الإبداع الفلسطيني في بيروت
جريدة السفير
بقلم زينة برجاوي 5-3-2012
نادراً ما تخلو يد زائر قطاع غزة من كاميرا، يلتقط صور المأساة التي يعيشها أهل القطاع. كيف هي الحال إذا كان ابن القطاع مصوراً محترفاً، يسرد يوميات مدينته ومحيطها في كاميرته التي لا تفارقه. محمد محيسن يمضي معظم أوقاته في الشوارع. وفي إحدى المرات رصدت كاميرته مشهد منزل دمّرته آلة الحرب الإسرائيلية، وفي القرب منه منزل آخر مدمّر، يزيل أطفالٌ من تحت أنقاضه ما تبقى من مستلزماتهم المدرسية، فيضحكون للكاميرا التي أظهرت فرحتهم.
وقد حلّت هذه الصورة في المرتبة الثالثة عن فئة الصورة الفوتوغرافية لجائزة «فلسطين للإبداع الثقافي»، التي نظمتها «مؤسسة فلسطين للثقافة»، برعاية «اتحاد الكتاب العرب»، وشارك فيها نحو 1900 شخص من 35 دولة عربية وفلسطينية. وتتوزع المسابقة على فئات عدة، هي: الشعر الفصيح، القصة القصيرة، النص المسرحي، اللوحة التشكيلية، الملصق الفني، الكاريكاتير والصورة الفوتوغرافية. وأول من أمس، سلّمت المؤسسة الجوائز للفائزين الثلاثة عن كل فئة، والفائزون هم من سوريا والعراق واليمن ومصر وفلسطين ولبنان. وغاب عن الاحتفال عدد من الفائزين، نظراً للأحداث الأمنية التي تشهدها بعض تلك البلدان، وأهمها سوريا.
ولفت مدير المؤسسة د. أسامة الأشقر لـ«السفير» إلى أنه «كان من المفترض أن تُقام المسابقة في سوريا أو القاهرة، لكن نظراً إلى الحوادث الأمنية في البلدين، تم إطلاق الدورة الاولى في بيروت، على أن تكون الجائزة سنوية ومقرها القاهرة». وكشف أن «أكثر الفئات مشاركةً كانت الشعر والقصة القصيرة، وأكثر المشاركين كانوا من مصر والعراق واليمن». واعتبر أن «القطاعات الشعرية لا تصلح أن تكون لمخاطبة الجمهور، بخلاف القصص القصيرة التي تحاكي القضية الفلسطينية بأدق تفاصيلها».
حصدت فلسطين أكثر الجوائز عن فئة الصورة الفوتوغرافية، وفاز أسامة مرتجى بالمرتبة الثانية عن هذه الفئة، وكان قد التقط صورة لطفل صغير يحمل رشاشاً بلاستيكياً، ويقف أمام دورية للجيش الإسرائيلي، حيث يحمل أحد الجنود الرشاش الأصلي ويبدو الأخير خائفاً من الطفل. وأسامة هو ناشط فلسطيني، يهوى التصوير ولا يحترفه، وفي رأيه، ان «الكاميرا ضرورية في فلسطين، لأن هناك دائماً أحداثاً مفاجئة».
فازت آية الرفاعي، من الأردن، بالجائزة الأولى عن فئة القصص القصيرة. وتتناول قصتها، «أرجوحة الزمن»، الأسرى الفلسطينيين، وكتبتها تزامناً مع إطلاق سراح الدفعة الأخيرة منهم. وتسلّط آية الضوء في قصتها على موضوع الصراع النفسي الذي يعيشه الأسير داخل السجن وبعد خروجه منه.
وفازت قصّة «النعناع الأخضر» للفلسطينية علا السردي التي تعيش في الأردن، بالمرتبة الثالثة. وتسرد في قصتها، حكاية عائلة تركت منزلها في عام 1948 على أمل العودة قريباً، إلا أن سنوات الهجرة طالت لتجد نفسها لاجئة حتى اليوم.