قريع يحذر من توالي المخططات التهويدية للبلدة القديمة بالقدس
القدس- وفا 14-2-2012
حذر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة شؤون القدس، أحمد قريع من توالي المخططات الإسرائيلية التهويدية للبلدة القديمة ومحيطها عقب مصادقة ما يسمى بـ'اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء' لتنفيذ 'موقف جفعاتي' على أراضي مساحتها 5420 مترا مربعا.
وأوضح قريع في بيان صحفي وصلت 'وفا' نسخة عنه أن المخطط يشمل بناء أربعة طوابق سيصل مساحتها الإجمالية إلى 16,032 مترا مربعا في حي وادي حلوة في سلوان الملاصق للمسجد الأقصى من جهة الجنوب، بعد ساعات قليلة من طلب مجلس الجامعة العربية من الحكومة الإسرائيلية وقف الاستيطان وتحديدا بالقدس، وقبول حدود 1967 أساسا لحل الدولتين.
وقال إن 'مدينة القدس التي تتعرض يوميا لأبشع إجراءات ومخططات التهويد، باتت تقوم على حقل ألغام من الأنفاق والحفريات والتهويد والأسرلة الصامتة والزائفة لتاريخ القدس العربي بهدف تزوير تاريخها وحضارتها وإرثها العربي الإسلامي المسيحي'.
واعتبر أن المصادقة على تنفيذ المخطط المذكور والذي يشمل طابقا للمعروضات الأثرية وطابقا تحت الأرض يستعمل كموقف للمركبات بسعة 250 مركبة، إضافة إلى قسم سياحي يشمل (مركز استعلامات، وصفوف تعليمية، وصالات عرض، وقاعة مؤتمرات، ودكان للمقتنيات الأثرية، ومقصف، وغرف إدارة)، وقسم للبحوث يشمل (مكتبة، وغرف اجتماعات، وغرفا للمرشدين)، ما هو إلا لتغيير معالم المدينة العربية، وطمس وتزوير تاريخها وحضارتها وصبغها بصبغة يهودية متطرفة في ظل صمت المجتمع الدولي المريب أمام ما يجري في مدينة هي قلب السلام في المنطقة.
وأوضح أن إسرائيل تنفذ مخططا كبيرا لتهويد المدينة المقدسة يهدف إلى حفر المزيد من الأنفاق أسفل البلدة القديمة وأسوار القدس، ما ينذر بنهاية حي سلوان وتهجير سكانه وتحويل الحي العربي إلى حدائق توراتية، والتي من شأنها تهديد المعالم العربية والمقدسات الإسلامية والمسيحية بالهدم والتدمير.
وأكد أن مدينة القدس باتت تقوم على شبكة من الأنفاق التي جعلت من سطح الأرض في هذه المنطقة هشة وضعيفة جدا لا تقوى على تحمل المزيد من الحفر والتهويد ويتم خنقها بحدائق توراتية لا تمت بواقعها وحاضراتها ولتاريخها بشيء.
وأضاف أن استمرار الحكومة الإسرائيلية بسياسة هدم المنازل والتحريض ضد المقدسات والأوقاف الإسلامية لا سيما المسجد الأقصى المبارك وكتابة رموز وعبارات عنصرية على جدران الأديرة والكنائس ودعوات المتطرفين من الليكود والجمعيات النسائية الدينية التي تطلق على نفسها نساء من أجل الهيكل لاقتحام الأقصى والصلاة فيه هو رد صريح وواضح من حكومة تمضي قدما بالاستيطان والتهويد بعد أن أعلنت موت السلام ورفعت راية العنصرية والتطرف.
وشدد قريع على أننا أمام حكومة إسرائيلية متطرفة نسفت حل الدولتين بإجراءاتها التهويدية وسياساتها الاحتلالية وإطلاقها العنان للمستوطنين والجماعات العنصرية للمس بالمواطنين وممتلكاتهم بالمقدسات المسيحية والإسلامية الأمر الذي يعرض استقرار المنطقة للخطر.
وناشد كافة دعاة السلام والجهات والمؤسسات المعنية بوقف هذه المخططات التهويدية بسرعة، لأن القدس أصبحت تختلف عما كانت عليه قبل سنوات، فالمعالم اليهودية تنتشر بالمدينة بشكل ملفت، وستطغى عليها قريبا ما لم يتم التدخل بالسرعة القصوى.
وقال: 'نرفع الصوت عاليا لكل من يعنيهم الأمر من الفلسطينيين ومن العرب والمسلمين والمسيحيين ومن المجتمع الدولي واللجنة الرباعية أن الأمر جد خطير، وإن اللامبالاة لن تجلب إلا المزيد من تدهور الأوضاع وعدم الاستقرار في هذه المنطقة التي تشهد ثورة عربية ضد الظلم والاستبداد والاحتلال وليعلم الجميع أن الحرب تندلع من القدس وأن السلام يبدأ منها أيضا'.