معركة الخضر
جريدة الحياة الجديدة
بقلم حافظ البرغوثي 10-2-2012
يخوض الأسير خضر عدنان معركة غير متكافئة مع الاحتلال بصومه احتجاجا على ظلامية الاحتلال وقوانينه الجائرة في الاعتقال الاداري. وبينما تخوض الشعوب من حولنا معاركها للحرية مجتمعة نجد اننا ونحن القدوة لنا نترك اسيرنا يخوض معركته وحده.. وكأن الشعب استكان وخضع وركع لجبروت القمع. فالاعتقال الاداري هو سلاح احتلالي لتصفية الأسير معنويا وجسديا.. وما يتعرض له الأسير خضر عدنان هو تصفية جسدية مستمرة فالاحتلال الذي يجهز على الارض يشن معركة موازية للاجهاز على الانسان الفلسطيني سواء رفع عقيرته بالنضال السلمي او العنفي. فالاحتلال لا يميز بين هذا وذاك وهو يوغل في دم الارض وانسانها. ويعلم المناضل خضر انه يواجه همجية قوانين القمع وحده لكنه مؤمن بعدالة نضاله وانه الطليعة المقاومة للاعتقال الذي تحول الى كابوس يدخل فيه الاحتلال من يشاء دون مساءلة. ويدمر المعتقلين ببطء حتى الاجهاز عليهم وتصفيتهم معنويا وجسديا فليس هناك من شرعية تتيح للاحتلال الاعتقال دون محاكمة سوى قانون الجبروت وغطرسة القوة. ومعركة المعتقل خضر هي مقدمة لاسقاط هذه القيود والقوانين الهمجية التي يكبلنا بها الاحتلال ويستمرئها المجتمع الدولي ولا يتحرك ضده لأنه مدعوم بقوى استعمارية امبريالية تقاسمه القمع نفسه وتحميه.
اننا نتابع معتقلنا وهو يلفظ انفاسه بصمت ولم نستطع حتى الآن تحريك المجتمع الدولي لنصرته وفك اسره والغاء القانون الظالم الذي يستخدمه الاحتلال البغيض ضد شعبنا منذ الاستعمار البريطاني الابغض. فالمنظومة الاستعمارية الاحتلالية تستند الى القمع ذاته، وتجدد نفسها على ارضنا لكن نضالنا يتجدد ايضا طالما هناك قمع واحتلال. فالحرية للمعتقل خضر عدنان وكل اسرانا البواسل. ونضالهم هو نضال انساني يضيف للانسانية قيماً جديدة ويؤكد اساليب نضالية متجددة في مواجهة الاحتلال واساليبه اللاإنسانية في القمع.