حتى نبشر الأسرى بصبح حرية قريب
الحياة الجديدة-موفق مطر
قضية تحرير الأسرى أحد الثوابت الوطنية كقضية القدس والعودة والسيادة، وهذا ما يجب التركيز عليه ضمن رؤيتنا الشاملة للصراع مع دولة الاحتلال، ما يعني الاهتداء ببرنامج وطني، يحدد آليات النضال في هذا المسار، والأدوات الشعبية والرسمية المحلية، والمجالات العربية والدولية، بالتوازي مع الأممية القانونية المفتوحة امامنا او تلك الواجب فتحها لتحقيق هدف حرية الأسرى.
قد يصعد الأسرى الفلسطينيون من حراكهم في معتقلات الاحتلال لتحقيق مطالب معينة، منها الفردي ومنها الجمعي، ومنها المتعلق بقضية حريتهم من حيث المبدأ، لكنا لا نستطيع تقديم الدعم المعنوي والمادي والقانوني لهم ما لم نفعل التالي:
اولا- ديمومة الحراك الشعبي المساند في كل مدن وقرى ومناطق الوطن، حراكا وطنيا مجردا من الفصائلية والرايات والشعارات الحزبية، فحرية الانسان أكبر وأعظم من تفسيرات حزبية او فتاوى جماعات، حراك مساند داعم لا مكان فيه الا لعلم فلسطين، وما يعبر عن انبل هدف وهو الحرية للأسرى، وهذا يتطلب انخراطا منظما اوسع لقيادات ملتزمة بمبادئ وأهداف حركة التحرر الوطنية، تمتلك خبرة عملية في قيادة الشارع، مشهود لها بالانتماء، واعلاء العلم الوطني واهداف الشعب على المصالح الحزبية والفئوية، لتكون جزءا من المرجعيات المعنية بالأسرى، كهيئة شؤون السرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني.
ثانيا– اشراك المؤسسات الاعلامية والثقافية الفلسطينية والعربية وحتى الدولية الصديقة في اخراج الرواية الفلسطينية حول نضال الأسرى، وتقديم الحدث لحظة بلحظة للجمهور بدوائره الثلاث: الفلسطينية والعربية والأحنبية بلغات عدة، وتفعيل وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة، والالكترونية، ووسائل الاتصال التكنولوجية، بالتوازي مع أدوات التثقيف كالشعر والرواية، والسينما والمسرح والموسيقى والغناء والفنون التشكيلية والتعبيرية. ولعل دورا مميزا للمثقفين والشعراء والادباء والفنانين، واتحاداتهم وجمعياتهم في ميدان النضال هذا، فتح منذ انطلاقة الثورة وما زال مفتوحا لابداعاتهم.
ثالثا- تفعيل حراك الجاليات الفلسطينية، في البلاد الأجنبية، وخطة للسفارات الفلسطينية تعمل اثناء تنفيذها على تنوير الجهات الرسمية في البلاد المعتمدة فيها بمدى تمرد دولة الاحتلال على القانون الدولي، واستهتارها بارادة المجتمع الأممي ومواثيقه، بالتوازي مع معركة القيادة الفلسطينية السياسية والدبلوماسية، وتلك في ميدان القانون الدولي من اجل انهاء الاحتلال ونيل الاستقلال عموما واطلاق حرية الأسرى خصوصا.
رابعا– تخصيص ساعة دراسية في المدارس والجامعات اسبوعيا، ورسالة صباحية موجزة قبل النشيد الوطني ورفع العلم في المدارس، واستذكر هنا كيف كانت تقرأ علينا بيانات حركة فتح قوات العاصفة عن العمليات الفدائية في الطابور الصباحي يوميا، وكيف كان اساتذتنا ونحن في المرحلة الابتدائية يختارون منا (الأفضل) لالقاء القصائد التي تتغنى بالثورة والصمود وأرض فلسطين وامل العودة اليها، حتى يمكننا القول اليوم ان مدارسنا كانت بمثابة جامعات اشبعت عقولنا وشحنت نفوسنا، واسست شخصياتنا الوطنية بثقافة النضال والثورة، اما المعارض والمسابقات الفنية في موضوع حرية الاسرى فانها خير نموذج للتربية والتعليم لمعاني تقديس الحرية.
هذا منظور متواضع من عمل وطني متكامل، قد تحضر فيه الابداعات والأفكار، كحضور الأمل بالحرية عند الأسرى، فروح هذا الأمل بأيدينا، فتعالوا نفيهم حقهم علينا، ونبشرهم بصبح حرية قريب.