حياتنا - دواعش وشلاليط
حافظ البرغوثي / الحياة الجديدة
تحاول إسرائيل إنتاج غزة جديدة في الضفة بحجة البحث عن ثلاثة مستوطنين.. فالقمع الإسرائيلي هو استباحة تقترب من السبي. فالاحتلال أعاد الأمور إلى نقطة الصفر بإعادة اعتقال محرري صفقة شاليط وكأنه يطالب بصفقة تبادل جديدة تشملهم مجددا كنا بشاليط فصرنا بثلاثة شلاليط.
حتى الآن فإن الغموض يكتنف اختفاء المستوطنين الثلاثة, ولا أحد أعلن مسؤوليته مجرد إتهامات هنا وهناك تستند أساساً إلى تصريحات لقادة من حماس والجهاد في غزة والخارج عن ضرورة أسر إسرائيليين.
العمليات الكبيرة التي قام بها الاحتلال سبقتها عمليات غامضة في كثير من الأحيان, كان شارون عندما يتوجه إلى واشنطن تتزامن زيارته مع عملية كبيرة في الضفة أو غزة لمسح جدول الأعمال وتركيزه على العملية,وعادة كان يسبق العملية مجزرة يرتكبها الاحتلال تنتظر رداً فورياً مقاوما,وهذا ما كان يحدث. في عدوان 1982 على لبنان وقعت محاولة غامضة في لندن لاغتيال السفير الإسرائيلي بعد ظهر ذلك اليوم وفي اليوم التالي كانت القوات الإسرائيلية تجتاح لبنان. وكأنها أعدت العدة مسبقاً ونسقت مع عملية لندن.
اختطاف أو اختفاء المستوطنين له فوائد شتى لحكومة اليمين التي وصل الأمر بنوابها إلى المطالبة بترحيل وتهجير قرى واستباحة كل شيء في الضفة.
كانت حكومة نتنياهو قبل «الخطف» مطالبة بتقديم أجوبة للإدارة الأميركية عن خططها بشأن المفاوضات وتوسيع الاستيطان.. الآن لا أحد يتحدث عن أجوبة أو الاستيطان.. هل نقول إن هناك مؤامرة خطف؟ أم توافق مصلحي بين حكومة اليمين وتيار يميني فلسطيني لا يحب المصالحة ويريد استنساخ غزة في الضفة؟ في حسابات الربح والخسارة عادة نكون نحن الخاسرون وليس غيرنا.. فالاحتلال يغامر بثلاثة ونحن نغامر بالكل.
مضي حكومة اليمين قدماً في سياستها القمعية المستمرة لن تنقذ المستوطنين, بل ستؤجج الوضع.. وثمة على الأبواب قوى كثيرة قد «تخطئ» حساباتها فتصيب حدودنا، فالسياسة اليمينية الإسرائيلية داعشية الجوهر والممارسات من قطعان المستوطنين وهي تستمطر داعشاً فلسطينيا أو غير فلسطيني أيضاً. فهل سنشهد حرب الدواعش اليهودية والإسلامية؟ إذ سنتبادل والاحتلال اللطم حتى نبقى جميعاً بلا خدود.
ألا لا يدعشن احد علينا
فندعش فوق دعش الداعشينا
اذا بلغ الفطام لنا دعيش
تخر له الدواعش داعشينا