بيروت تُحاصَر من جديد في الظل العالي
رام الله 31-12-2010
أعاد الفنان الفلسطيني فؤاد فينو وفرقته سراب حصار بيروت، وباح بأسرار المدينة وأظهر قدرتها على التفريق بين الحياة والموت، فغلب الاستعراض الصامت على لغة الرصاص والدمار، في عرض فني حمل عنوان 'الظل العالي'.
ومن خلال العرض الأول على خشبة مسرح قصر رام الله الثقافي، جَسَد أربعون شابا وشابة، بحركاتهم الاستعراضية حصار بيروت في الثمانينات عبر نافذة محمود دويش، من خلال قصيدتيه 'أحمد العربي' و'مديح الظل العالي'، اللتان لحنهما زياد الرحباني وغناهما خالد الهبر.
وعلى مدار خمسين دقيقة، صورت سراب حصار بيروت ومشهد الخروج منها، ممثلين حقبة تاريخية مهمة من حياة شعبنا، على إيقاع أشعار الحاضر الغائب، شاعر فلسطين الأول محمود درويش.
وكتبت الفرقة في عملها الفني الثالث، عبر الفن والموسيقى والشعر والغناء والحركات الاستعراضية التي جابوا بها خشبة المسرح، تاريخ القضية الفلسطينية من حصار إلى حصار، ومن دمار إلى دمار، مهدين العمل برمته إلى كاتب الكلمات التي استوحي منها.
وحمل العمل الصامت شكلا جديدا من أشكال التعبير، وأخذ بعين الاعتبار شريحة الصم في المجتمع الفلسطيني، فشاركوا في الاستمتاع بما جاء فيه، عبر زاوية أطلت منها اختصاصية من جمعية الهلال الأحمر ترجمت لهم بلغة الإشارة ما رافق العرض من كلمات.
وكان أساس العمل قصائد محمود درويش التي كانت حاضرة بصوت خالد الهبر مع حضور أحمد العربي، فكانت بيروت، بحصارها ونارها، بقصتها وغصتها، بصمودها وجنودها، بأسطورتها وحكايتها صوتا وصورة.
واشتمل العرض على صور من مشاهد حية، وأخرى فوتوغرافية لحصار بيروت، ولرمز شعبنا وقضيته ياسر عرفات 'أبو عمار' أثناء تجوله في شوارعها، يتفقد مقاومتها، فيما أطل محمود درويش على منبره في مشاهد كثيرة.
واختتم العرض بنشيد موطني، الذي انتشر على وقعه راقصو وراقصات سراب، بلباسهم العسكري، يهزون بأقدامهم خشبة المسرح، ويعلنون أن حصار بيروت لا زال قائما، وأن الشعب الفلسطيني لم يتحرر بعد من نير الحصار والاستعمار.