الرئيس يطلع الغنوشي على المخاطر المحدقة بالقدس
تونس 1-5-2012
أطلع الرئيس محمود عباس، زعيم حزب حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي، على المخاطر المحدقة بمدينة القدس، وبالمسجد الأقصى المبارك.
جاء ذلك لدى استقبال سيادته الغنوشي على رأس وفد من الحركة ضم رئيس المكتب السياسي عامر العريضي، بمقر إقامته بالضاحية الشمالية للعاصمة تونس.
وأوضح سيادته، للوفد، أن مدينة القدس تتعرض لمخاطر جمة، سواء حضارتها، وتاريخها، ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، ومحاولة محو تراثها من خلال اشتداد هجمة الاستيطان فيها وحولها، إضافة لمحاولة تثبيت موطئ قدم للمستوطنين فيها تحت حماية قوات الاحتلال، واستمرار الحفريات تحت المسجد الأقصى وظهور تصدعات به قد تهدمه وتؤثر على ثباته.
ووضع سيادته الغنوشي، والوفد المرافق، في صورة آخر المستجدات السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، في ضوء تعثر عملية السلام بسبب رفض سلطات الاحتلال الاعتراف بمرجعيات وأسس تلك العملية، والالتفاف عليها بمواصلة البناء الاستيطاني، رغم محاولات عربية ودولية لإنعاشها وإخراجها من مأزقها.
وأشار إلى نفاد صبر القيادة التي قررت الذهاب إلى الأمم المتحدة للمطالبة بالاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية، أسوة بكل شعوب الأرض التي تخلصت من نير الاحتلال، خاصة أن القضية الفلسطينية هي مظلمة القرن العشرين وقضية آخر شعب تحت الاحتلال .
وتطرق سيادته إلى ملف المصالحة الفلسطينية وتأثير تأخرها على القضية سلبا، وحرص القيادة على تحقيق وتجسيد تلك المصالحة وتحقيق وحدة الشعب والأرض للحفاظ على مكتسبات شعبنا وصون قضيتنا، معربا عن رغبته بأن تقوم حركة النهضة بما لها من تأثير، بدورها لدى حركة 'حماس' للإسراع بتحقيق وتجسيد تلك المصالحة .
كما قدم سيادته شرحا وافيا عن معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون وزنازين الاحتلال، ومواصلة سياسة الاعتقال الإداري بحقهم، تلك السياسة المنافية لكل الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية، خاصة اتفاقية جنيف الرابعة التي تحدد مسؤوليات سلطات الاحتلال في معاملة الأسرى وفق القانون الدولي الإنساني والاعتراف بهم كأسرى حرب، كذلك نضال الأسرى الأبطال الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية مع سلطات الاحتلال لنيل الاعتراف بحقوقهم.
وأشار السيد الرئيس إلى أن القيادة قررت طرح قضية الأسرى في المحافل الدولية، خاصة بالأمم المتحدة لإنهاء مظلمتهم .
من جانبه، أكد الشيخ الغنوشي حرص 'حركة النهضة' على مواصلة دعمها وتأييدها للنضال العادل الذي يخوضه الشعب الفلسطيني من أجل الحفاظ على هويته ومقدساته وكرامته الإنسانية، مشددا على أن الحركة ستقوم بكل ما يلزم لدى المحافل العربية والإسلامية والدولية بما يمكن هذا الشعب من الثبات على أرضه واستعادة حقوقه، خاصة أن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية عربية وإسلامية تهم العرب والمسلمين، وأن تحرير الأقصى في أعناق الأمة وواجب على الجميع.
وحضر اللقاء، وزير الشؤون الخارجية رياض المالكي، وعضو اللجنة المركزية لحركة 'فتح'، رئيس كتلتها البرلمانية عزام الأحمد، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، والمستشار الدبلوماسي للرئيس مجدي الخالدي، وسفير فلسطين لدى تونس سلمان الهرفي، وسفير تونس لدى السلطة الوطنية الفلسطينية لطفي الملولي.
أدلى الشيخ راشد الغنوشي بتصريح لـ'وفا' عقب انتهاء اجتماعه بالرئيس عباس، قال فيه 'انني أعبر عن سعادتي الغامرة وأعضاء المكتب السياسي لحزب حركة النهضة بلقاء السيد الرئيس محمود عباس وأعضاء الوفد الفلسطيني، إن الشعب التونسي يقف بثبات وحزم وبكل قوة مع القضية الفلسطينية، وخاصة بعد ثورة الرابع عشر من جانفي المجيدة'.
وقال سماحته أنه ناقش القضية الفلسطينية مع السيد الرئيس من كل جوانبها وكافة ملفاتها وأنه يتفق مع سيادته مشيرا إلى أن حزب حركة النهضة سيبذل جهده من اجل دعم ومساندة وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية مع كافة القوى والفصائل الفلسطينية..