الرئيس: نجري اتصالات للضغط على إسرائيل للاستجابة لمطالب الأسرى
رام الله 7-5-2012
قال الرئيس محمود عباس، اليوم الإثنين، إن السلطة الوطنية تجري اتصالات مع كافة الأطراف الدولية للضغط على الحكومة الإسرائيلية للاستجابة لمطالب الأسرى العادلة، وللتخفيف من معاناتهم جراء الإجراءات القمعية التي تتخذ بحقهم.
وطالب سيادته لدى استقباله في مقر الرئاسة، المبعوث الصيني لعملية السلام في الشرق الأوسط وو سيكه، بحضور أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة، والمستشار السياسي للرئيس نمر حماد، ورئيس ديوان الرئاسة حسين الأعرج، ومستشار الرئيس الدبلوماسي مجدي الخالدي، والقائم بأعمال مكتب ممثلية جمهورية الصين الشعبية لدى السلطة الوطنية لي هونج يو، بالتدخل لإنقاذ حياة الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، والعمل على إطلاق سراح كافة الأسرى، وخاصة الذين اعتقلوا قبل عام 1994 والنساء والأطفال.
واطلع الرئيس عباس، الضيف الصيني، على آخر مستجدات الوضع السياسي، وتطورات عملية السلام، خاصة بعد تسليم رسالته إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرا إلى أن الجانب الفلسطيني بانتظار الرد الإسرائيلي عليها.
وشدد على أن العودة إلى المفاوضات تتطلب وقف الاستيطان، والاعتراف بمبدأ حل الدولتين، من أجل الشروع بمفاوضات جادة تقوم على قرارات الشرعية الدولية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأكد سيادته حرص القيادة على تطبيق المصالحة الوطنية، وإنهاء الانقسام الذي أضر بالقضية الفلسطينية على المستوى الدولي.
وأشاد بالعلاقات الثنائية التاريخية، التي تربط القيادتين الفلسطينية والصينية، وعلاقات الصداقة والمحبة بين الشعبين الفلسطيني والصيني.
وثمن الرئيس عباس مواقف الصين المبدئية والثابتة من القضية الفلسطينية، والتي تدعم حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، وإدانة الاستيطان في الأرض الفلسطينية.
وفي سياق آخر، أكد عبد الرحيم، والمبعوث الصيني، في حديثهما للصحفيين عقب اللقاء، متانة العلاقات المشتركة، وحرص الجانبين على تعزيزها وتطويرها لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين.
وقال عبد الرحيم: إن 'المبعوث الصيني نقل رسالة من الرئيس هو جينتاو إلى الرئيس عباس، يؤكد فيها أن بلاده حكومة وشعبا ستبقى تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وأن الصداقة ما بين البلدين كالجبل الشامخ لا يمكن أن تهتز مهما كانت الظروف'.
وثمن أمين عام الرئاسة موقف الصين في كل المحافل الدولية، سواء في مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة، أو في إدانتها للممارسات الإسرائيلية التي تناقض عملية السلام وقرارات الشرعية الدولية وتهدد حل الدولتين.
وأشار إلى أن الجانبين أوليا اهتماما كبيرا بمجلس التعاون العربي- الصيني، الذي سيعقد في تونس وهو المؤتمر الخامس، حيث أكد الجانب الصيني أنه سيولي اهتماما خاصا بالقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية لكل الأمة العربية.
بدوه، قال المبعوث الصيني: 'التقينا مع الرئيس عباس، ونقلت إليه تحيات القادة الصينيين وعلى رأسهم الرئيس هو جينتاو، والتمنيات الطيبة من الشعب الصيني للشعب الفلسطيني'.
وأضاف: 'عبرت عن اهتمام الصين قيادة وحكومة وشعبا بقضايا الشرق الأوسط، والعملية السلمية، والجهود الفلسطينية لدفع عملية السلام إلى الأمام في هذه الظروف الصعبة'.
وأكد تفهم وتأييد بلاده للجهود الفلسطينية المتعلقة بعملية السلام ودفعها إلى الأمام، كذلك إدانة بلاده للاستيطان الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية، وضرورة وقفه فورا من أجل تهيئة الظروف للعودة إلى المفاوضات.
وقال في هذا السياق: 'طالبنا الجانب الإسرائيلي بالعمل على خلق المناخ المناسب لعودة المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بما في ذلك وقف الاستيطان في الأرض الفلسطينية، ورفع الحصار عن قطاع غزة'.
وأشار المبعوث الصيني إلى أنه ناقش مع الرئيس عباس كيفية تجاوز العقبات التي تعترض طريق مسيرة السلام، وأكد دعمه للجهود الفلسطينية في كافة المحافل الدولية، خاصة الأمم المتحدة والمحافل الدولية الأخرى.
ولفت إلى أنه أطلع الرئيس عباس على الاتصالات التي تجريها الصين مع الأطراف الأخرى والمتعلقة بعملية السلام بما في ذلك الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي.
وقال: 'أبدينا اهتماما بالغا بقضية الأسرى الفلسطينيين، وأكدنا أن الصين مستعدة أن تبذل جهودا مع الأطراف المعنية لحل هذه القضية في أسرع وقت ممكن'.
وأوضح أن العلاقات الصينية – الفلسطينية أخوية وحميمية، وأنه مهما حدثت تغييرات في المنطقة والعالم فإن هذه العلاقة لن تتأثر أبدا بل ستتطور باستمرار.
وبيّن المبعوث الصيني أنه ناقش مع الرئيس عباس سبل إعداد وإنجاح المنتدى الصيني –العربي والذي سيعقد في تونس، وأكد اهتمام بلاده بهذا المنتدى، خاصة في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة.
وشدد على أن هذا المنتدى سيعطي دفعة قوية للعلاقات العربية- الصينية، وعملية السلام، ودعم القضية الفلسطينية وإيجاد حل عادل لها.
وأقام الرئيس عباس، مأدبة غداء على شرف المبعوث الصيني لعملية السلام في الشرق الأوسط.