب اليمين المتطرفين للغاية نفسها والاسلوب نفسه والتهديدات نفسها ان لم تتفوق على نتنياهو في التطرف واستعداء الفلسطينيين, في ظل مؤشرات مفادها ان تحالف الاحزاب العربية داخل الخط الاخضر سيكون مؤثراً وفعالاً جدا في تحديد هوية رئيس الحكومة الاسرائيلية القادم, حتى ان يتسحاق هرتسوغ زعيم حزب العمل وفي محاولة منه هو الاخر لجلب مزيد من اصوات اليمين, قال ان اسرائيل في حالة مواجهة مع السلطة الوطنية عقب انضمام الاخيرة الى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي, معتبرا ان محاولة الفلسطينيين الحديث معه عن وضع مدينة القدس عبارة عن " هلوسة " زاعما ان السلطة الوطنية ترفض التفاوض مع اسرائيل .
الوزير الاكثر تطرفا افيغدور ليبرمان وزير خارجية الاحتلال ذهب الى ما هو ابعد من ذلك, حين طالب باعدام الفلسطينيين و" قطع رؤوس " فلسطينيي الداخل 1948, الامر الذي يعتبر فيه تنظيم " تدفيع الثمن " متساوقا او غير خارج عن كل هذه الشعارات الارهابية التي يهدد قادة اليمين الاسرائيلي والمتطرفين الساعين الى سدة الحكم بتنفيذها ضد الفلسطينيين, في حملاتهم الانتخابية, وهنا لابد من التأكيد كما في كل مرة تجري فيها الانتخابات الاسرائيلية, ان اليمين والمتطرفين الاسرائيليين يعتقدون انه كلما قاموا بممارسات واعتداءات اشد تطرفا وعدوانية ضد الفلسطينيين كلما اقتربوا من كراسي الحكم, وانه على الفلسطينيين ان يدفعوا فاتورة وصولهم الى السلطة بغض النظر عن الاسلوب والاليات والابعاد والنتائج المترتبة على ذلك .
ومن هنا فان على المجتمع الدولي لاسيما الولايات المتحدة الاميركية, الحليف الرئيس والمدافع الاهم والابرز عن دولة الاحتلال وممارساتها ان تعي مثل هذه السياسة والاستراتيجية, وان لا تبقى مغمضة العينين عمياء القلب, تكيل بمكيالين وتلقي دائما بتهديداتها على الفلسطينيين وقيادتهم كلما حاولوا المضي قدما نحو الشرعية الدولية ومنابرها الاممية, ليكونوا اسوة بباقي شعوب الارض ودول العالم .