التاريخ : الأحد 14-12-2025

المنظمات الأهلية تدعو لتوحيد الجهود تحت مظلة الأمم المتحدة لوقف جرائم الاحتلال    |     الاحتلال يصعّد عدوانه في الضفة: هدم منازل ومنشآت ومتنزه وتجريف ملعب وأراضٍ زراعية    |     لازاريني: العاصفة بايرون تحكم قبضتها على غزة    |     الخارجية ترسل رسائل متطابقة للمجتمع الدولي حول إعدام الأسير عبد الرحمن السباتين    |     مقاومة الجدار والاستيطان: قرار إقامة المستعمرات حرب إبادة للجغرافية الفلسطينية    |     منصور يبحث مع رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة القضايا المتعلقة بفلسطين    |     عباس والاسعد يلتقيان النائب معوض    |     السفير الاسعد يستقبل وفداً من جبهة التحرير الفلسطينية    |     السفير الاسعد يستقبل وفداً من حزب الشعب الفلسطيني    |     الأونروا: الأمطار تفاقم معاناة النازحين في غزة وتُغرق الخيام وسط خطر تفشّي الأمراض    |     الرئاسة تدين قرار الاحتلال بناء 764 وحدة استيطانية جديدة في الضفة    |     الخارجية المصرية: كثفنا جهودنا على مدار عامين لإنهاء الحرب في غزة    |     الخارجية: حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتجاهل    |     سانشيز: إسبانيا ستسير دوما إلى جانب فلسطين    |     "التعاون الإسلامي" تدين خطط الاستيطان الإسرائيلية الجديدة في الضفة الغربية    |     الرسام الفلسطيني حمزة الكاي يهدي الممثل الخاص للرئيس لوحة فنية من اعماله    |     بيروت: مهرجان سياسي طلابي في الذكرى ال 66 لتأسيس الاتحاد العام لطلبة فلسطين    |     الجامعة العربية تدعو الجنائية الدولية لإدراج الإهمال الطبي بحق المعتقلين ضمن تحقيقاتها في جرائم الحر    |     الرئيس يجتمع مع ملك إسبانيا    |     مصطفى: نعمل على الحوكمة المؤسساتية لقطاع الصحة لنصل إلى الاستدامة المالية وتقديم أفضل الخدمات    |     "اليونيسف" تحذر من ارتفاع مستويات سوء التغذية لدى الأطفال والحوامل في غزة    |     بيان أوروبي: الاستيلاء على ممتلكات أممية انتهاك صارخ لاتفاقية الامتيازات والحصانات الخاصة بالأمم الم    |     الأمم المتحدة: نرفض ونعارض بشكل قاطع أي تغيير في حدود غزة    |     المجلس الوطني: جرائم الاحتلال تمثل اختبارا قاسيا للقيم الإنسانية في يوم حقوق الإنسان
» الفلسطينيون في ساحة رابين
الفلسطينيون في ساحة رابين

الفلسطينيون في ساحة رابين
الحياة الجديدة- عمر حلمي الغول

مذ تأسست دولة اسرائيل الكولونيالية على انقاض نكبة الشعب الفلسطيني في عام 1948، وهي تمارس سياسة التمييز العنصري، والقهر البوليسي والاستغلال البشع للجماهير الفلسطينية العربية، التي تجذرت في ارض الآباء والاجداد.
ورغم مرور 67 عاما على قيام دولة التطهير العرقي الاسرائيلية، ما زالت سياساتها العنصرية تتعمق اكثر فأكثر ضد الفلسطينيين وعلى كل الصعد والمستويات. ومن يتابع عمليات هدم منازل المواطنين العرب في الجليل والمثلث والنقب بحجة «البناء غير المرخص»، يلحظ ان الحكومات الاسرائيلية، وليس حكومة نتنياهو الثالثة او الرابعة فقط، عملت وتعمل على تضييق مناحي الحياة الادمية في وجه ابناء الارض الاصليين. في الوقت، الذي تقوم تلك الحكومات المتعاقبة بالبناء المتواصل للمستوطنين، الذين اتوا بهم من اصقاع الارض ليستعمروا الارض الفلسطينية، ووفق معلومات لجنة المتابعة العربية، فان اسرائيل بنت حوالي الف مدينة وبلدة لاولئك الصهاينة داخل الخط الاخضر، ودمرت (540) قرية فلسطينية، لتقيم على انقاضها «مدنيتها» الوحشية. وهناك حوالي ستين الف بيت فلسطيني مهدد بالهدم بذات الذريعة الاستعمارية، البناء «غير مرخص».
صرخ ابناء الشعب الفلسطيني آلاف المرات في احتجاجات داخل مدنهم وقراهم، لاعلان رفضهم لتلك السياسة العنصرية، مطالبين بضرورة قيام جهات الاختصاص الرسمية الاسرائيلية باعادة النظر في الخرائط الهيكلية لمدنهم وقراهم لتأخذ بعين الاعتبار حاجات المواطنين والازواج الشابة بعين الاعتبار. لكن حكومات اسرائيل لم تسمع، ولم تلتفت لا من قريب او بعيد لتلك الحاجات، وعملت ذان من طين وذان من عجين! وتركت الجماهير الفلسطينية لقمة سائغة لعنصريتها الوحشية، بهدف تعطيل دورة حياتهم، وخنق اي افق يمكن ان يفتح امام الاجيال الجديدة. وفي الآونة الاخيرة تصاعدت عمليات الهدم للبيوت العربية دون اي مبرر سوى تلك الحجة الواهية. الامر الذي دفع لجنة المتابعة العربية والقائمة المشتركة وكل الفعاليات السياسية والاجتماعية والدينية بالتداعي اولا لاعلان الاضراب العام في المدن والبلدات العربية الفلسطينية في الجليل والمثلث والنقب؛ ثانيا التوجه في تظاهرة حاشدة الى ميدان رابين وسط تل ابيب، لاسماع الصوت العربي ليس فقط للحكومة الاسرائيلية، وانما للجمهور الاسرائيلي ايضا؛ ثالثا كسر دائرة الاحتجاج في المدن والبلدات العربية، لخلق مناخ تدريجي في اوساط الصهاينة اليهود بقبول الشريك الفلسطيني، ابن الارض العربية الفلسطينية، التي اقيمت عليها الدولة العبرية.
التظاهرة العربية، التي نظمت بالأمس في ميدان رابين، هي الخطوة العربية الاولى في طريق توسيع نطاق الفعل العربي السياسي والاجتماعي، وفرض الصوت العربي والمطالب العربية على الشارع اليهودي الاسرائيلي، لا سيما وان اهداف التظاهرة، تتمثل في اولا اعداد الخرائط الهيكلية للمدن والبلدات العربية بما يستجيب وحاجات المواطنين؛ ثانيا المساواة الاجتماعية؛ ثالثا مواجهة العنصرية الاسرائيلية المتصاعدة؛ رابعا دفع شعار «دولة لكل مواطنيها» قدما للامام في ارض الواقع.
بالتأكيد التظاهرة العربية، قد لا تحقق كل الاهداف المذكورة آنفا، لكنها تشكل خطوة مهمة في طريق تطور اشكال الكفاح في مواجهة التحديات العنصرية. أضف الى انها ضمت في صفوفها الاصوات والشخصيات اليهودية الديمقراطية والمعادية لسياسات الحكومات الاسرائيلية، ما سيعمق من وحدة القوى المعادية للعنصرية، والمعمقة لخيار الديمقراطية الحقيقة، والمؤصلة لسياسة التعايش القائمة على المساواة الاجتماعية. وقادم الايام بالضرورة سيشهد آفاقا ارحب للعمل المشترك لكل محب للسلام والتعايش والديمقراطية.

2015-04-29
اطبع ارسل