
تزايد اعتداءات المستوطنين وعمليات الدهس بحق الفلسطينيين
الحياة الجديدة- عزت ضراغمة
يبدو ان سلطات الاحتلال والاجهزة الامنية الاسرائيلية اطلقت العنان جهارا نهارا لاعتداءات المستوطنين والمتطرفين اليهود, حتى بات المواطن الفلسطيني الذي يخرج لعمله او لارضه او الانتقال من مدينة ومنطقة الى اخرى مهددا بالقتل والموت او الاعاقة والتعرض لمهاجمة عصابات الاستيطان من شمال الضفة الى جنوبها ومن شرقها الى غربها, حتى ان شرطة الاحتلال او جيشه لايأبه لما ينفذه المستوطنون والمتطرفون المدججون بالاسلحة النارية من اعتداءات ضد المواطن الفلسطيني الاعزل سوى بتوفير الحماية لهؤلاء المتطرفين, بل وفي احيان كثيرة يتم توزيع الادوار العدوانية ما بين الطرفين جيش وشرطة ومستوطنين, دون اي رادع اخلاقي ولا قانوني ولا انساني.
حوادث دهس متعمدة ينفذها المستوطنون يوميا ضد الاطفال والنساء والشيوخ والرجال داخل مناطق الضفة الغربية, دون حسيب او رقيب او حتى مساءلة من قبل الدوائر الرسمية الاسرائيلية او حتى الشرطية التي تغمض عينيها وكان امرا لم يكن اذا ما اعتبر الامر حادث سير, بعكس ما يجري في كل دول العالم, حتى لا يكاد يمر يوم الا يقع فيه ضحايا من ابناء الشعب الفلسطيني جراء اعتداءات الدهس المتعمد, وكذلك الحال في اعتداءات ينفذها قطعان المستوطنين اما بالتعرض بالضرب للمواطن الفلسطيني الذي يتهم بخدمة ارضه وفلاحتها خاصة تلك المجاورة للاراضي التي سبق وان صادرها الاحتلال واقام عليها مستوطناته او مزارعه, او حينما لا يجد المواطن الفلسطيني مفرا سوى سلوك شارع وحيد اقيمت بمحاذاته مستوطنة اسرائيلية, حيث يتم منعه بعد الاعتداء عليه وتهديد حياته وربما مصادرة الآلية او المركبة التي بحوزته او سرقة اغنامه ومواشيه.
الملفت للنظر في فلتان المستوطنين والمتطرفين اليهود وان لم يكن جديدا ايضا, عمليات التخريب والتدمير المتعمد للممتلكات والمزارع والحقول, من خلال حرق حقول القمح كما حدث هذا الاسبوع او رش المزارع بالمبيدات او تحويل المزارع لحقول للمركبات والآليات الاستيطانية وتدمير خطوط مياه الري وسرقتها او قطع الطرق عبر تجريفها واقامة وديان يصعب على المركبات والآليات تجاوزها.
واذا كان الاحتلال بكل سلطاته وهيئاته ودوائره الرسمية هو المسؤول عن توفير الامن والحماية للسكان الواقعين تحت سلطة الاحتلال كما نصت اتفاقية جنيف الرابعة وشرائع الامم المتحدة, فلماذا يتم غض الطرف عن كل ما ينفذه المستوطنون والمتطرفون من اعتداءات وجرائم ضد المدنيين الفلسطينيين ؟ ولماذا لا تقوم الشرطة الاسرائيلية بدورها القانوني اذا ما اعتبرت كل حوادث الدهس اليومية ضد الفلسطينيين مجرد حوادث سير ؟ لا بل لماذا يشارك جيش الاحتلال وشرطته ايضا مستوطنيه بمثل هذه الاعتداءات ؟.
ان سلطات الاحتلال باجهزتها الامنية والاستيطانية تصاب بالذهول والجنون وتثور ثائرتها لمجرد وقوع حادث سير بين مركبة فلسطينية واخرى اسرائيلية خاصة اذا كان هناك اصابات من الجانب الاسرائيلي, وتذهب لحد وصف حادث السير هذا بحادث «ارهابي» مخرجة اياه عن اطاره, وتلقى القبض على السائق الفلسطيني وضربه واعتقاله والتحقيق معه ومن ثم اتهامه بتهمة الشروع في القتل ! فلماذا لا يتم التعامل بالمثل مع المستوطنين رغم اعتبار دوائر امنية اسرائيلية مجموعات من هؤلاء المتطرفين « مجموعات ارهابية» ؟! او ليست هذه الممارسات تؤكد الصبغة العنصرية التي تتصف بها دولة الاحتلال التي تريد ان تمارس كل ما تستطيع من عمليات القتل والتدمير والاعتداءات دون ان يشكو الضحية المه او يعبر عن وجعه ؟!