الرقص الصهيوني على الفاجعة الفلسطينية
جريدة الحياة الجديدة
بقلم عادل عبدالرحمن 17-2-2012
فاجعة مؤلمة أصابت اطفالا فلسطينيين، كانوا يستقلون حافلة ركاب في رحلة مدرسية حين اصطدمت بهم شاحنة نتيجة سوء الاحوال الجوية، ما ادى لانقلاب الحافلة وشبوب النيران بها بالقرب من الحاجز الاسرائيلي في جبع. نتج عن الحادث المأساوي استشهاد ستة (خمسة اطفال ومعلمة) واصابة تسعة وثلاثين طفلا بينهم سائق الحافلة.
ومما ضاعف من عدد الوفيات والاصابات، ان الحادث حصل في المنطقة (C) الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية، فضلا عن ان جنود الاحتلال حالوا دون تدخل المواطنين، الذين تواجدوا بالمكان، لانقاذ الاطفال. كما لم تتحرك سيارات الاسعاف او الاطفاء الاسرائيلية المتواجدة بالقرب من وقوع الحادث. الامر الذي يشي بشكل جلي ان الاحتلال الاسرائيلي بسيطرته على الاراضي الفلسطينية، ومنع السلطة الوطنية من القيام بمهامها تجاه ابناء الشعب الفلسطيني، يعمق مأساة المواطنين الفلسطينيين، وفي الوقت ذاته، التلكؤ في إنقاذ المصابين. ليس هذا فحسب، بل ان العديد من الصهاينة اليهود عبروا عن مواقف عنصرية معادية للشعب الفلسطيني عموما والاطفال خصوصا. لا بل ان بعضهم رقص طربا على الفاجعة الفلسطينية، وعبر عن فرحته وشماتته بوفاة الاطفال الصغار. كأن موت الفلسطيني ينعش الاحقاد والكراهية في اوساط الصهاينة العنصريين.
العنصرية الصهيونية الراقصة على الفجيعة الفلسطينية رد صريح على ادعاءات نتنياهو واقرانه في حكومة اقصى اليمين، الذين ما انفكوا التحريض على ابناء الشعب الفلسطيني. وتكشف للقاصي والداني صورة وتربية اليهودي الصهيوني، الذي ينهل من نبع العنصرية والحقد والكراهية، ويؤصل لها في ميادين الحياة المختلفة ضد الاغيار العرب الفلسطينيين. الذي يؤدي بدوره الى مزيد من تأجيج مشاعر الغطرسة والبغضاء في اوساط اليهود الحريديم والعلمانيين على حد سواء، ويعزز الاتجاهات المعادية للسلام والتعايش بين ابناء الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي.
المأساة الفلسطينية التي حلت بالامس باطفال روضة نور الهدى، التي اصابت القيادة والشعب على حد سواء بالصدمة، القت بظلالها السوداء على الجميع في الساحة الفلسطينية ما حدا بالرئيس ابو مازن اعلان الحداد الرسمي لثلاثة ايام مع تنكيس الاعلام، وقيام الرئيس واركان القيادة بزيارة الاطفال الجرحى وعودة اهالي الشهداء، فضلا عن التوجيهات الرئاسية بتقديم كل اشكال الدعم اللازم للجرحى. المصاب الاليم للشعب الفلسطيني باطفاله لن يثنيه عن التمسك بخيار السلام، ولكن بوسائل وطرق أخرى غير، التي سلكتها في المراحل السابقة، بهدف اعادة الاعتبار للقضية والاهداف والمصالح الوطنية العليا. كما ان عنصرية الصهاينة اليهود لن تحول دون تمسك الشعب الفلسطيني بسياسة التعايش والوفاق لتعميم فلسفة السلام والحرية في اوساط شعوب المنطقة.