طلب الحماية الدولية
الحياة الجديدة- عزت درا غمة
2015-10-05 08:49:10
لم يعد طلب الحماية الدولية لدولة وشعب فلسطين بحاجة للمزيد من الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية، بل إن هذا الحق الذي طالب به الرئيس محمود عباس في خطابه أمام الامم المتحدة الأسبوع الماضي وفقا للقانون الدولي، أصبح الفلسطينيون في أمس الحاجة لتوفيره لهم، لا سيما وان حكومة الاحتلال ماضية في تصعيد جرائمها وانتهاكاتها، ما يستدعي من المجتمع الدولي ووفقا لقواعد القانون الدولي الإنساني الاستجابة فورا لهذا الطلب، حماية للمنظومة الإنسانية والقانونية التي تنتهكها سلطة الاحتلال على مرأى ومسمع العالم اجمع.
إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي لا تعير اهتماما لأية معاهدات أو مواثيق دولية، لا بل تضرب عرض الحائط بالمنظومة القانونية والإنسانية الدولية متحدية العالم بغطرستها وعنصريتها وجرائمها، ومواصلة احتلالها الكولونيالي الاستيطاني كدولة ابارتهايد حين تقوم بترحيل نساء من منازلهن بحكم إقامتهن بجوار المسجد الأقصى تنتهك ليس ميثاق جنيف فحسب، بل كافة القوانين الإنسانية، وبدلا من حماية الشعب المدني الأعزل الذي تحتل أرضه وتصادرها لاغراض استيطانية وتهويدية كما نصت المواثيق الدولية التي تحدد مسؤوليات الدولة المحتلة، تقوم بتنفيذ الجرائم والاعتقالات وحرق منازله واستباحة مدنه وقراه، الأمر الذي يستوجب على الأسرة الدولية ممثلة بالأمم المتحدة القيام بمسؤولياتها الأخلاقية والقانونية عبر الاستجابة لطلب الحماية الدولية لشعب ودولة فلسطين المحتلة.
وحتى يأخذ الطلب الفلسطيني مجراه وتوجهه الرسمي وأبعاده القانونية لا بد من دعم وإسناد عربي وإقليمي ودولي، كما لا بد من استجابة سريعة من قبل منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية للانعقاد بشكل طارئ لتحمل المسؤوليات الناتجة عن التصعيد الإسرائيلي المخطط والمبرمج، خاصة وان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يحاول إفشال كافة الجهود والمحاولات الدولية الحقيقية للتجاوب مع التوجهات الفلسطينية الأخرى سواء المتعلق منها باعتبار دولة فلسطين دولة تحت الاحتلال، أو إلزام إسرائيل بالقيام بواجباتها في حماية المنظومة الدولية الإنسانية والقانونية وإيجاد مظلة دولية تشرف على إنهاء احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية حسب قرارات الشرعية الدولية.
كما على الدبلوماسية الفلسطينية حث الخطى لترجمة مطلب الرئيس أبو مازن بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وعدم إعطاء إسرائيل الفرصة لتنفيذ مخططاتها ومشاريعها الاستيطانية والتهويدية، ودون انتظار لحين إغراق إسرائيل المنطقة مجددا في دوامة العنف الذي تحاول جر الفلسطينيين إليه عبر المزيد من جرائمها وممارساتها العنصرية والاستيطانية.