برعاية النائب بهية الحريري وممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان السفير عبد الله عبد الله ومشاركة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد ، انطلقت في دير المخلص في جون- الشوف فعاليات المؤتمر التأسيسي للمجلس الشبابي اللبناني الفلسطيني الذي تنظمه مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة والمنظمة الفلسطينية لحقوق الانسان "حقوق" وجمعية الشباب الفلسطيني " لاجىء" بمناسبة السنة الرابعة للمخيم الشبابي اللبناني الفلسطيني . وحضر الافتتاح عدد من أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني وممثلون عن فصائل وقوى فلسطينية والقائم بأعمال سفارة فلسطين اشرف دبور ومدير مدرسة دير المخلص الأب عبدو رعد وممثل رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي المحامي اسكندر حداد وعدد من أعضاء المجلس البلدي والشباب اللبناني والفلسطيني المشاركون في المخيم .
الأب رعد
*استهل حفل الافتتاح بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني ، ثم بكلمة ترحيب من منسق أنشطة المخيم نبيل بواب ، ثم تحدث مدير مدرسة دير المخلص الأب عبدو رعد فدعا للعمل من أجل مجتمع أفضل ووطن يكرم بنيه كما يكرم من هم على أرضه . متسائلاً "أوليس تحسين أوضاع كل المقيمين في اي بلد عاملا اساسيا للإستقرار والتقدم ؟.". وطالب المجتمع الدولي باحقاق الحق والعدالة بالتعاطي مع الشعوب دون تمييز أو ظلم . وقال: فليتفضل هذا المجتمع الدولي بدلا من دعم اسرائيل لشراء الأسلحة التفاكة فليتفضل بدعم الفلسطينيين وحقهم في الصحة والسكن اللائق والعمل وحقهم بالوطن وكرامة العيش ، فليتفضل بالضغط على اسرائيل كي تعيد الأرض الى أصحابها . معا نرفض ما حدث ويحدث في فلسطين من اعتداءات اسرائيلية وابادة للناس والتاريخ والثقافة لأنه تخلف وليس حضارة . فلننبذ التقاتل والانقسام ، فلا يكونن من بعد ذريعة أمام المجتمع الدولي يذلنا بها وينعتنا بالتخلف . فلنوفق بين الأبعاد الوطنية السياسية والانسانية لقضايانا فتصان الحقوق وتحفظ الكرامات .
بدران
*وألقت رلى بدران كلمة المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان " حقوق " فاعتبرت أن ما حدث مؤخراً، من تداول لأوضاع وحقوق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، إنما هو حال صحي ينبئ ببدء تشكل الإرادة السياسية "الموحدة" المنتظرة لتناول هذه القضية الهامة والمحقة، بمعنى أنه من الجيد أن يبدأ تناول وتداول مسألة منح اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حقوقهم، في العلن، وليس في الغرف المغلقة، حيث يختبئ وراء الأصابع، من لا مصلحة له في أن ينعم اللاجئون الفلسطينيون بحقوقهم التي كفلتها الشرعة الدولية لحقوق الإنسان وضمنها لبنان في مقدمة دستوره، وخلف المنابر يطلقون الشعارات الرنانة التي يتابهون فيها كم يحبون فلسطين ويتمنون عودة لاجئيها إليها.
النداف
*وكانت كلمة لرئيس جمعية الشباب الفلسطيني ( لاجىء ) عمر النداف أن المطلوب هو الوصول الى تحقيق المطالب الانسانية للشعب الفلسطيني في لبنان من خلال استخدام العقل والمنطق والحوار المشترك . وقال : ليس للهواجس والمخاوف التي يستند اليها من يعارض الحقوق الانسانية للفلسطينيين أي مبرر . كما ان اعطاء الفلسطينيين في لبنان حق العمل والتملك لا يتعارض مع توافق اللبنانيين لجهة رفض التوطين خاصة وان الشعب الفلسطيني بكل فئاته والوانه السياسية مجمع على رفض التوطين والتهجير ومتمسك بحق العودة وفق القرار الدولي 194 .
السفير عبد الله
*وتحدث السفير عبد الله عبد الله فقال : ان هذه المناسبة تأتي ونحن نشهد سجالا حاميا على الساحة اللبنانية نتيجة طرح بعض المسؤولين اللبنانيين مسألة الحقوق الانسانية للفلسطينيين اللاجئين المقيمين على الأرض اللبنانية . لا نتوقف كثيرا بين من يسميها حقوقا مدنية ، حقوقا انسانية ، حقوقا اجتماعية اقتصادية ، فكلها تنبع من المواثيق والمعاهدات الدولية . في العام 1948 صدر الاعلان العالمي لحقوق الانسان ، فاذاً هنالك حقوق انسانية ، كان لبنان مساهما في صياغة ذلك الاعلان . وهو شرف ليس للبنان وحده وانما شرف للعرب ان يكونوا موجودين على الخارطة الدولية وان يسهموا في صياغة ما يجعل العالم أجمع أرقى واكثر حضارة واحتراما للإنسان بقيمه المتعددة والتي ساهمت الأديان السماوية التي انطلقت من هذه الأرض من أرضنا لتصوغها في ابهى صورها . وان طرح هذه المسألة في الفترة الأخيرة يوم الخامس عشر من حزيران الفائت بالتحديد لم يكن فجأة ولم يكن اختراعا .. هنالك الحكومة اللبنانية في العام 2005 شكلت لأول مرة وفدا وزاريا لبنانيا يزور المخيمات الفلسطينية ويطلع على الأوضاع التي خرجت بنتيجتها بصياغة تقول أن الحياة في هذه المخيمات تحت الانسانية ، وشكل ذلك صدمة لكل لبناني مسؤول ، ونحن نعتقد ان كل اللبنانيين مسؤولين . لأنه في اتصالاتنا مع كل الأطياف السياسية ومع كل التوجهات ومع كل الانتماءات الحزبية والمذهبية والطائفية ، وجدنا الرجال والنساء المسؤولين الذين يعرفون الحدود الدنيا لما يجب أن يتركز اليه المجتمع اي مجتمع ، ولكن أن يقول البعض بالصدمة وان يخرج بمسميات وباجتهادات وبحلول آخر ما تفتق عنها أن" لبنان بلد صغير مساحته ضيقة واهله مهاجرون لا يجدون المكان الكافي للعيش فيه وان نسبة الكثافة السكانية في لبنان 400 لكل متر مربع واحد ، فاذاً فليذهب الفلسطينيون اللاجئون على هذه الأرض الى بلدان تطوع لأخذهم أو الى دول عربية قادرة على استيعابهم ..".. هذا الكلام ليس فقط نرفضه ، نحن ندينه .. نحن لسنا سلعة نرمى هنا او هناك ، نحن موجودون في اتفاقات اسمها اتفاقات الدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين منذ العام 1948 قبل 62 عاما ، وهذه الدول لها حقوق تجتمع وتحدد هذه الحقوق ، وعليها واجبات وهي تتطوع لهذه الواجبات .. فهي غير خاضعة لمزاج فرد هنا أو فرد هناك ليغير موقف بلد بأسره . نحن جلنا على كل الأطياف السياسية اللبنانية ، لم نطلب شيئا للفلسطينيين ينتقص من حقوق اللبنانيين ، لم نطلب شيئا للفلسطينيين المقيمين على هذه الأرض يحمل الخزينة اللبنانية أمولاً اضافية . ولكن ما طلبناه ونطلبه وسنصر عليه ان من حقنا كفلسطينيين أن نعيش بكرامتنا وان لا نعامل معاملة تميز الفلسطيني لأنه فلسطيني ، تحرمه من حقوق انسانية أقرتها الشرائع الدولية فقط لأنه فلسطيني ..نحن بالمناسبة نحيي الأصوات الملتزمة والواضحة والجلية التي تؤمن أن ما يطلبه الفلسطينيون هو دعم للبنان وابراز لوجه لبنان الذي نعرفه والذي عهدناه والذي نتمناه ان يبقى منارة للحضارة والرقي . هذا هو لبنان الذي نحن نحرص عليه ونسعى من أجل تحقيقه، وأما الأمن والاستقرار ، فقد قدم أهلنا ومؤسساتنا المسؤولة قدموا الدليل تلو الدليل بدءا من تضحياتنا في مخيم نهر البارد الى اعلان فلسطين ، لنطوي صفحة لم تكن كلها من مسؤولياتنا ، ولكن اختصارا للحديث بأننا نريد أن تعود الطبيعة الصحيحة والواضحة والمتوازنة بين اللبناني والفلسطيني كما كانت قبل العام 1948 وكما نريدها أن تكون بعد العام 2010 . من اجل ذلك فان مثل هذا المؤتمر وهذا المخيم سيكون وسيلة من الوسائل التي تزرع في ضمير جيلنا الجديد الذي نركن اليه ونسلمه الراية ليجعل من بلادنا أمة عربية ذات مجد وذات مستقبل كريم . فلهؤلاء الذين يسهمون في صناعة هذا الجيل الجديد نتوجه بالتحية والاحترام والتقدير ونشد على اليد معا لنسير بما فيه مصلحة لبنان وفلسطين ..
الحريري
*ثم تحدثت النائب الحريري فقالت: نلتقي اليوم في رحاب السيد المخلّص .. في هذا الدير الذي لطالما جمع أهل الخير والمحبة .. وكان دائماً مكاناً للعبادة والتّأمّل والحوار والأمل والرّجاء .. ليلتقي فيه شباب لبنان مع شباب فلسطين .. ليجدّدوا العهد على العمل سوياً من أجل العودة إلى القدس الشريف ملتقى الأديان ومهبط الرّسالات وطريق الأنبياء إلى السماء .. تلك الأمانة الكبرى في أعناقنا وأعناق من سبقونا .. على أمل أن يلتقي هؤلاء الشباب عمّا قريب في القدس الشّريف ليحتفلوا بزوال العدوان والإحتلال .. ورفع الغبن والظلم وتدنيس المقدّسات .. إنّ حقّ العودة ليس أمراً يعني الشعب الفلسطيني وحده .. إنّما يعني كلّ المؤمنين والطّاهرين والمتعبّدين في كلّ مكان من هذا العالم .. ولقد طال سكوت العالم القوي على جرائم المحتل واحتلاله وقمعه وقهره .. وإنّنا اليوم إذ نفتتح هذا المخيم اللبناني الفلسطيني الرابع .. في موازاة ورشة لبنانية فلسطينية على أعلى المستويات .. لبحث حاجات أهلنا الفلسطينيين الإنسانية بما يصون وجودهم .. وحقّهم في العودة إلى أرضهم .. ولإقامة دولتهم ليساهموا في نهضة مجتمعهم .. وأمّتهم .. ويجتمع شملهم مع أهلهم وإخوانهم على تراب أرضهم .. وليستضيفوا كما استضافوا على مرّ القرون والعقود حجيج القدس من مسيحيين ومسلمين .. لتبقى القدس وفلسطين قبلةً لكلّ المؤمنين من كلّ أصقاع الدنيا كما كانت على مر السنين.. أيّها الحفل الكريم .. أيّها الشباب الأحبّاء ..إنّ في مخيّمكم مثالاً ونموذجاً للأخوّة اللبنانية الفلسطينية العريقة على أمل أن تجعلوا من هذا المؤتمر التأسيسي للمجلس الشبابي اللبناني الفلسطيني نواةً لمبادرةٍ عربيةٍ عالميةٍ تُذكّر الشّباب في كلّ مكانٍ بقضيةِ فلسطين .. وبأهميّتها لشعبها .. للمسيحيين والمسلمين .. وإنّني أتمنى أن تخاطبوا كلّ شباب العالم بوعيكم وثقافتكم .. وقدرتكم على التّواصل التكنولوجي .. لتجديد قضيتنا وزرعها في وعيّ شباب العالم أجمع .. لتبقى هذه القضية القضية الأهم للعالم .. وقضيتنا الأولى التي لا يمكن أن تستقيم أوضاعنا في عالمنا العربي ما لم يستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه بأرضه وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشّريف ..وإنّني على ثقة بأنّ تضحيات أبناء فلسطين ولبنان وكلّ العرب وكلّ المخلصين في هذا العالم من مسلمين ومسيحيين لن تضيع ولن تذهب سدىً .. وأتمنى أن تتوجّهوا لإخوانكم من أبناء الشعب الفلسطيني بدعوة شبابية صادقة لتجاوز إنقساماتهم وتوحيد صفوفهم ليبقى الشعب الفلسطيني نموذجاً للشعوب الحية التي دافعت عن قضيتها بكلّ ما أوتيت من قوةٍ وعزيمةٍ وتضحيات .. ولقد بذلت من أجلها الغالي والرخيص رغم الإحتلال والمجازر والتّشرّد في كلّ مكان من هذا العالم .. واستطاع هذا الشعب أن يبقي على الهوية الفلسطينية هويةً وطنيةً منيعةً كما فعل أشقاؤه اللبنانيون في مواجهة الفتنة والإحتلال ومؤامرات التفتيت والقتل والدمار ..بقي اللبنانيون متمسكين بأرضهم وهويتهم ودولتهم .. وأتمنى لهذا المؤتمر أن يبقي هاتين التجربتين الكبيرتين نصب أعينَهم .. وأن يتجاوز مرارات تلك التجاوز .. وأن يتمسّك بإرادتها الوطنية الصلبة التي استطاعت أن تنتصر على الإحتلال والعدوان والمؤامرات .. وإنّني أتفاءل كثيراً هذا اليوم لما لدير المخلّص في نفسي وقلبي ووجداني من مكانةٍ رفعيةٍ كجسرٍ للخلاص نحو فلسطين والقدس الشريف محررةً عزيزةً كريمةً .. ونحو لبنان الآمن والمستقر والمزدهر ..
*وعلى هامش الاحتفال ، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد في تصريح للصحافيين: ان هذا المخيم يحمل رسالة كبيرة بمعانيها ومضامينه.. اي ليست قضية حقوق بقدر ما هي قضية تلاحم مصيري بين الشعبين اللبناني والفلسطيني من خلال هذا المعسكر والحوار الذي ينظم بشكل مبرمج صحيح بين الأجيال الصاعدة ، يؤكد على وحدة الشعبين الفلسطيني واللبناني كجزء لا يتجزأ من الأمة العربية ، ويؤكد على وحدة المصير المشترك ويتجاوز كل الحساسيات التي تطرح بين السياسيين ، وآمل أن يكون مثل هذا المعسكر حافزا ودافعا للسياسيين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب عموما بأننا اصحاب رسالة واحدة يجب أن نكون اخوة متحابين متلاحمين ونصب كل جهودنا لحماية الحقوق الفلسطينية . وأقول ان اعطاء الفلسطينيين حقوقهم الانسانية والطبيعية مثل حق العمل وحق التملك ، ليس بديلا عن العودة للوطن .. التوطين لا يمكن أن يقبل به الفلسطيني لا في لبنان ولا في غير لبنان ، ونأمل بالفعل أن يتمكن المشرع اللبناني من اتخاذ خطوات سريعة وانهاء حالة الجدل القائمة حاليا في مجلس النواب . خاصة بصراحة لمست عند الغالبية الساحقة الذين التقيت بهم من مختلف الأطياف السياسية اللبنانية تقبل لمشروع القوانين التي قدمت ، وآمل ان يكون هناك اجماعا وليس تصويتا ومنافسة ، بل اجماعا لبنانيا من كل القوى اللبنانية مهما كانت طوائفها والوانها السياسية والفكرية . آمل أن يتم ذلك سريعا ، ونقول أن هذا سيشكل ايضاً دافعا للعمل من أجل النضال وتعزيز الصمود الفلسطيني باتجاه العودة الى فلسطين واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، والى الأمام .
*وتخلل الافتتاح لوحات فولكلورية من التراث الشعبي اللبناني والفلسطيني قدمتها فرقة نادي الفولكلور في مدرسة الحاج بهاء الدين الحريري وفرقة الكوفية الفلسطينية .