ورشة تنمية وتطوير القطاع الصحي للاجئين الفلسطينيين في لبنان
بيروت 21-12-2010
نظم فريق العون الصحي الدولي بالتعاون مع جمعية " الامل للرعاية والتنمية الاجتماعية" اليوم ورشة عمل بعنوان" تنمية وتطوير القطاع الصحي للاجئين الفلسطينيين في لبنان" برعاية وزير الصحة العامة الدكتور محمد جواد خليفة في فندق غاليريا،في حضور عدد من ممثلي الجمعيات والمؤسسات الصحية اللبنانية والفلسطينية والاقليمية والدولية .
بعد النشيد الوطني القى رئيس جمعية" الامل" النائب الدكتور عماد الحوت كلمة قال فيها:" " ان الناظر في الواقع الصحي للاجئين الفلسطينيين في لبنان يرى ان نصف هؤلاء يعانون من امراض مختلفة تتاثر حتما بالظروف السكانية للمخيمات فمثلا 3,5 % يعانون من الربو بسبب الاكتظاظ السكاني داخل البيت الواحد ونسبة امراض القلب والسكري والضغط بلغت 13,5 % وهي ناتجة عن ضغط الحياة وسوء التغذية اما مشاكل الترسبات البولية مثل الرمل والحصى فقد بلغت 4,5 % وذلك لعدم صلاحية مياه الشرب" .
واوضح "ان 86% من هؤلاء المرضى يلجأون الى عيادات الانروا التي تعجز وحدها عن تقديم الرعاية الصحية الكافية ، رغم تطور اداء الانروا بعد التعاون مع وزارة الصحة اللبنانية مما سمح باعطاء مجموعة اوسع من الخدمات الطبية في عدد اكبر من المستشفيات اللبنانية".
وقال:" ان الحاجة ماسة لتضافر الجهود وتكاملها بين الانروا، التي ينبغي ان تبقى الركن الاساس في منظومة الرعاية الصحية اللاجئين الفلسطينيين، ليس فقط لدورها الرائد في رعايتهم ، وانما في رمزية مسؤولية المجتمع الدولي ممثلا بالانروا في رعاية اللاجئين الفلسطينيين حتى تطبيق حق العودة الى ديارهم ، وبين وزارة الصحة اللبنانية وهي المسؤولية ليس فقط عن صحة اللبنانيين وانما ايضا عن صحة المقيمين على الاراضي اللبنانية فكيف ان كانوا اخوة ضيوف وبين مؤسسات المجتمع المدني المحلي والعربي والدولي".
والقى الرئيس التنفيذي لفريق العون الصحي الدولي احمد العبدالله كلمة قال فيها:"ان تغير انماط الحياة وضعف الوعي الصحي لدى غالبية السكان تمثل روافد اساسية لزيادة المشكلات الصحية اضافة الى الاصابات الناتجة عن سوء استخدام التقنيات الحديثة وغيرهاالكثير الكثير من الانماط السلوكية الاقتصاديةاو الاجتماعية لهؤلاء السكان".
واضاف:" سعينا من فريق العون الصحي الدولي لتفعيل منظومة صحية دولية تعنى بتطوير الخدمات الصحية الموجهة لافراد المجتمع الفلسطيني حيثما كان تواجده، ففي الاراضي الفلسطينية المحتلة نجد ممارسات الاحتلال المستمرة تؤثر بشكل مباشر على كل مقومات الحياة اليومية للسكان المدنيين وفي مقدمها الجوانب الصحية حيث الاغلاق ومنع التنقل بسبب الحواجز العسكرية الثابتة والمتحركة ، وتدمير المرافق الحيوية والبنى التحتية خلال الاجتياح المتكرر للمدن والقرى الفلسطينية، وكذلك الحصار الخانق على قطاع غزة حيث الشلل شبه الكامل من عمل المستشفيات والمراكز الصحية وعرقلة وصول المساعدات الطبية والانسانية وكذلك عرقلة حركة المرضى والطواقم الطبية".
وتابع:"تعد الجمهورية اللبنانية ثاني اكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين خارج الوطن، حيث تحظى الخدمات الصحية باهتمام لافت من قبل المؤسسات المحلية والدولية التي تعنى بتنمية المجتمع واستقرارها نظرا لما تقدمه الدولة اللبنانية مشكورة من تسهيلات واضحة وملموسة على المستوى القانوني والاداري والفني مما يساعد في توفير بيئة مناسبة للعمل الانمائي والصحي الموجه للاجئين الفلسطينيين. واننا من فريق العون الصحي الدولي ومنذ خطونا خطواتنا الاولى من خدمة الانسان الفلسطيني سعينا جاهدين الى تحقيق رسالتنا الاولى التي وضعناها نصب اعيننا :تنسيق الجهود لتعزيز فعاليتها من تحسين وتطوير الخدمات الصحية المقدمة للفلسطينيين حيثما كان تواجدهم، ولنؤكد اليوم ان يدنا ممدودة للجميع ، آملا من تحقيق اهداف ورشتنا التالية:
1 - تقدير الاحتياجات الحقيقية لابناء المجتمع الفلسطيني من المخيمات.
2 - رسم اولويات العمل الصحي المؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني.
3 - تفعيل آليات التنسيق بين مؤسسات العمل الاغاثي والتطوعي.
4 - تقديم الدعم الفني والخبرة اللازمة لصياغة مشاريع صحية تلبي الاحتياجات الحقيقية.
5 - مساعدة المؤسسات الاهلية في تسويق مشاريعها الصحية على الجهات المانحة".
والقى المدير العام للانروا في لبنان سلفاتوري لومباردو كلمة رحب فيها بالمشاركين، وقال:" عندما اتيت الى لبنان منذ سنتين ونحن نحاول في الانروا وضمن امكاناتنا المتاحة تحسين ظروف حياة الفلسطينيين هنا، الذين هم في اشد الحاجة الى المساعدة، خصوصا حيث تنتشر الامراض والاوبئة في المخيمات. بدأنا العام الماضي بتقديم المساعدات الاستشفائية حيث حققنا بعض التقدم في هذا المجال وذلك بمساعدة بعض الاصدقاء والمؤسسات المعنية، ويمكنكم ان تلاحظوا ذلك كما اننا سنوقع اتفاق تعاون مع وزارة الصحة في لبنان يتعلق بمساعدة الفلسطينيين وذلك يتضمن بعض المساعدات في التقديمات الصحية تتراوح ما بين 50% الى 70% واتمنى ان يتم هذا التوقيع في القريب العاجل. في العام الماضي قمت بجولة على المخيمات الفلسطينية في لبنان وقريبا ساقوم بجولة مماثلة لا تفقد اموالهم واشرح للمسؤولين طبيعة المساعدات والمشاريع التي تقدمها الانروا".
ثم القى مدير الوقاية الصحية في وزارة الصحة الدكتور اسعد خوري كلمة الوزير خليفة واستهلها بالقول :" بداية اسمحوا لي الا استفيض بالحديث عن الصراع مع العدو الصهيوني ، فلبنان موجود في قلب هذا الصراع ، وخاض معه حروبا عديدة، ويعد العدة لمواجهات مستقبلية يعدنا بها الصهاينة. انه قدرنا كما هو قدركم ، ان نذهب بالصراع حتى النهاية، حتى قيام دولة فلسطين، وعاصمتها القدس، وعودة شعبها الى ارضه وتحرير ما تبقى من ارض عربية محتلة مهما كانت الكلفة مرتفعة. وبمراجعة للمواضيع المدرجة على جدول اعمال ورشة العمل نكتشف اهمية هذا اللقاء .واهمية ما يمكن ان تخرج به من توصيات في كافة الاتجاهات . فتحية لجمعية الامل للرعاية والتنمية الاجتماعية، ولفريق العون الصحي الدولي، على الجهود التي بذلوها لعقد هذه الورشة وجمع هذا الحشد من الجمعيات اللبنانية والفلسطينية المعنية. فباسم وزير الصحة وباسمي نتمنى لكم التوفيق والتقدم الدائم في مجالات الرعاية الصحية والاجتماعية".
اضاف:"شهد قطاع الصحة تطورا جيدا في التعاون بين وزارة الصحة اللبنانية والمؤسسات الصحية الفلسطينية . فبعد ان كان التعاون مقتصرا تقريبا في حملات التحصين الشامل للاطفال، حيث كانت تتولى الوزارة تزويد المستوصفات الفلسطينية باللقاحات ضمن الحملات الوطنية. واصبح التعاون يشمل قطاع خدمات الاستشفاء في العديد من المستشفيات الحكومية المنتشرة في كافة المناطق اللبنانية . فكانت الاتفاقية الموقعة بين وزارة الصحة والاونروا والتي توفر خدمات استشفاء من العادية حتى الاكثر تعقيدا وبكلفة مخفضة".
واوضح "تزامنت هذه الاتفاقية مع جهود كبيرة تبذلها وزارة الصحة لتحسين نوعية الخدمات المقدمة في حقول الاستشفاء وزيادة الفعالية واولت المستشفيات الحكومية عناية خاصة. فتعاقدت مع مؤسسة HAS الفرنسية المسؤولة عن جودة الخدمات في فرنسا لهذه الغاية. وهذه الاتفاقية قابلة للتطور باستمرار. اما في حقل الرعاية الصحية الاولية، فنحن كما تعلمون ننفذ حاليا برنامج اعتماد للمؤسسات الرعائية اللبنانية المعتمدة ضمن الشبكة الوطنية وهو برنامج ننفذه بالتعاون مع مؤسسة كندية متخصصة.وهذا البرنامج سيجعل لبنان من الدول القليلة في العالم التي تنفذ برنامج اعتماد على المستوى الرعائي".
وبعد استراحة لخمس دقائق بدأت ورشات العمل.