التاريخ : الجمعة 14-02-2025

رئيس استونيا يضع إكليلا من الزهور على ضريح الرئيس الشهيد ياسر عرفات ويزور المتحف    |     رئيس استونيا يزور كنيسة المهد ببيت لحم    |     ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 48,239 والإصابات إلى 111,676 منذ بدء العدوان    |     الاحتلال يبعد 4 صحفيين مقدسيين عن الأقصى    |     "اليونيسف" تعرب عن قلقها إزاء تدهور أوضاع الأطفال في الضفة الغربية    |     مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى    |     نادي الأسير: الاحتلال اعتقل 380 مواطناً على الأقل في جنين وطولكرم وطوباس منذ بداية العدوان الحالي    |     رئيس البرلمان العربي: ندعم الموقف العربي والمصري لإعادة إعمار غزة ونرفض دعوات التهجير    |     الاحتلال يقصف مركبة في الحي الشرقي بمدينة جنين    |     في اليوم الـ18 للعدوان على طولكرم ومخيماتها: اعتقالات ومداهمات وحصار وتدمير للبنية التحتية    |     الرئيس اللبناني: نرفض طروحات تهجير الفلسطينيين أو المساس بحقوقهم المشروعة    |     عشائر فلسطين ترفض مخططات التهجير باعتبارها جريمة حرب ومخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة    |     إصابات بالاختناق بين صفوف الطلبة خلال اقتحام الاحتلال بلدة الخضر جنوب بيت لحم    |     قوات الاحتلال تقتحم العيسوية شمال القدس    |     الصين: نرفض التهجير القسري وغزة للفلسطينيين    |     ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 48.222 والإصابات إلى 111.674 منذ بدء العدوان    |     مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى    |     الرئيس الفنزويلي يدعو إلى إحلال السلام في فلسطين وإنهاء عدوان الاحتلال    |     الرئيس الفرنسي: إعادة بناء غزة يجب لا يأتي على حساب عدم احترام الفلسطينيين    |     الاحتلال يطالب سكان مخيم نور شمس بإخلائه فورا وسط تصعيد ميداني    |     الخارجية التونسية: نرفض بشكل قاطع دعوات تهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم    |     "الجدار والاستيطان": الاحتلال يشرع ببناء مستعمرة على أراضي بيت لحم ويخصص 16 ألف دونم للاستعمار الرعو    |     16 يوما من عدوان الاحتلال على طولكرم ومخيميها: تدمير البنية التحتية واعتقالات ونزوح جماعي قسري    |     لبنان يدين التصريحات الإسرائيلية بشأن السعودية
أراء » كلمة الحياة الجديدة: الأونروا شاهد عدل

كلمة الحياة الجديدة: الأونروا شاهد عدل

لم يصبح الفلسطينيون عام ثمانية وأربعين من القرن الماضي لاجئين جراء كارثة طبيعية، ثمة مؤامرة كونية تماما بدأت مع وعد بلفور المشؤوم لاقتلاع الفلسطينيين من أرض وطنهم وإنشاء "وطن قومي" ليهود أوروبا في فلسطين، وليس لسواد عيونهم، بل للخلاص منهم كما تقول وثائق دولية عديدة!!! ولم تنشأ دولة إسرائيل بمعاملات ورقية ولا بمفاوضات ودية، وإنما بعمليات حربية وارهابية، قادتها عصابات "الهاغانا وشتيرن والأرغون" ارتكبت خلالها أبشع المجازر ضد أهالي العديد من القرى والبلدات الفلسطينية، وتحت وطأة هذه المجازر وتهديدها الدموي تهجر وتشرد الآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني وباتوا لاجئين في خيام تعصف بها رياح الذل والفجيعة...!!

أمام هذا المشهد الحقيقي والواقعي، أدرك العالم فداحة الكارثة الإنسانية التي أصيب بها الشعب الفلسطيني، ولكي ينجو قليلا من عذاب الضمير، قرر في العام تسعة وأربعين أي بعد النكبة بعام، وعبر الأمم المتحدة، إنشاء وكالة الأونروا لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الذين ما زالوا يعانون الأمرّين، طالما ظل المخيم عناوين مساكنهم، وطالما ظل العالم لا يخطو تلك الخطوة الفاعلة نحو إزالة آثار المظلمة الكبرى وطي صفحتها، بإقرار حق العودة ودعم قيام دولتهم واستقلالها من خلال العمل الجاد لإقرار السلام العادل تسوية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وباختصار شديد، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" ليست مكرمة دولية قدمت للشعب الفلسطيني، الذي ما زال يعاني من الاحتلال الإسرائيلي، وإنما هي وكالة فعل إنساني لعله يعالج وخز الضمير العالمي، ويحقق له بعض الراحة، ولا تريد إسرائيل اليمين المتطرف ذلك لهذا الضمير اليوم، والرئيس الأميركي بعمله الصهيوني بوقف مساعدات بلاده للأونروا، إنما يحرض على ما تريد إسرائيل ورئيس حكومتها بات يطالب بإزالة الأونروا من الوجود...!!

والأونروا بعد كل توصيف وكلام، هي في مجازها الواقعي، شاهد عدل على ما ارتكب من مظلمة كبرى ضد شعبنا الفلسطيني، شاهد عمره اليوم تسع وستون سنة، وما زال يافعا بحقيقة الجرح الذي يحاول مداواة بعض آثاره المؤلمة، وحتى لو اغلقت الوكالة أبوابها فإن شهادة هذا الشاهد ستظل باقية في سجلات الأمم المتحدة، وثيقة لا تتحدث بغير قضية اللاجئين الفلسطينيين حتى الحل العادل لها، ولا نظن أن الأونروا ستخضع لطلبات ورغبات العمل الصهيوني الساعية لإعدام هذا الشاهد، سواء أعلنها نتنياهو أو ترامب، وغير ذلك والأهم من ذلك فإن الثوابت الوطنية الفلسطينية ليست للبيع، وغير قابلة للمساومة ولا بأي حال من الأحوال، ونقولها بمنتهى الوضوح والثقة والحسم: شعبنا لن يرضخ أبدا ولقمة العيش مع الارادة الحرة ستظل ممكنة، ومع المقاومة الشعبية ستكون هي لقمة العافية تماما حتى موائد النصر العامرة بعون الله تعالى وبإرادة شعبنا البطل.

رئيس التحرير

2018-01-08
اطبع ارسل