ماكين غراب البين
الحياة الجديدة- حافظ البرغوثي
هرع السناتور الجمهوري جون ماكين إلى نجدة "بنيامين نتنياهو في خلافه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما حول حل الدولتين ودعاه إلى تجاوز تصريحات نتنياهو حول رفضه قيام دولة فلسطينية طالما كان رئيساً لوزراء إسرائيل. وكان الجمهوريون لعبوا دوراً حاسماً في دعم الحملة الانتخابية لنتنياهو بدعوته لالقاء خطاب أمام الكونغرس دون اذن من الرئيس الأميركي ثم بتوجيه رسالة تهديد إلى إيران بالغاء أي اتفاق حول الملف النووي من قبل الكونغرس، فقد تبين أن نتنياهو يحكم في الولايات المتحدة أكثر من أوباما وأن الحزب الجمهوري هو النسخة الأميركية من الليكود، وأن ماكين هو ليبرمان الأميركي المتذيل لنتنياهو. فالسناتور ماكين عرف دوماً بمواقفه الرافضة للحقوق الفلسطينية وأينما حل في العالم العربي سالت الدماء في ليبيا ثم مصر ثم سوريا فالعراق وهو الذي لازمه في زيارته لسوريا أبو بكر البغدادي كما ظهرا معاً في عدة صور. وليس غريباً أن يهدد ماكين الأمم المتحدة بوقف التمويل إذا ما اعترف مجلس الأمن بدولة فلسطينية. لكنه لم يقل لنا كفلسطينيين ما يجب أن نفعله حتى نستعيد حقوقنا أو نحصل على رضاه. هل نتلاشى ونذوب ونتبخر عن الخارطة السياسية والجغرافية الدولية.
لا أحد يفهم المواقف التي يعبر عنها ماكين غير أنه كما غراب البين ينقل الدمار والخراب أينما حل. فهل سيحل الخراب معه في إسرائيل؟ لأن سياسة الدعم الأعمى لنتنياهو ستجلب الويلات لاسرائيل وما وطئت قدما ماكين ارضا حتى اتاها الدمار.