قعقعة السلاح
الحياة الجديدة- حافظ البرغوثي
القراءة الأولية لنتائج الانتخابات الاسرائيلية توضح ان معسكر اليمين هو القوة الرئيسية وان المجتمع الاسرائيلي بات مجتمعا يمينيا او يمينيا متطرفا حيث حصد 67 مقعدا في الكنيست مقابل 53 مقعدا ليسار الوسط واليسار والعرب. عمليا لا يمكن لمجتمع ثلثه بات من المستوطنين الا ان يصوت لصالح الاستيطان ولصالح الحرب ولصالح عدم الاستقرار في المنطقة. وجاء فوز الليكود ليؤكد هذا الواقع وهو ان اسرائيل ماضية نحو المجهول وتجر معها ليس شعبها من اليهود فحسب بل وشعوب المنطقة ايضا، فمعادلة النجاح في المجتمع الاسرائيلي سهلة وهي مخاطبة المستوطنين ومنحهم امتيازات وأموالا وتكثيف الاستيطان وتوسيعه ووضع فيتو على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وهو ما فعله بنيامين نتنياهو حيث حصد الليكود واحزاب اليمين المتطرف أصوات المستوطنين، لأنهم المستفيدون من سياسة اللاسلام وسياسة الاستيطان والحصول على امتيازات مالية وضريبية وتسهيلات، فديمقراطية اللصوص تفرز لصوصا ولا تفرز دعاة عدل وسلم.
ولعل فوز اليمين يضع حدا لكل التكهنات من حيث الادعاء بأن هناك أملا في السلام العادل حيث ان نتنياهو وأحزابه الذيلية لليكود قرعت طبول الحرب في الانتخابات وكشرت عن أنيابها ولم تترك لأي عاقل يدعو للسلام والاستقرار اي مجال لكي يواصل جهوده في هذا الاتجاه لأن قعقعة السلاح أقوى من نداء السلام في المجتمع الاسرائيلي الذي لعب اليمين بعقله وجعله في موقع العداء مع العالم الغربي ايضا لأن المستفيد من سياسة الفيتو والانغلاق هو اليمين الذي يسمسر على الدمين اليهودي والفلسطيني معا لصالح الاستيطان