التاريخ : الأربعاء 30-04-2025

"الأونروا": إسرائيل ستحرم 800 طفل وطفلة من حقهم في التعليم مع اقتراب إغلاق 6 مدارس بالقدس    |     مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى    |     عدوان الاحتلال على جنين ومخيمها يدخل يومه الـ100 وسط استمرار عمليات الهدم والنزوح    |     المجلس الوطني يدعو المجتمع الدولي للتدخل لوقف ممارسات الاحتلال بحق العمال    |     "فتح": العمّال الفلسطينيّون ركيزة المشروع الوطنيّ ورافعةُ البناء والتنمية لدولة فلسطين    |     ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 52,400 والإصابات إلى 118,014 منذ بدء العدوان    |     الاحتلال ينصب حواجز وبوابات إلكترونية في سلوان    |     الجامعة العربية تدين إغلاق سلطات الاحتلال صندوق ووقفية القدس    |     الاحتلال يقتحم شرق نابلس ويفتش عددا من المنازل    |     الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز الحمرا في الأغوار الشمالية    |     19 شهيدا في قصف الاحتلال المتواصل على مناطق متفرقة من قطاع غزة    |     مسؤول أممي: غزة في أخطر مراحل أزمتها الإنسانية والمجاعة قرار إسرائيلي    |     مستعمرون يغلقون الطريق قرب مخيم الجلزون    |     هيئة الأسرى ونادي الأسير: محكمة الاحتلال تقرر تشريح جثمان الشهيد الأسير مصعب عديلي    |     لليوم الثالث: "العدل الدولية" تعقد جلساتها لمساءلة إسرائيل بشأن التزاماتها تجاه المنظمات الأممية في     |     غوتيريش: إدخال المساعدات إلى غزة غير قابل للتفاوض    |     "الإحصاء": معدلات البطالة في غزة 68% وفي الضفة 31%    |     مستوطنون يعتدون على مواطن ونجله شرق طوباس    |     مؤسسات الأسرى: تفشٍ واسع النطاق للأمراض بين صفوف الأسرى    |     ماليزيا: القيود الإسرائيلية على "الأونروا" تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا    |     المجلس الوطني: إغلاق مكاتب صندوق ووقفية القدس استكمال ممنهج لسياسة تهويد المدينة المقدسة    |     الاحتلال يهدم منزلين و5 بركسات وبئر مياه في مسافر يطا    |     العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في قطاع غزة    |     الاحتلال يواصل تشديد إجراءاته العسكرية على حاجز بيت فوريك شرق نابلس
أراء » عباس ملاك السلام
عباس ملاك السلام

عباس ملاك السلام
الحياة الجديدة- عمر حلمي الغول

قلد البابا فرنسيس الاول الرئيس محمود عباس امس الاول, وسام ملاك السلام؛ وخاطب الحبر الاعظم ابو مازن: "أعتقد أنك ملاك السلام". انها كلمات ذات اهمية بالغة الدلالة بكل المعايير وخاصة السياسية. لانها تصدر عن القامة الدينية الارفع في الكنيسة الكاثوليكية، عن بابا الفاتيكان، الرجل، الذي يزن كل حرف وكلمة بميزان الذهب، لم يلق الوصف على رئيس الشعب الفلسطيني جزافا او مراءاة او نثرا إنشائيا، بل نطق قولا دقيقا، وحكما سديدا، لاسيما ان رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، يؤمن إيمانا عاليا بالسلام والتعايش والمحبة. الرئيس عباس عمل ومازال يعمل، مواصلا الليل بالنهار لتحقيق خيار السلام وحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967. رغم ان دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية وحكوماتها المتعاقبة تعمل العكس، وتوصد الابواب في طريق السلام، وتتخندق في خنادق الحرب والموت والاستيطان الاستعماري.
كلمات قداسة البابا فرنسيس الاول للرئيس ابو مازن عشية إعلانه تطويب قداسة الراهبتين الفلسطينيتين ماري الفونسين غطاس ومريم بواردي، التي تزامنت مع الذكرى الـ67 لنكبة الشعب الفلسطيني، تعكس مدى اهتمام الفاتيكان بالقضية الفلسطينية، وعمق حرص الحبر الاعظم على دعم خيار السلام في ارض السلام من خلال تعميد الرجل، الذي حمل ويحمل راية السلام، الرئيس محمود عباس. والقى عليه رداء ملاك السلام، الوصف الذي يستحق عن جدارة.
الصحافة الاسرائيلية كلها دون استثناء ومعها المنابر الاعلامية الدولية اهتمت باحتفاء البابا السادس والستين بعد المئتين بالرئيس ابو مازن، اولا بمنحه وسام ملاك السلام، وثانيا إطلاق الصفة عليه. وقامت جميع وسائل الاعلام ليس فقط بنقل الخبر، بل بمحاولة استقراء دلالاته السياسية، واهميته في تعزيز مكانة الرئيس عباس على الصعد المختلفة، وفي الوقت نفسه مدى انعكاس ذلك السلبي على القيادة الاسرائيلية، صانعة الحرب والارهاب المنظم وبانية ركائز الاستعمار. وحاولت بعض الصحف الاسرائيلية تحوير او التقليل مما جاء على لسان قداسة بابا الفاتيكان في وصف ابو مازن كملاك للسلام للانتقاص من الاهمية، التي تمثلها كل كلمة من حيث الشكل والمضمون والدلالة السياسية. كما أن القيادة الاسرائيلية عبرت عن انزعاجها واستيائها من حفاوة الاستقبال للرئيس عباس، ولرفع علم فلسطين لاول مرة في الفاتيكان ومن الاتفاقية المبرمة بين الطرفين. كون الاحتفاء برئيس الشعب الفلسطيني في اللحظة، التي تزداد فيها العزلة حول إسرائيل، وارتفاع وتيرة النقد والشجب للسياسات الاسرائيلية في الاوساط العالمية المختلفة.
لعل المفارقة المثيرة للانتباه، انه في الوقت، الذي يحتفي العالم فيه بالرئيس ابو مازن، لما يقوم به من جهود حثيثة لصناعة السلام، والدفاع عن المصالح العليا للشعب الفلسطيني، ويرفعه لدرجة ومكانة ملاك السلام، تقوم الابواق الناعقة من الانقلابيين الحمساويين ومن لف لفهم بمواصلة حملات التحريض ضد الرئيس. لأنه يعري خياراتها وسياساتها المتصادمة مع اهداف ومصالح الشعب الوطنية، ولتمسكه بالثوابت الوطنية دون انتقاص، ولرفضه مهادنة حكومات إسرائيل بالطرق السياسية والدبلوماسية واعتمادا على وسائل واشكال الكفاح الشعبي السلمي. اليس في هذا التناقض بين مواقف العالم وقادته السياسيين والدينيين الايجابية والداعمة لمواقف الرئيس ابو مازن، ومواقف بعض القوى في الساحة الفلسطينية المنغصة والمعطلة لجهوده ولجهود حكومته، حكومة التوافق الوطني ما يثير الغرابة، وما يدعو القوى السياسية دون استثناء، كل بما عنده ولديه لمراجعة موقفه من شخص الرئيس محمود عباس. والتمييز بين الغث والسمين، بين الاخطاء والنواقص المشروعة والطبيعية وبين الايجابيات، التي يفترض تعميقها وتعزيزها من خلال اعادة نظر جدية للمضي قدما تحت رئاسته نحو هدف الحرية والاستقلال والعودة.

 

2015-05-18
اطبع ارسل