التاريخ : الإثنين 07-04-2025

الأونروا: إسرائيل تستخدم الغذاء والمساعدات الإنسانية سلاحا في غزة    |     الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها لليوم الـ 74    |     الاحتلال يبدأ توسيع عدوانه البري شمال قطاع غزة وسط قصف وأحزمة نارية كثيفة    |     مستعمرون بحماية قوات الاحتلال يهاجمون رعاة الأغنام في برية المنية شرق بيت لحم    |     أبو الغيط يحذر من عواقب العربدة الإسرائيلية في المنطقة    |     10 شهداء في قصف للاحتلال على خان يونس جنوب قطاع غزة    |     مسؤول أممي: وجود إسرائيل غير القانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة يجب أن ينتهي    |     31 شهيدا في قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في حي التفاح بغزة    |     فرنسا تعلن معارضتها كل أشكال الضم الإسرائيلي في الضفة وغزة    |     "الإحصاء" في يوم الطفل: 39 ألف يتيم في قطاع غزة.. أكبر أزمة يُتم في التاريخ الحديث    |     الخارجية: مجزرة مدرسة دار الأرقم تستوجب محاسبة مجرمي الحرب وتوفير الحماية الدولية لشعبنا    |     مجلس الأمن يعقد جلسة حول تصاعد العدوان الإسرائيلي على شعبنا    |     لازاريني: 9 أطفال قتلوا بقصف إسرائيلي على منشأتنا بغزة    |     "آكشن إيد": الوضع الإنساني في قطاع غزة غير مسبوق وتجاوز الكارثية    |     مستعمرون يُجرون أعمال توسعة في بؤرة استعمارية بالأغوار الشمالية    |     "الخارجية": تصريحات المسؤولين الإسرائيليين العنصرية "إرهاب دولة منظم"    |     "الأوقاف": المستعمرون اقتحموا الأقصى 21 مرة والاحتلال منع رفع الأذان 52 مرة في الحرم الإبراهيمي خلال    |     الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـــ67 على التوالي    |     8 شهداء في قصف إسرائيلي لمنزل وخيام نازحين غرب خان يونس    |     الخارجية تدين مجزرة "عيادة الأونروا" في جباليا وتوسيع الاحتلال عدوانه ضد شعبنا    |     "الغذاء العالمي" يحذر من نفاد إمداداته بغزة قريبا    |     مجلس حقوق الإنسان الأممي يصادق على قرار حول تحقيق المحاسبة والعدالة في الأرض الفلسطينية المحتلة    |     6 شهداء بينهم مواطن وزوجته وثلاثة من أبنائه جراء قصف إسرائيلي على خان يونس    |     الأردن يدين اقتحام المتطرف بن غفير للمسجد الأقصى
فلسطين بعيون الصحافة اللبنانية » مسؤولية الغرب تجاه القدس
مسؤولية الغرب تجاه القدس

 

مسؤولية الغرب تجاه القدس

 

جريدة المستقبل

 

بقلم جيروم شاهين 7-2-2012

أريد أن أركّز هنا، وباختصار شديد، على ما يبدو لي مواقف ومبادرات واتجاهات فكرية أساسية يجب أن يتخذها الغرب (بمنظماته الإقليمية، والسلطات المدنية لبلدانه، وسلطاته الروحية أيضاً) ليمنع أي تشويه للقدس أياً كان هذا التشويه وليعيد الحقوق عليها وفيها الى أصحابها، ولتبقى القدس محجّة مؤمني الديانات التوحيدية السماوية الثلاث.

أولاً: على جميع الشعوب، غرباً وشرقاً، أن تحترم المكانة الروحية التي تحتلها القدس. فالقدس هي المكان الوحيد والفريد في العالم الذي يكتنز أمكنة مقدسة تشكل تراثاً روحياً وحضارياً استثنائياً لليهودية والمسيحية والإسلام على السواء. بالتالي، لا يجوز البتة أن تحتكر ديانة واحدة من تلك الديانات الثلاث مدينة القدس بقدسيتها ومكانتها وفرادتها.

ثانياً: وكنتيجة حتمية لما سبق، إنه من واجبات العالم كله، وبالأخص من واجبات الدول الغربية الكبرى التي تستأثر بالقوة والسلطة والقرار الدولي، أن تسهر على تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالقدس.

ثالثاً: ان أخطر ما يحدث في القدس، على مرأى وصمت العالم الغربي، هو إمعان دولة إسرائيل في تهويد القدس.

إن مشروع تهويد القدس على يد الدولة العبرية قديم جديد، مكتمل الأهداف والأدوات. ويجري تنفيذه أقله على ثلاث جبهات: الأولى الاحتلال. فالاحتلال، وإن لم ينجح بضم كل الأراضي الفلسطينية، فعلى الأقل يمنع إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة، وعاصمتها القدس. فهو، بالتالي، يزرع مستوطنات في الأراضي الفلسطينية ويبني الجدار الفاصل، جدار العار، وغير ذلك..

أما على الجبهة الثانية، فيتم تدمير المقدسات المسيحية والإسلامية على السواء. وبانتظار أن يتم ذلك لا سمح الله يتم الاستيلاء على تلك المقدسات والإشراف على إدارتها كأماكن سياحية دينية، بتشويه معانيها المرتبطة بالمسيحية والإسلام.

أما على الجبهة الثالثة، فيتم تفريغ القدس من المقدسيين.

المخططات الثلاثة يسير إنجازها معاً، واحدها يسبق الآخر وفق الظروف الإقليمية الدولية. فالاحتلال والاستيطان هما على قدم وساق. وما يساهم في عدم ايقاف هذا السباق صهينة القرارات الدولية، والتشرذم العربي، والانقسامات الفلسطينية الداخلية.

أما الاستيلاء، بشكل أو بآخر، على معالم المقدسات الدينية الإسلامية، فالأمر معروف منذ عقود ومنوّه عنه كتابة بوفرة وبالوثائق الدامغة. فالحفريات التي تجري، ولا أحد يوقفها، لتقويض المسجد الأقصى، أمر بغاية الخطورة.

وأود أن أذكر هنا أيضاً ما قام به بطريرك القدس للروم الأرثوذكس السابق ببيع أوقاف مسيحية في القدس بشكل غير شرعي، فأدين من قِبَل مجمع الأساقفة ونحي عن منصبه. وهنا، يتساءل العديد من المسيحيين الأرثوذكس العرب لماذا لا يتسلم فلسطيني عربي سدة بطريركية القدس الأرثوذكسية فيما يتوالى على رئاستها أساقفة من التبعية اليونانية، بينما الرعية هي بكاملها تقريباً عربية!

أخيراً، تفريغ القدس من المقدسيين أمر واقع مأسوي أيضاً. اكتفي هنا بالإشارة، تلميحاً وبالأرقام، إلى ما يتعلق بهجرة المقدسيين المسيحيين من المدينة المقدسة.

فالدراسات تشير الى أن مجموع المسيحيين في القدس كان، في العام 1948، 175 ألفاً. ثم تدنى العدد، عام 1967، إلى زهاء 25 ألفاً. أما اليوم، فلا يتعدّى عدد المسيحيين في القدس الألفين.

رابعاً: لا يمكن الحديث عن مسؤولية الغرب تجاه القدس من دون أن تحضر إلى أذهاننا مسألة الجماعات المسيحية الأميركية التي سمت نفسها جماعة صهيونية مسيحية. صحيح أن هؤلاء لا يتعدّى عددهم الأربعين مليوناً في أميركا. وصحيح أنهم من أصل انجيلي، ولكن جميع الكنائس الانجيلية، في أميركا وفي الغرب والشرق، تعتبرهم بدعة لا علاقة لها بالمسيحية. إلا أن نفوذهم كبير، لا سيما بامتلاك وسائل الإعلام الجماهيرية التي يطالون عبرها الملايين من المؤمنين الذي يقعون في شباكهم.

لن أشير هنا إلا الى ما يتعلق بسياسة الصهيونية المسيحية المختصة بالقدس والتي تنبني على تأويلات كتابية بعيدة كل البُعد عمّا تعتقده جميع الكنائس المسيحية.

يعتبر الصهيونيون المسيحيون مدينة القدس عاصمة أبدية لليهود، ولا يحق للفلسطينيين أن يشاركوهم فيها. ولذا يمارس الصهيونيون المسيحيون الضغط على الحكومات الغربية لنقل سفاراتها إلى القدس.

أضف إلى ذلك أن الصهاينة المسيحيين الأميركيين يسوّقون مشاريع بناء الهيكل اليهودي في موقع الحرم الشريف.

قد يطول الكلام عن سياسات الصهيونية المسيحية المرتبطة باعتقاداتها الدينية الهجينة.. الأمر الأكثر خطورة هو استخدام الكتابات الدينية، بالتأويل والتحريف والتلفيق، لأغراض سياسية مشبوهة تتنافى مع العدل والحق والسلام، وعلى المسيحيين بأسرهم في الغرب أن يفضحوا هذا التيار المسيحي المتصهين لأنه لا يمت إلى المسيحية بصلة.

 

2012-02-07
اطبع ارسل