التاريخ : الإثنين 30-12-2024

ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,541 والإصابات إلى 108,338 منذ بدء العدوان    |     "الخارجية": تفاخر دولة الاحتلال بتدمير جباليا استخفاف بالشرعية الدولية    |     وقفة جماهيرية حاشدة في بيت لحم دعما لاستقلالية القرار الوطني وسيادة القانون    |     ارتفاع عدد الشهداء إلى خمسة خلال الـ24 ساعة: الاعلان عن استشهاد أربعة معتقلين من غزة في سجون الاحتلا    |     الاحتلال يُصدر قرارا بهدم 13 منزلا في عناتا شمال شرق القدس    |     الاحتلال يُصدر قرارا بتحويل أي أرض في القدس إلى "أملاك الغائبين" في حال لم يتمكن أصحابها من إثبات مل    |     "الصحة العالمية": النظام الصحي في قطاع غزة تحت تهديد شديد وندعو إلى وقف الهجمات على المستشفيات    |     مستعمرون يقتحمون باحات المسجد الأقصى    |     تدهور الوضع الصحي للمعتقل المريض أحمد قط في سجن "جلبوع"    |     "العفو الدولية" تطالب إسرائيل بالإفراج عن المعتقلين العاملين في مجال الصحة    |     الاحتلال يعتقل عددا من المرضى أثناء نقلهم إلى مدينة غزة    |     قوات الاحتلال تداهم منازل خلال اقتحامها عزون شرق قلقيلية    |     مسيرة جماهرية حاشدة دعما للحملة الأمنية ومبايعة للرئيس في جنين    |     الخارجية تُحمّل الدول الداعمة للاحتلال مسؤولية استمرار العجز الدولي القانوني والإنساني عن وقف إبادة     |     مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى    |     9 شهداء جراء قصف استهدف النصيرات والاحتلال يخطر بإخلاء أحياء شمال غرب غزة    |     السعودية تدين اقتحام المستعمرين للمسجد الأقصى    |     وزير خارجية إيرلندا يدعو لوقف ذبح المدنيين في قطاع غزة    |     الاحتلال ينسف مباني سكنية وسط قطاع غزة    |     "هيئة الأسرى": واقع حياتي كارثي ينال من أجساد المعتقلين في سجن "منشة"    |     المجلس الوطني يعرب عن قلقه من الأوضاع الإنسانية للنازحين في غزة    |     40 الف مصلٍ يؤدون الجمعة في الأقصى    |     الرئاسة تدين جريمة إحراق الاحتلال لمستشفى كمال عدوان بقطاع غزة    |     الصحة تناشد المجتمع الدولي للتدخل وحماية المرضى والطواقم الطبية في قطاع غزة
أراء » هكذا كانت ستبدو الحياة دون بلفور
هكذا كانت ستبدو الحياة دون بلفور

هكذا كانت ستبدو الحياة دون بلفور

طوباس 2-11-2017 

الحارث الحصني

تاريخيا، أي منذ قرن من الزمن، ارتبط الثاني من شهر تشرين الثاني من كل عام، بذكرى وعد بلفور الأليمة، التي بدأت قصتها قبل مئة عام، ومهدت بعدها لاحتلال بدأ عام 1948، حتى اليوم.

صحيح أن هذا الوعد الذي منح اليهود وطنا لهم بالقوة في فلسطين التاريخية، لكنه يعني بشكل أكبر لأولئك الذين طردتهم إسرائيل من أراضيهم عام 1948، هؤلاء الذين باتوا اليوم في المخيمات المنتشرة في الضفة الغربية وغزة، وبعض الدول العربية، هم نفسهم الذي فندوا على امتداد العقود المتتالية منذ النكبة مقولة أن الكبار يموتون و الصغار ينسون، لكن، كيف ستكون الحياة لو لم يكن هذا الوعد؟.

بشكل طبيعي فإن الذين يتحدثون اليوم عن تلك الحياة، يتحدثون عن نتيجة حتمية من نتائج الوعد الأليم، قسمت ظهور الفلسطينيين، وعكرت صفو حياتهم... إنها النكبة.

جنوب طوباس، الواقعة شمال الضفة الغربية، يقع مخيم الفارعة للاجئين، وهو واحد من المخيمات التي أُنشئت بعد احتلال إسرائيل ما يقارب ثلاثة ارباع مساحة فلسطين التاريخية، عام 1948.

صحيح أن الذاكرة خانت المواطن محمود أمين، أحد سكان المخيم، بعض الشيء، لكنه لا ينكر أنه يتذكر بعض التفاصيل في حياته، يقول: إنه يتذكر كيف كانت حياة إخوانه في الزراعة البعلية في أراضيهم الواسعة.

لكن كانت النكبة وهي بنت الوعد الذي أعطاه وزير الخارجية آنذاك "آرثر بلفور" لليهود، فهجرت أمين وعائلته من الكفرين قضاء حيفا، حاله حال مئات الألوف الذين طردوا قسرا من أراضيهم.

يتابع: "لو لم تحدث النكبة، لعمّرت أرض أبي(..)، في أسوأ الحالات هناك أفضل من أفضل الحالات في المخيم، كانت الحياة في القرية تعني لنا الكثير، كنا قليلا ما نذهب للمدن للأمور الطارئة، رغم صعوبتها لكن عندما يتواجد الشخص في بيته وأرضه يسهل كل شيء".

بالنسبة لأمين فإن الوصول إلى منزلهم منذ النكبة، في القرية القريبة من حيفا، يعتبر أمرا أساسيا، يقول لا يقتصر الأمر فقط عليه، لكنه بات في السنوات الأخيرة اصطحاب أحفاده الصغار لتعريفهم على بلدتهم ومنازلهم.

"هذا الوعد طردنا من أراضينا(...)، كل مرة أذهب إليها أتخيل لو ظللنا فيها كيف تصبح اليوم، سنزرعها، متأكد أنها ستكون جميلة". قال أمين.

أما أحمد أبو سيريس، الذي يتذكر بشكل أفضل طبيعة الحياة قبل حدوث النكبة، يقول: "كنا في الريف الفلسطيني نعتمد على تربية الماشية والزراعة، و أذكر أن والدي كان يزرع مرتين في السنة".

أبو سيريس الذي كان في السابعة من عمره عندما طردهم الاحتلال من أراضيهم عام 48،  يقول: "نحن أجيال تسلم أجيالا، فالصغار يتعلمون من الكبار، وإن مات الكبار فالأجيال القادمة حاضرة، كنا نعمل في أراضينا نهارا، ومع حلول الليل يتسامر الأهالي مع بعضهم البعض، جاءت حرب 48 فبدلت كل الأحوال".

ويضيف، "كانت هداة البال حاضرة، و الحياة بسيطة، والقرية تقف يدا واحدة في الأزمات التي يواجهها سكانها".

من جانبه، يصف محمد عرجة، والذي يعود أصله إلى قرية الفالوجة، حياة الفرح قبل النكبة، يقول: "كانت القبائل تتزاور فيما بينها(...)، تتجمع كل عشيرة في ديوان خاص أعد لها، مع وجود القهوة العربية، ويتسامرون لساعات يتناقشون أمور حياتهم اليومية".

يتابع: "قديما كانت الأفراح تمتد لأكثر من أسبوع والقبائل تتسامر محتفلين، وكانت تستخدم السامر في سهراتهم عند الفلاحين، والدحية عند البدو".

على أية حال، هكذا كانت حياة الفلسطينيين، حتى حلت نكبة فها فنسفتها، وشتت شعبا كاملا في مخيمات اللجوء، التي ما زالت حتى اليوم.

يذكر أن مخيم الفارعة يعد واحدا من مخيمات اللاجئين في الضفة، وأنشئ حسب ما قال رئيس اللجنة الشعبية لخدمات المخيم، عبد المنعم مهداوي لمراسل "وفا"، عام 1951، ويبلغ عدد سكانه حسب آخر الإحصاءات 7500 نسمة

2017-11-02
اطبع ارسل