محمود الباقي فينا ابدا
جريدة الحياة الجديدة
بقلم عادل عبد الرحمن 14-3-2012
كان يوم امس، يوما مختلفا لانه يوم محمود درويش، يوم الثقافة الوطنية. في عتمة الموت والقتل الاسرائيلي الوحشي لابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؛ ومع مواصلة البطلة اسيرة الحرية هناء الشلبي معركة الامعاء الخاوية لليوم السابع والعشرين، واقتحام سلطات السجون مهاجع واقسام المعتقلين الفلسطينيين واصابة حوالي خمسة عشر اسيرا من اسرى الحرية؛ وفي ظل شراسة الهجمة الاستيطانية الاستعمارية الاسرائيلية، ينهض محمود من سباته ليضيء قمر الثقافة والمعرفة والحرية؛ يأتي درويش من دروب آلامنا واحلامنا ليفتح بوابات متحفه وحديقته، “حديقة البروة” توأم الربيع وشجر اللوز للابداع والمبدعين من بني البشر.
*****
ذكرى ميلاد شاعر الشعب والقضية والامة والانسانية، ذكرى عظيمة، لانها ذكرى رجل ابحر عميقا في عطائه الشعري. شاعر تماهى مع القضية في مساراتها ومساقاتها الكبرى، وغاص في تفاصيلها، حتى رفعها الى فضاء الانسانية.
محمود درويش، لا تكفيه ابجدية اللغة لاعطائه حقه. وتنوء الاثقال على المرء حين يقترب من قامة رمز الثقافة الوطنية، لانه لا يقوى على إيفاء الشاعر الانسان حقه.
رغم العجز في تطويع اللغة لاعطاء محمود درويش بعض حقه، إلا انه (العجز) يعطي سيد الكلمة الباقي فينا ابدا بعض الوفاء.. محمود لم يغادرنا حتى يعود لنا... محمود باق فينا، لأن اشعاره رسمت لنا معالم الطريق ... طريق الحرية والعطاء.. لك المجد حيث انت ايها الاغلى من بين مبدعينا وادبائنا ... ولنا في قصائدك العزاء.