سليمان:نحن مع الديموقراطية العربية ولكن كيف السبيل وهناك ظلم في فلسطين
بوخارست 27-2-2012
اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "أن المنطقة العربية تمر بظروف استثنائية في ظل التحولات الكبيرة باتجاه الديموقراطية، ونحن في لبنان مع الديموقراطية، وهذا مسار قديم عندنا اذ هناك حرية وتحديدا حرية التعبير. كما أن نظامنا متميز ومبني على مشاركة الطوائف في إدارة الشأن السياسي العام، وهو النظام الأمثل للدول التي نسيجها تعددي مثل لبنان".
وأكد خلال استقباله في مقر اقامته في فندق "هيلتون" في بوخارست، السفراء العرب المعتمدين لدى رومانيا "ان التعددية والعولمة اصبحا متلازمان، وعالم الغد سيكون عالما تعدديا إذ أن المدن الكبرى ستصبح متشابهة، وهذا يحتم إعادة النظر بالديموقراطيات الاكثرية، ليس فقط في عالمنا العربي، إنما ايضا في العالم الغربي لأن النظام الاكثري يجب أن يصبح أكثر انسانية".
وقال الرئيس سليمان: "على الصعيد العربي نحن مع الديموقراطية التي ستؤدي الى تداول السلطة على المستويات كافة، ونتمنى ان يحصل ذلك بلا عنف ومن دون اي تدخل خارجي، وان نترك لكل شعب ان يختار النظام الذي يريده من دون اي تدخل، كما ينص على ذلك ميثاق الجامعة العربية".
اضاف: "يجب على العرب العودة الى العروبة، لأننا نشعر احيانا ان قضية العرب الاساسية، وهي فلسطين سلبت من العرب. كما ان هناك دولة في المنطقة ابعد ما تكون عن الديموقراطية هي اسرائيل التي سلبت الارض الفلسطينية وتحتل الارض العربية، لاسيما في لبنان وتقيم المستوطنات وتعمد الى تهويد القدس. وبالتالي، اين الغرب من هذه الديموقراطية. نحن مع الديموقراطية العربية، ولكن كيف السبيل اليها، وهناك ظلم في فلسطين، وكيف لهذه الديموقراطية ان تستقيم؟ ان للديموقراطية معيار واحد وليس معايير عدة، واذا استمر هذا الوضع على حاله في فلسطين، فإن الانظمة الجديدة التي تنشأ في العالم العربي ستذهب الى نوع من التطرف بما يناقض الديموقراطية".
وتابع: "ليس جديدا القول عن الاطماع في الثروات العربية، وهناك من يدفع الى ابقاء حال عدم الاستقرار حتى يستمر في سيطرته على هذه الثروات. لذلك، علينا توحيد كلمتنا والاستثمار في امكاناتنا الكبيرة التي يجب أن توظف داخل العالم العربي، وهذا يتم من خلال البدء بإنشاء منظومات اقتصادية - اجتماعية تستثمر الطاقات والثروات العربية داخل دولنا، خصوصا أن هناك دولا عربية بحاجة الى توظيف استثمارات فيها، علما ان استثمارات كهذه تتمتع بالحفظ والامان اكثر منها في الدول الغربية".
وشدد الرئيس سليمان على "وجوب عدم السماح بأن يقال عن الاقليات في العالم العربي انها في خطر، لأن هذه الاقليات هي العنصر الانساني المتميز في دولنا. وبالتالي، علينا حفظها. وبما أن التعددية تعم العالم اجمع، فمن البديهي عدم الدفع باتجاه هجرة الاقليات من دولنا لأنه سيأتي غيرهما ليحل مكانها، وحري أن نحافظ على هذه الاقليات عبر اشراكها في الحياة السياسية والقرار الوطني".
وأمل "ان تستقر الامور في المنطقة العربية في اقرب فرصة ممكنة، حتى نستطيع الانطلاق الى مرحلة جديدة تكون نموذجا ليس على صعيد مجتمعاتنا فحسب، انما للغرب ايضا الذي يعاني من ظواهر التطرف، فالتيار التعددي الانفتاحي هو الذي سينتصر. لذلك، علينا اطفاء الحرائق في كل الدول العربية وليس في بيتنا فقط، انما في بيوت جيراننا حتى لا يمتد الحريق الى بيتنا".
واذ دعا الى "وجوب اخذ العبر من الربيع العربي عبر بناء جامعة عربية صحيحة تجمعها اللغة والمصالح، ومرفوعة الحواجز والضرائب وسمات الدخول (..)"، اكد "مشاركته في القمة العربية التي ستنعقد في التاسع والعشرين من آذار المقبل في بغداد، لأنه يجب ان تستمر اعمال القمة. كما علينا البحث في اوضاعنا العربية وكيفية استعادة سوريا الى الجامعة، لأن لبنان اعترض على تجميد عضويتها، ولا بد من انعقاد هذه القمة ومناقشة كل هذه المواضيع بشكل منطقي وبما يعود بالمصلحة على جميع العرب".