همام سعيد و»إثم» التجنيس!
جريدة الحياة الجديدة
بقلم عادل عبد الرحمن 23-2-2012
الشيخ همام سعيد، المراقب العام لحركة الاخوان المسلمين في المملكة الاردنية، أدلى بحديث لصحيفة «المصري اليوم» يوم الثلاثاء الماضي، ستنشره لاحقا، ادعى فيه، أن حصول الفلسطينيين على الجنسية الاردنية «بعد 1988 يعتبر إثما شرعا ووقع صاحبه بالحرام !» واضاف الشيخ همام ، إن إفراغ ثغر من ثغور المسلمين وخصوصا الضفة الغربية والقدس وتحت اي ذريعة حرام شرعا لتفريغ هذه البلاد من المسلمين.»
السؤال: لماذا اعتبر المراقب العام للاخوان المسلمين الحصول على الجنسية بعد العام 1988 إثماً؟ ولماذا لم يعمم على كل من يحمل جنسية أخرى إن كان حريصا على الهوية الوطنية الفلسطينية؟ واذا لم يكن معنيا بالهوية الوطنية الفلسطينية كما اشار في مقابلته، كونه ذهب الى البعد الاسلامي، اي تجاوز البعد الوطني والقومي، فاين المشكلة عند الفلسطيني ان حصل على الجنسية الاردنية او غيرها قبل او بعد العام 1988؟ وهل فعلا الدكتور همام سعيد غيور على الارض العربية الفلسطينية؟ ام انه اراد استخدام سلاح الفتوى ضد فئة من المناضلين الذين لم يغادروا الارض الفلسطينية رغم حصولهم على الجنسية الاردنية او الاميركية او اي جنسية اخرى؟ ام ان الشيخ سعيد يخشى من حصول الفلسطينيين من ذوي المشارب والاتجاهات الفكرية والسياسية المختلفة مع الاخوان المسلمين على الجنسية الاردنية، خشية من مشاركتهم في اية انتخابات قادمة لا تصب في صالح الاخوان؟ وان كان حريصا على الثغور الاسلامية في الضفة والقدس لماذا يلتقي مع ممثلي الاميركان والاقطاب الغربية الاخرى، ويؤكد لهم استعداده للالتزام بالاتفاقات المبرمة مع اسرائيل، وعدم التغيير في الواقع الامني القائم؟
حصول الفلسطينيين على الجنسية، مطلق جنسية اجنبية ام عربية لم يؤثر على انتماء وهوية الفلسطيني. ابناء الشعب العربي الفسطيني من خلال تجربة تاريخية عمرها اربعة وستون عاما من النكبة والتشريد والطرد والتطهير العرقي منذ عام 1948 وحتى يوم الدنيا هذا ، وغدا وبعد غدٍ لن يتخلى الفلسطيني عن شخصيته وهويته الوطنية. لا بل ان التجربة اكدت بما لا يدع مجالا للشك، بأن الفلسطينيين، الذين ولدوا في الشتات وحصلوا على جنسيات مختلفة اكثر تمسكا بانتمائهم الوطني وبالعودة لديارهم التي طردوا منها.
كما ان حملة الجنسيات الاخرى، لعبوا أدواراً مهمة في الدفاع عن المصالح العليا للشعب العربي الفلسطيني، من خلال مشاركتهم وحضورهم في المنتديات السياسية والثقافية والحقوقية والاكاديمية في الدول المختلفة او في المؤسسات الاقليمية والدولية. وما زالوا يلعبون ادوارا مهمة في الدفاع عن الهوية والشخصية الوطنية الفلسطينية. فضلا عن ذلك ان الهم الاردني والفلسطيني مشترك وواحد، والاردن وفلسطين بوابات بعضهما البعض، وما بين الشعبين والبلدين الشقيقين أعمق وأعظم من كل الترهات ومواعظ همام سعيد واضرابه من جماعة الاخوان المسلمين. وان كان الشيخ سعيد ومن لف لفه حريصين على الثغور الوطنية والقومية في فلسطين فليتفضل بالتخلي عن الجنسية الاردنية ويعود الى فلسطين عبر تصريح يمكن تأمينه له حتى لا يتم افراغ فلسطين.
الفلسطينيون الذين حصلوا على الجنسية الاردنية او غيرها ومسموح لهم بالعودة لفلسطين لم يغادروها، وما زالوا مرابطين على الارض الوطنية، وليسوا بحاجة الى فتاوى من لا يملك الحق بالافتاء. وهناك الف وسيلة ووسيلة للتجذر في الارض غير الفتوى الباهتة والصفراء، التي تبرع بها المراقب العام للاخوان المسلمين الاردنيين. فيا حبذا لو توقف همام وأضرابه عن الافتاء في قضايا لا تهمهم لا سيما وانهم تساوقوا مع الاميركيين والغرب وضمنا مع الاسرائيليين على حماية مصالح اسرائيل واميركا ليفوزا بكسب ودهم ورضاهم في تسلم مقاليد القرار السياسي في البلدان العربية.