التاريخ : الخميس 09-05-2024

رفح.. شوارع وأسواق مقفرة و"خوف" من المجهول    |     مع دخول العدوان يومه الـ216: عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين جراء قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غز    |     "الأونروا": الاحتلال هجرّ قسريا نحو 80 ألف فلسطيني من رفح خلال ثلاثة أيام    |     ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34904 شهداء وأكثر من 78514 مصابا    |     أبو هولي: لا بديل عن الدور الحيوي للأونروا في دعمها وإغاثتها للاجئين    |     الجمعية العامة تصوت غدا على مشروع قرار بشأن أحقية دولة فلسطين بالعضوية الكاملة    |     ثمانية شهداء في قصف الاحتلال المتواصل على غزة ورفح    |     السفير دبور يستقبل رئيس بلدية صيدا    |     السفير دبور يلتقي السفير الكوبي في لبنان    |     "أوتشا": مخزون المساعدات بغزة لا يكفي لأكثر من يوم واحد    |     الأردن يدين احتلال إسرائيل للجانب الفلسطيني من معبر رفح    |     اليونيسف تحذر من "مجاعة" حال إغلاق معبر رفح مدة طويلة    |     نادي الأسير: الاحتلال يرتكب جريمة بحق الطفل جود حميدات    |     "جنوب أفريقيا": الهجوم على رفح سيدمر آخر ملجأ للناجين في قطاع غزة    |     الصين تدعو إسرائيل إلى وقف الهجوم على رفح    |     بوريل: لا مكان آمن في قطاع غزة ونحن على مشارف أزمة إنسانية كبرى    |     الاحتلال يمنع الأمم المتحدة من دخول معبر رفح    |     أبو ردينة: احتلال معبر رفح يدفع بالأمور نحو حافة الهاوية وتتحمل الإدارة الأميركية تداعيات ذلك    |     مدير المستشفى الكويتي: محافظة رفح تمر بكارثة صحية كبيرة    |     مصر تدين الهجوم الإسرائيلي على رفح والسيطرة على المعبر    |     الأمم المتحدة تحذر: مخزوننا من الوقود يكفي ليوم واحد فقط في غزة    |     السفير دبور يلتقي وزير العمل اللبناني مصطفى بيرم    |     السفير دبور يلتقى وفد من نقابة تجار ومستوردي المستلزمات الطبية والمخبرية في لبنان    |     السفير دبور وابو العردات يلتقيان قيادة حركة فتح في منطقة صيدا
اخبار متفرقة » الحرم الإبراهيمي.. معلم إسلامي وإرث حضاري
الحرم الإبراهيمي.. معلم إسلامي وإرث حضاري

 

 

الحرم الإبراهيمي.. معلم إسلامي وإرث حضاري

 

الخليل- وفا  2-3-2012

بقلم أمل حرب   

ما زال الاحتلال يعمل جاهدا على تغيير ملامح الأرض ويسعى لتهويدها وتوفير الغطاء والحماية للمستوطنين في اعتداءاتهم الإرهابية المتكررة على الشعب الفلسطيني ومقدساته في كل المدن الفلسطينية.

وشهد الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل حملة مسعورة من قبل الاحتلال ومستوطنيه، هدفت إلى الاستيلاء عليه وتهويده وضمه إلى التراث اليهودي، بعد أن ارتكب المستوطنون المتطرفون المجازر بحق المصليين المسلمين عام 1994. 

ومنذ ذلك الوقت عملت قوات الاحتلال على تقسيم الحرم ووضعت يد المستوطنين المتطرفين على جزء منه ليقيموا فيه طقوسهم التلمودية وتهويده.

في غضون ذلك، عملت مؤسسات أهلية ورسمية على تسيير رحلات سياحية للحرم الإبراهيمي، بقصد التعرف على هذا المعلم الحضاري والتاريخي والإسلامي، الذي يحتضن قبور، ومقامات الأنبياء إلى جانب الفن المعماري والإسلامي الذي يضيف إلى قداسة المكان الجمال والإبداع والعراقة الإسلامية. 

وأجرت وكالة 'وفا' جولة تعريفية داخل الحرم الإبراهيمي، بصحبة رئيس قسم السدنة الشيخ حجازي أبو اسنينة، للوقوف عن كثب على أهم المعالم، والمستجدات، والتغيرات التي أحدثها الاحتلال على هذا المعلم الإسلامي. 

وأوضح أبو اسنينه أن المسجد الإبراهيمي الشريف هو المسجد الذي بني فوق المغارة التي دفن فيها نبي الله إبراهيم ، وابنه اسحق، وأحفاده، وزوجاتهم جميعا عليهم الصلاة والسلام.

ويقع الحرم الشرف في قلب مدينة خليل الرحمن، في حارة القلعة على سفح جبل بارز تحيط به حارات الخليل القديمة من جميع الجهات والتي بناها أصحابها حبا في مجاورة جد الأنبياء إبراهيم، وتبلغ مساحته 2167 مترا مربعا بارتفاع 16 مترا، مبني بأحجار ضخمة على شكل مداميك عددها 15 مدماكا ويبلغ طول بعض أحجاره 7,5 متر وارتفاعها 1,5 متر، تعلوه مئذنتان مملوكيتان، الأولى في الركن الشمالي الشرقي، والثاني في الركن الجنوبي الغربي، وهما مئذنتان مربعتان ترتفعان 15 مترا على سطح الحرم. 

أما بالنسبة إلى مكانة الحرم وقدسيته، أشار أبو اسنينه إلى أن  مكانته وقدسيته ليست في قلوب سكان المدينة فحسب، بل في قلب الفلسطينيين والمسلمين عامة. 

وأضاف: هناك روايات تاريخية حول بناء الحرم، أولها أنه عندما هاجر نبي الله إبراهيم إلى أرض فلسطين عام 1900 قبل الميلاد، عاش على ثرى أرض الخليل عزيزا كريما يدعو إلى عقيدة  التوحيد، ويقري الضيوف ويطعم الطعام، فأحبه سكان المدينة كما أحبهم، وعندما حضر الموت زوجته  سارة، طلب من صاحب الأرض بيعه المغارة لتكون مدفنا لعائله. 

أما الرواية الثانية حول بناء الحرم، فتقول  إن نبي الله سليمان هو من أحاط المغارة ببناء ضخم، (السور) بحجارة ضخمة  لا باب  له إلى عهد الفتح الإسلامي لفلسطين والخليل، فاتخذ داخله مسجدا وفتح له ثلاثة أبواب: الباب الشرقي، والباب الشمالي، والباب الجديد. 

وينبهر الزوار لعظمة هذا الصرح الضخم، حيث تتوزع المقامات والزوايا المشيدة بالرخام الملون، تحيطها الزخارف والآيات القرآنية بالألوان الزاهية التي اهتم بها المماليك، ووضعوا فيها جمال الفن الإسلامي المتقن. 

 وأضاف أبو اسنينه: تتوسط الحرم  الاسحاقية، وسميت بهذا الاسم  نسبة إلى مقام نبي الله إسحاق، ومنبر صلاح الدين رحمه الله، ومحراب رفقة زوجة إسحاق.  

أما الفناء المكشوف داخل المسجد (الصحن) الذي يقع بين الرواق الإبراهيمي ومصلى اليعقوبية، فيعتبر الرئة التي  يتنفس بها المسجد بالهواء وأشعة الشمس،  والتي يحاول الاحتلال سقفها  للاستفادة منها في الجزء المحتل من اليعقوبية. 

واليعقوبية قاعة مستطيلة بها مشهدان لقبرين، على اليمين قبر النبي يعقوب، والأيسر قبر زوجته لائقة، وفوق هذه القاعة غرف عرفت بالمنازل وهي التي اتخذها إبراهيم لضيافة زائريه. 

وخارج السور تقع اليوسفية، المحاطة بالرخام،  والمقام غطي بستار حريري، كتبت عليه عبارة 'صبر جميل' ويحوي مقام  النبي يوسف وقبره، وهو من الحجر  وعليه قبة جميلة.

وتابع أبو اسنينه أن القبور الحقيقية توجد داخل الغار الشريف وبها قبور الأنبياء وزوجاتهم،  وله فتحة داخل الاسحاقية تضاء بسراج الزيت حتى اليوم. 

ويشكل منبر صلاح الدين الذي يقع غربي المحراب تحفة نادرة ، وهو من أقدم المنابر، ومصنوع من خشب السند، وقال أبو اسنينة: كان لهذا المنير ثلاثة نماذج، الموجود حاليا في الحرم الإبراهيمي، وآخر كان في المسجد الأقصى وحرق على يد اليهود المتطرفين عام 1969م، وصنع منبر مشابه له من قبل الحكومة الأردنية. 

ويتبع الحرم غرفة لرئيس السدنة في الجهة الشمالية، ومكتبة تحوي على عدة خزائن خشبية تضم العديد من المخططات النفيسة والكتب القيمة وبها 199 كتابا و55 كتابا باللغة التركية والفارسية، و84 مخطوطا في شتى العلوم. 

إلى جانب المسقاة (سبيل الماء) وهي من الحجر الطباشيري نقش عليها اسم بانيها (عثمان)، يوجد مصلى للنساء سمي بالجاولية نسبة إلى بانيها الأمير أبو سعيد الجاولي. 

 وتزين المسجد الإبراهيمي العديد من الآيات القرآنية المذهبة، التي تلف المحراب، إلى جانب العديد من النصوص التي تدل على الأشخاص الذين قاموا بالإصلاحات خلال العصور الإسلامية، إضافة إلى عدة نقوش أثرية، ورسومات ورقوم حجرية وخشبية، وكذلك العديد من البيارق والتيجان والستائر الحريرية، والقناديل والدلايات. 

وأشار أبو اسنينه إلى صندوق العمل، وهو عبارة عن صندوق حديدي داخل اليوسفية العليا، وبه وثائق وكتب أوقاف الحرم الإبراهيمي، وهو مغلق لا يفتح إلا بحضور لجنة من الأوقاف والعائلات العشر التي لها شرف السدانة في الحرم. 

وللحفاظ على هذا الإرث التاريخي تعمل لجنة إعمار الخليل جاهدة رغم إعاقة الاحتلال لعملها داخل المسجد، على صيانة وترميم أو استبدال الأبواب والشبابيك الخشبية. 

وقال مدير العلاقات العامة في لجنة إعمار الخليل  وليد أبو الحلاوة، إن هنالك الكثير من الأعمال المطلوبة في المسجد الإبراهيمي الشريف، كما أن هنالك أقسام يمنع العمل فيها نهائيا بسبب تواجد المستوطنين فيه بصورة دائمة مثل 'الصحن' حيث يصر الاحتلال على سقفه، في الوقت التي تعارضه الأوقاف بشدة، وهنالك أعمال مطلوب العمل بها داخله مثل ترميم الشبابيك الجصية، والأرضيات الحجرية، وسبيل قاسم باشا ولوحته، وترميم أسقف الرواق المحاذي لمقام سيدنا إبراهيم، مبينا أن هذا الأمر لن يكون ذا فائدة ما دام الاحتلال يبقي المدخنة التي أقامها في الصحن لإيقاد الشموع. 

وأضاف: كما أن الحضرة الإبراهيمية ومقام سيدنا إبراهيم وزوجته، تحتاج إلى ترميم شامل لزخارف وآيات ورخام الحضرة، والعديد من أعمال الترميم. 

وأشار إلى أن لجنة الإعمار قامت قبل ثلاث سنوات بترميم زخارف الحضرة اليعقوبية، إلا أن المستوطنين أتلفوا أجزاء من دهان حوائطها، كما يمنع الاحتلال العمل في اليوسفية ومقام سيدنا يوسف والعنبر، بسبب تواجد المستوطنين فيه بصورة دائمة، كما لا يعرف بالضبط الوضع الذي آلت إليه تلك الغرف نتيحه الإغلاق الطويل الذي مرت به وعدم السماح بدخولها، خاصة الغرف أسفل المدخل المستحدث والتي شوهدت منذ أكثر من ثماني سنوات، وكانت بحالة إنشائية سيئة الأمر الذي يتطلب سرعة ترميمها وتدعيمها، والاحتلال يمنع ذلك. 

ولكن حرص المواطنين على التواجد في الحرم الإبراهيمي وإعماره يحول دون تحقيق المستوطنين لمآربهم الرامية للسيطرة التامة عليه وطمس هويته العربية والإسلامية، رغم محاولاتهم المتكررة لإغلاق الحرم ومنع رفع الأذان في أوقاته، حيث رصدت مديرية الأوقاف هذه الانتهاكات وبينت أنه تم خلال العام الماضي 2011م، منع رفع الأذان 622 وقتا، وذلك خلال أعياد اليهود، وبسبب 'انزعاج' المستوطنين من صوت الأذان في الحرم الشريف.

 

2012-03-02
اطبع ارسل