إسرائيل ودعشنتنا
الحياة الجديدة- حافظ البرغوثي
بعد قطع الأرزاق والأعناق وحجز الأموال عمدت الكهرباء الإسرائيلية إلى قطع تدريجي للكهرباء ثم لعب اليهود الإسرائيليون الأميركيون في الملعب الأميركي المفضل لهم ورفعوا دعوى ضد السلطة ومنظمة التحرير لإصابة يهود من حملة الجنسية المزدوجة في عمليات في القدس. وفي تلك الفترة 2002 إلى 2004 كانت كل مقرات وأجهزة أمن السلطة مستهدفة من قبل قوات الاحتلال حيث دمرت كل المقرات وهاجمت عشرات المواقع لقوات الأمن الوطني والشرطة والوقائي والمخابرات بمعنى آخر لم تكن السلطة ذات سيادة على أرضها فما بالك على أرض محتلة تسيطر عليها إسرائيل مثل القدس. والسؤال هو لماذا أتى هؤلاء الأميركيون الإسرائيليون إلى أرض محتلة.. ولماذا يتحولون إلى أميركيين إن أصيبوا وإلى إسرائيليين إن ارتكبوا جرائم ضد أبناء شعبنا؟
لا نعول على أية محكمة أميركية لأنها جبلت على باطل وليس على حق.. ولكن يمكننا والحالة هذه أن نقيم قضايا ضد الحكومة الأميركية نفسها وضد الجيش الأميركي لارتكابه جرائم بحق أبناء شعبنا عن طريق تسليح جيش الاحتلال وتمويله.. ويمكننا طرق محاكم في دول أخرى عربية وغير عربية. فالمسألة ليست عصية إلى هذا الحد.. فنحن نعلم أن الملعب الأميركي هو الملعب الإسرائيلي المفضل حتى أن نتنياهو سيتخذ من الكونغرس منصة لمحاكمة سياسة الرئيس الأميركي أوباما فهل بعد هذا يمكن لنبي منزل أن ينتصر أمام محكمة أميركية؟
كل المؤشرات تشير إلى أن الاحتلال يريد خنق السلطة وخنق الشعب الفلسطيني بتضييق سبل العيش وهو لا يعي أن يضيق على نفسه لأن هذه الضغوط ستؤدي الانفجار الذي ستكون له آثار مدمرة على الجميع وبعيد صياغة الوضع المرتبك على الساحة العربية باعتبار أن القضية الفلسطينية هي من يحدد المسارات المستقبلية وليس محكمة أميركية أو شركة إسرائيلية أو سمسار يتاجر برعب الإسرائيليين وهو نتنياهو.