اسقاط الذرائع وكشف الحقائق
الحياة الجديدة- يحيى رباح
اجتماع اللجنة التنفيذية، الذي جرى الاثنين للبحث في امكانية تشكيل حكومة جديدة، قد تكون حكومة وحدة وطنية من الفصائل ومن كفاءات مستقلة, اتخذ خطوة بالغة الذكاء والأهمية, وهي تشكيل لجنة للتشاور مع كافة الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتا حماس والجهاد الاسلامي حول تشكيل هذه الحكومة, وهذه الخطوة الذكية والوطنية في آن واحد أغلقت الطريق امام الحملة المسعورة التي بدأت تطلقها حماس تحت عنوان "لم يشاورنا أحد" فها هي لجنة تمثل منظمة التحرير وتمثل الكل الوطني, سوف تقوم بالاتصال بكل الفصائل والتشاور معها وتبادل الآراء والمقترحات, من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون قادرة على تحمل الاعباء والمضي قدما في الاجندة الوطنية الملحة والمتفق عليها في كل اتفاقات المصالحة, وهي فتح الطريق امام استكمال خطوات المصالحة, والاعداد لانتخابات رئاسية وتشريعية, واتخاذ الخطوات التي من شأنها فتح الطريق امام إعادة اعمار قطاع غزة.
إذًا, لا ذرائع يمكن ان تتشبث بها حماس فالمشاورات ليست افتراضية، بل هي قرار وطني والشهود على هذه المشاورات، اللجنة التنفيذية, والكل الوطني سيكون في الصورة التفصيلية لهذه المشاورات التي ستطرح نتائجها على اللجنة التنفيذية وعلى الرأي العام الفلسطيني, بحيث لا يكون هناك مجال امام حملات الدعاية السوداء.
وبطبيعة الحال: فإن حماس التي رفضت حتى الآن الطلبات الملحة من الفصائل, للكشف عن الاتصالات التي تجريها مع اسرائيل تحت عناوين متعددة مثل الدردشات او تثبيت التهدئة, أو تبادل اسرى, أو ممر مائي ومنصة مائية أو هدنة طويلة المدى, هذه الاتصالات مطلوب الكشف عنها بشكل صريح, لأن حماس لا يمكنها الاستمرار في اللعبة التي تلعبها، جزء فوق الطاولة وجزء تحت الطاولة, لان كل ما هو مخبوء لا بد ان يثير الشبهات .
إنها فرصة ان نصل بعلاقاتنا الوطنية الى مرحلة من الشفافية, نتشاور فيها على المكشوف ولا نبقي شيئا مدفونا بعيدا عن الأعين يدفع الشعب الفلسطيني ثمنه الفادح.
الامل ان تخرج حماس من العتمة الى النور, ومن المراوغة الى المصارحة, ومن الاختباء في الظلال الى نور الشمس الفلسطينية الساطعة, لان هذا هو الطريق الوحيد امام علاقات وطنية سليمة وقوية.