التاريخ : السبت 21-12-2024

المجلس الوطني يدين اعتداءات المستعمرين على قرية مردا وإحراق مسجدها    |     "الخارجية" تدين إحراق المستعمرين مسجد مردا وتطالب الأمم المتحدة تفعيل نظام الحماية الدولية    |     مستعمرون يحرقون مسجدا في قرية مردا ويخطون شعارات عنصرية على جدرانه    |     الاحتلال يقتحم مخيم بلاطة ويدمر البنية التحتية    |     الرئيس يجتمع مع الرئيس المصري    |     الرئيس: الاجماع الدولي على وجوب إنهاء الاحتلال يتطلب إقرار خطتنا السياسية التي عرضت في القمة العربية    |     السفير دبور يستقبل القائم بأعمال سفارة دولة الكويت في لبنان    |     الرئيس يلتقي الرئيس الإندونيسي    |     مؤسسة الحق: إعدام المدنيين وترك جثامينهم لتنهشها الكلاب دليل جديد على ارتكاب إسرائيل الإبادة الجماعي    |     17 شهيداً في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    |     "فتح" تنعى المناضل الوطني الكبير وشيخ الأسرى اللواء فؤاد الشوبكي    |     الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    |     الأمم المتحدة تطلب فتوى من "العدل الدولية" بشأن التزامات إسرائيل بوصول المساعدات للفلسطينيين    |     ستة شهداء في قصف للاحتلال على مدينتي غزة ورفح    |     "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بأجهزة أمن سلطتنا الوطنية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    |     10 شهداء في قصف الاحتلال تجمعا للمواطنين في مخيم الشاطئ    |     مصادر طبية: الاحتلال يمنع دخول أي وفود طبية أو مستلزمات إلى مستشفى كمال عدوان    |     4 شهداء و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    |     الخارجية: اعترافات جنود الاحتلال بارتكاب جرائم حرب تتطلب ضغطا دوليا أكبر لوقف الإبادة    |     الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا وال    |     شهيدة وخمس اصابات برصاص الاحتلال في مخيم بلاطة    |     أطباء بلا حدود: العيش في غزة مصيدة للموت    |     6 شهداء ومصابون في قصف الاحتلال جباليا    |     القدس: الاحتلال يقتحم سلوان ومخيم شعفاط ويفرض غرامات
أراء » محمود عباس "الإرهابي"
محمود عباس "الإرهابي"

محمود عباس "الإرهابي"

كتب محمد كريشان

الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي كثيرا ما وُجهت إليه طوال السنوات الماضية، عن حق وعن باطل، سهام نقد قاسية يقف اليوم موقفا قويا صلبا لا بد من دعمه شعبيا ورسميا، فلسطينيا وعربيا ودوليا.

كل من وقف ضد هذا الرجل في مرحلة من المراحل، صادقا أو مزايدا أو مناكفا، لا عذر له اليوم أن يتركه وحيدا وهو يخوض غمار معركة لا تقل شراسة وطولا عن أي معركة أخرى يخوضها كل مناضل من أجل تحرير وطنه من الاحتلال. تركه وحيدا هذه المرة لا يقل تقصيرا ولا حتى "نذالة" عن خذلان الزعيم الراحل ياسر عرفات المحاصر في المقاطعة برام الله عام 2004.

كل من وقف ضد هذا الرجل منتقدا تقصيرا هنا أو هناك، أو حتى تراخيا مستفزا أحيانا، لا عذر له اليوم أبدا ألا يقف إلى جانب رجل قرر الدخول في مواجهة مفتوحة يعلم هو قبل غيره أنها قد تكلفه كثيرا، فواشنطن لن تغفر له هذا الوضع الذي وضعها فيه رئيس توهمت أنه قادر على مجاراتها في أي شيء. تستوي هنا الحركات الفلسطينية المعارضة وكل المنظومة الرسمية العربية.

لم تترك السياسة الأمريكية الموغلة في وقاحتها لعباس سوى مواجهتها في ساحة لا أحد يمكن أن يلومه أن أجبر واشنطن على دخولها: ساحة القانون الدولي والعمل الدبلوماسي المتسلح بما استقرت عليه دول العالم منذ عقود لتنظيم شؤون علاقاتها.

لم يدعُ إلى الكفاح المسلح أو استهداف المصالح الأمريكية ولا حتى دعا الدول العربية إلى قطع علاقاتها مع واشنطن، هو فقط قرر "جرّها" بالكامل إلى ساحة لا أحد يمكن أن يستنكف أو يدين المواجهة فيها، لأنها ساحة "المتحضرين" كما كان القوم يرددون في سياق استنكارهم لأي عنف يمارس أو يتم الترويج إليه.

إذا أردت أن تعرف ما فعلته إدارة الرئيس ترامب من حماقات بخصوص ملف التسوية في الشرق الأوسط وآخرها هذا الفيتو في مجلس الأمن في مواجهة بقية دول المجلس قاطبة بلا استثناء في عزلة واضحة لهذه الإدارة، إذا أردت أن تعرف ذلك فلتعد إلى تصريحات الرئيس محمود عباس نفسه، لقد أخرجوه عن طوره الذي عهدوه وهو الذي كان ينتقي أكثر الكلمات هدوءا في ردوده على المواقف الأمريكية. لقد جعلوا عباس يصف بــ"الجنون»" القبول بدور أمريكي وسيط في عملية السلام.

لقد كانت كلمة الرئيس الفلسطيني التي أعقبت مباشرة توقيع ترامب على قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس التي اعتبرها عاصمة إسرائيل، مستفزة في رصانتها لكن عباس في كلمتيه في افتتاح واختتام القمة الإسلامية الاستثنائية في اسطنبول، وفي تصريحاته الأخيرة في رام الله، قرر أن يقلب الطاولة على الجميع ويبدأ في ترجمة كل ما تعهد به.

لم يعد عباس يلوح أو يهدد، بل شرع في التنفيذ، فحتى قبل الفيتو الأمريكي الأخير جدد الرئيس الفلسطيني رفضه وساطة أمريكا في عملية السلام، وأعلن عن اتخاذ حزمة من الإجراءات ضد إعلان ترامب بشأن القدس، والانضمام إلى 22 منظمة دولية جديدة "وكل يوم اثنين سننضم إلى 22 و30 منظمة دولية.. فهناك 522 منظمة من حقنا الانتماء لها".

كما أعلن عن التوجه للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة "مرة أخرى ومرات (..) فنحن دولة وسلطة ولدينا حدود ومن حقنا اعتراف العالم بنا في الوقت الذي ليس لإسرائيل حدود والقانون الدولي يحرم الاعتراف بها، لكنهم خدعوا الجمعية العامة بأنهم سيطبقون القرارات 181 و194 والى يومنا هذا لم يطبقوا هذه القرارات".

من يفعل كل ما سبق، هو نفسه الذي كان يوصف بأنه الأكثر "اعتدالا ومرونة" بين كل القيادات الفلسطينية، بل إن قدومه بعد ياسر عرفات، الذي كان يتهم بالمزج بين الدبلوماسية والعمل المسلح، صوّره بعضهم بداية انفراج لخيار التسوية الذي عطله "الختيار".

نجح عباس في هذه الأيام في "التكشير عن أنيابه" دون أن يكون ذلك صادما سوى لإسرائيل والولايات المتحدة، فهو لم يلجأ إلى أي إجراء خارج ما تسمح به الشرعية الدولية، وبالتالي فهو يحاربهم بنفس السلاح الذي وُجه إلى صدور الفلسطينيين لسنوات.

قبل خمس سنوات اتهم أفيغدور ليبرمان وقد كان وقتها وزيرا للخارجية الإسرائيلية، محمود عباس بممارسة "إرهاب دبلوماسي" ضد اسرائيل، معتبرا أنه بالخطورة نفسها التي تمثلها حركة "حماس" على الدولة العبرية.

يومها قال ليبرمان الذي يتزعم حزب إسرائيل بيتنا اليميني القومي المتطرف إن "أبو مازن يقود حملة تحريض ضد إسرائيل على الساحة الدولية وينعت إسرائيل بدولة الفصل العنصري ويتهمنا بجرائم حرب ويدعو إلى تحقيقات مختلفة ضدنا في مجلس حقوق الانسان ويقوم بسلسلة من الخطوات أحادية الجانب".

كان ذلك قبل خمس سنوات، فما بالك بما يحصل اليوم؟!! عمليا حولت واشنطن وإسرائيل اليوم موقـّــع اتفاق أوسلو عام 1993 إلى "إرهابي دبلوماسي" لأنها لم تشأ أن تتعامل معه لسنوات بندية واحترام.

ذوقوا اليوم ما جنيتموه أنتم على أنفسكم.

2017-12-20
اطبع ارسل