الى نساء فلسطين في يوم المرأه العالمي
جريدة القدس
بقلم القنصل العام البريطاني سير فينسنت فين 9-3-2012
في هذا اليوم، يوم المرأة العالمي، أقدم تحيتي وتقديري لجميع نساء فلسطين أينما كن، في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وفي الشتات.
ففي حين تحتفل نساء العالم في يومهن هذا، تقف المرأة الفلسطينية كرمز في نضالها نحو المساواة الحقيقية والعدالة الاجتماعية. فهي تناضل على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي. كما لا يمكن أن نتجاهل دور وجهود المرأة الفلسطينية في بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
عندما زرت الأراضي الفلسطينية، أذهلني التزام و ثبات المرأة الفلسطينية في مشاركتها الوطنية لتحسين الأوضاع المعيشية وخلق فرص أفضل للجيل الصاعد. ففي مدينة الخليل، أعجبت بعمل ومساهمة سيدات الأعمال الفلسطينيات في الغرفة التجارية هناك خلال اجتماعاتنا لبحث سبل زيادة الاستثمار وتقوية التعاون التجاري بين البلدين.
وفي غزة، أعجبني تفاني المعلمات في مدارس الاونروا اللواتي يتمحور جل اهتمامهن حول تربية ورعاية مصلحة طلابهن.
أما في النبي صالح و بلعين، فأنا أحترم وأقدر صمود زوجات وأمهات المدافعين عن حقوق الانسان كما يطلق عليهم الاتحاد الاوروبي، فهن كغيرهن من نساء فلسطين مثال للصبر والقوة.
اما على الصعيد السياسي، فتحتل المرأة الفلسطينية مناصب رفيعة في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومجلس الوزراء. لن أتطرق بالحديث عن نسبة النساء للرجال في هذه المراكز، لكن يكفي القول أنني أكن كل الاعجاب والتقدير لهؤلاء السيدات القائدات لنفوذهن، وطلاقتهن في التعبير وتصميمهن في تحقيق وتلبية احتياجات وآمال الشعب الفلسطيني.
ينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عام 1948 على أن «جميع بني البشر يولدون أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق.» إن ضمان المساواة بين كل الأفراد، بغض النظر عن أعراقهم وجنسهم، أمر لا غنى عنه للتحقيق الكامل لحقوق الإنسان، وهو من أهم أولويات الحكومة البريطانية. حيث تلعب الحكومة دورا نشطا على الصعيد الدولي في حماية حقوق المرأة والترويج لها عبر الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى، و من خلال سفاراتها وقنصلياتها في أنحاء العالم. ونحرص في القنصلية العامة البريطانية في القدس على دعم وتقوية المرأة الفلسطينية من خلال مشاريعنا ونشاطاتنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ففي غزة، قمنا بمشروع يوفر للإعلاميات المبتدئات مساحة حرة للنساء للتعبير عن قضاياهن عبر موقع إلكتروني وصقل مهاراتهن الكتابية والصحفية. كما نجح في خلق صورة أفضل للمرأة الفلسطينية في الإعلام وتوعية النساء بحقوقهن التي كفلتها القوانين الفلسطينية ونصت عليها الاتفاقيات الدولية. كما يوفر موقع القنصلية البريطانية الالكتروني حيزا للمرأة للتعبير عن نفسها من خلال الصور، فالصورة تعبر عن ألف كلمة احيانا (www.ukinjerusalem.fco.gov.uk )
كما وتعهدت وزارة التنمية الدولية البريطانية(DFID) بوضع المرأة على رأس قائمة الاعمال التي تبذلها المملكة المتحدة في مجال التنمية الدولية، وخاصة فيما يتعلق بالعنف ضد المرأة. كجزء من مساهمتنا في دعم السلطة الفلسطينية في بناء الدولة، تقوم وكالة التنمية الدولية البريطانية بدعم الجهود المبذولة لتعزيز الأمن والعدالة لضحايا العنف من النساء بما يتفق مع استراتيجية وأولويات الحكومة الفلسطينية في هذين القطاعين. ويتضمن هذا الدعم، وحدات الشرطة لحماية الأسرة، والمساعدة على تحسين تعامل الشرطة والمحاكم في القضايا لضمان حصول المرأة على الحماية والعدالة.
هذا جزء رئيسي من دعمنا لتطوير المؤسسات الفلسطينية التي تستجيب لاحتياجات الشعب الفلسطيني.
مرة أخرى أقول للمرأة الفلسطينية: كل عام وأنت بخير.