في مؤتمر صحفي مع مدفيديف الرئيس يدعو الرباعية لإصدار قرارات تلزم إسرائيل بالعودة للسلام
مدفيديف: الدولة الفلسطينية المستقلة مصلحة لكافة شعوب المنطقة
18-1-2011
دعا الرئيس محمود عباس، اليوم الثلاثاء، اللجنة الرباعية الدولية التي ستنعقد في ميونخ الشهر المقبل، إلى إصدار قرارات أكثر تقدما لإلزام إسرائيل بضرورة العودة إلى السلام.
وقال سيادته في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي: 'هناك خياران إما المفاوضات والسلام وإما العنف والإرهاب ونحن لن نختار العنف والإرهاب، ولذلك نحن نقول للإسرائيليين عليهم أن يختاروا طريق السلام لمصلحتهم ومصلحة أجيالهم، وأن يتوقفوا عن الاستيطان لنعود مباشرة لطاولة المفاوضات لنطبق خطة خارطة الطريق والمبادرة العربية والقرارات الأممية'.
وأوضح سيادته أن زيارة الرئيس الروسي مدفيديف إلى فلسطين، تعبر عن متانة علاقات الصداقة والتعاون التاريخية بين الشعبين والقيادتين الفلسطينية والروسية.
وقال: 'لا شك أن المحبة والتقدير في قلبي لروسيا تعود إلى أكثر من أربعة عقود، وقد كنت منذ بداية السبعينات رئيسا لجمعية الصداقة السوفيتية الفلسطينية، ولكنني لا زلت أعتبر نفسي الصديق الأول للشعب الروسي من قبل الشعب الفلسطيني'
وأضاف: 'المواقف الروسية قديما وحديثا ثابتة مع الحق والعدل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس كما تفضل الرئيس الروسي وأكد هذا الموقف الآن، وهذه المواقف ليست شعارات وإنما هي مواقف مشفوعة بدعم سياسي عالمي اقتصادي ومالي وثقافي وتعليمي، حيث إن روسيا لها بصمات واضحة لدى الشعب الفلسطيني وعند إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة'.
وأوضح سيادته أنه بحث مع مدفيديف جملة من القضايا التي تهم البلدين لا سيما ما آلت إليه عملية السلام من طريق مسدود جراء الاستيطان والإجراءات الإسرائيلية المجحفة خاصة في القدس الشرقية التي تتعرض لهجمة تهدف إلى تغيير معالمها وهويتها وتاريخها.
وبيّن الرئيس أن تلك الإجراءات والممارسات تأتي رغم الجهود المبذولة على المستوى الدولي من أجل وقف الإجراءات الاستيطانية، مشيدا بمواقف دول أميركا اللاتينية التي اعترفت بدولة فلسطين على حدود عام 1967.
وأشار سيادته إلى أنه ناقش مع نظيره الروسي الإمكانيات الممكنة لإخراج عملية السلام من مأزقها وما يمكن لروسيا أن تلعبه من دور بوزنها الدولي كونها عضوا في اللجنة الرباعية وكذلك في دعوتها لمؤتمر موسكو للسلام.
ولفت إلى أنهما تطرقا إلى ملف المصالحة الفلسطينية وأين وصلت، والدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا وما تمثل من ثقة في إطار هذه المصالحة، كذلك الحصار الظالم الذي يفرض على غزة ويعاني جراءه شعبنا، وضرورة فك هذا الحصار في أقرب وقت ممكن.
وشكر الرئيس، روسيا على دعمها لنا على كل المستويات الثقافية والتربوية والأمنية والمالية والاقتصادية، مشيرا إلى أنه سيقوم اليوم برفقة نظيره الروسي بافتتاح المتحف الذي شيدته روسيا على أرض أريحا كعربون مودة بين الشعبين وكمعلم تاريخي نفتخر به نحن الشعبين.
وأشاد سيادته بمواقف روسيا الاتحادية السياسية التاريخية من القضية الفلسطينية التي تقف فيها دائما وأبدا إلى جانب الشعب الفلسطيني، وقال 'لا زلنا نتذكر أن روسيا كانت من أوائل دول العالم التي اعترفت بدولة فلسطين في العام 1988'.
وختم الرئيس حديثه بالقول: 'مرة أخرى لا يمكن لأحد أن يقدر مدى السعادة والفرح الذي نشعر به ليس فقط في أريحا بل في كل الأرض الفلسطينية وفي كل مكان يتواجد به الفلسطينيون بهذه الزيارة التي غمرتمونا بها، والتي نقدم لكم عليها الشكر والتقدير والاحترام وأهلا بكم ضيوفا أعزاء في فلسطين'.
من جانبه، قال الرئيس الروسي ديمتيري مدفيديف: إن مفاوضتنا مع رئيس السلطة الفلسطينية جرت في جو من الصراحة وبصورة بناءة وهي مميزة في العلاقات بين الشعبين.
وأضاف: أن زيارته إلى المنطقة تتميز بأمرين، أولهما أنها تجري لمدينة تاريخية وهي أريحا التي احتفلت بالذكرى 10 آلاف عام على تأسيسها ولهذا تحمل معاني تاريخية كبيرة، والأمر الآخر أنها أول زيارة لرئيس روسيا للمنطقة وللأرض الفلسطينية لا ترتبط بزيارة إلى دولة مجاورة.
وأشار مدفيديف إلى أنه بحث مع الرئيس عباس معالم استئناف المفاوضات مع الإسرائيليين وهي إظهار أقصى حدود ضبط النفس والالتزام بالمحددات، وقبل ذلك تجميد كافة الأعمال الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وأكد أنه لتجاوز الأزمة في عملية السلام على الأطراف المعنية إظهار أقصى حدود ضبط النفس والتخلي عن الأعمال أحادية الجانب، واستغلال رصيد الجهود الجماعية للشرعية الدولية، والقرارات الدولية، وقرارات المنظمات الإقليمية للخروج إلى مستوى جديد من الحل، مشيرا إلى أنه يعلق آمالا على الجلسة الوزارية للرباعية الدولية في ميونخ الشهر المقبل.
وشدد مدفيديف على أن المواقف الروسية من القضية الفلسطينية لم تتغير، وقال: 'روسيا قامت بخيارها في هذا الموضوع أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، ونحن ندعم دعما كاملا حق الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة الموحدة القابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية'.
وأضاف: 'أنا على يقين أنه بظهور الدولة الفلسطينية المستقلة سوف يربح الجميع، خصوصا الفلسطينيين والإسرائيليين وكافة شعوب الشرق الأوسط وهذا ما علينا أن نسعى لتحقيقه'.
وقال الرئيس الروسي: 'فيما يخص المبادرة الروسية يمكنني القول إن هذه المبادرة موجودة منذ زمن على الطاولة ونحن سعينا لمؤتمر موسكو حول الشرق الأوسط وهذه المساعي الروسية ترمي ليس فقط إلى اللقاء بل لتوفير الظروف للتقدم على أساس الشرعية الدولية والقرارات الدولية والمبادرة العربية للسلام والقرارات التي اتخذت بمؤتمر آنابوليس، وجمعنا كل ما تم الاتفاق عليه سابقا بهدف التوصل إلى نتيجة، ونحن مستعدون للعمل الدؤوب في اللجنة الرباعية وهذا واجبنا'.
وأضاف: كل ما تحدثنا عنه اليوم يدل أننا نحن جميعا غير راضين عن الوضع الحالي في عملية السلام، معربا عن أمله أن تتوصل الأطراف إلى حل، مشيرا إلى أن الجمود يؤثر سلبيا على الأوضاع العامة في الشرق الأوسط ويؤثر على الوضع في غزة المحاصرة ويؤثر على تأزم الأوضاع الإقليمية، وليس أمامنا أي حل سوى التقدم للأمام.
وقال: هذا الحل يمكن أن نتوصل إليه على أساس الحل الوسط بين الجانبين، ودون اتخاذ القرار الصحيح، فيما يخص استمرار الاستيطان لا يمكن أن يكون هناك أي حركة إلى الأمام، ولا يجب أن نغلق عيوننا أمام هذه القضية.
وأكد أن روسيا ستبذل جهودا لعقد مؤتمر موسكو للشرق الأوسط، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يمكن أن يتم في الظروف الملائمة عندما يكون هناك تقدم ولكن لقاء من أجل اللقاء ليس له معنى، وإذا بدأنا الحركة من النقطة الميتة ونجحنا في التقدم في المفاوضات وكان هناك معالم واضحة للحل في هذا الظرف سيعقد مؤتمر موسكو والمهم النتيجة وليس المكان والتواريخ.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن الدعم الروسي للشعب الفلسطيني لا ينحصر في أطر سياسية، فتطور التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين أبرز ما يميز ذلك، وتطور التعاون في مجال التبادل الإعلامي.
وشكر مدفيديف الرئيس محمود عباس على اهتمامه بنشاط روسيا في الأراضي المقدسة وإنعاش الوجود الروسي في الأراضي المقدسة خصوصا متحف أريحا، مؤكدا أن هذا الأمر سيكون هدية طيبة لجميع الفلسطينيين وسيجلب السواح من روسيا ودول العالم الأخرى.