الشامتون
جريدة الحياة الجديدة
بقلم حافظ البرغوثي 20-2-2012
إيال وتال وبيني وإيليا.. اسماء اسرائيلية على الفيس بوك شاركت في حوار بعد حادث الحافلة في رحلة مدرسية قرب جبع.. حيث تداول الفيس بوكيون الاسرائيليون حوارات حول الحادث المؤلم. وعبّر الفيس بوك الاسرائيلي عن ابتهاجه للحادث ومقتل الاطفال واستغرب الكثيرون منا هذا التصرف اللاإنساني.. ولست هنا في مجال سرد وقائع الشماتة لدى دعاة سفك الدم والحرب والاستيطان ولكن مضمون الحوار ليس مستغربا حتى من بعض رواد المواقع على النت او الفيس بوك من الفلسطينيين فلو تعرض العبد الفقير لله لحادث سير مثلا لوجدنا من بيننا ممن يخالفوننا الرأي من يبدي ابتهاجه، لأن قلم العبد الفقير سيكف عن فضح البعض من تجار القضية وسماسرة الارض وباعة الدم والضمير.. فأنت لا تقرأ موقعاً وما فيه من تعليقات الا وتصاب بالغثيان لأن مستوى التخاطب عندنا في أسفل سافلين.. فما بالك بالاسرائيليين من ذئاب الاستيطان؟ وعندما تعرض اطفال اسرائيليون للقتل امتلكنا الجرأة على انتقاد منفذيها لكن عندما يقتل الاحتلال اطفالنا ويكافئ ويبرئ القتلة لا نجد من ينتقد هذا الاجراء، فنحن نحاول ان نحافظ على انسانيتنا لأنها مقياس انتصار الحق في النهاية على جبروت الباطل، وبالتالي لا اشمت لموت طفل ولا افرح لمقتل اي انسان، لأنه لا شماتة في الموت ومن يفرح لموت مخلوق بريء فانه يخالف شريعة الخالق. فلا تلوموا الفيس بوكيين اليهود لابتهاجهم قبل ان نسأل انفسنا لماذا يبتهج بعضنا ويدعو لقتل وتصفية اخيه؟ فحسب معلوماتي فان حركة حماس جهزت وحدة لاستئصال حركة فتح نهائيا في غزة سواء جرت الانتخابات ام لم تجر.. فهل هذا عمل تصالحي؟ لا يمكن لصاحب حق ان ينتصر اذا ما تجرد من مشاعره الانسانية.. فهل انتصر الأميركيون في العراق؟ وهل انتصروا في فيتنام؟ وهل انتصروا في افغانستان؟ وهل انتصر هتلر؟ وهل سينتصر نتنياهو وزبانيته دعاة الاستيطان والقتل والطرد؟