التاريخ : الجمعة 26-04-2024

الهلال الأحمر: لا توجد بيئة صالحة للحياة في قطاع غزة ونحذّر من انتشار كبير للأمراض المعدية    |     مقررة أممية: يجب معاقبة إسرائيل ومنع تصدير السلاح إليها    |     الأردن يدين اقتحام المستعمرين "للأقصى"    |     فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    |     رئيس بوليفيا يطالب باتخاذ إجراءات صارمة لوقف حرب الإبادة في قطاع غزة    |     "آكشن إيد" الدولية: غزة أصبحت مقبرة للنساء والفتيات بعد 200 يوم من الأزمة الانسانية بسبب العدوان    |     مع دخول العدوان يومه الـ202: شهداء وجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة    |     "فتح" تهنئ الجبهة الديمقراطية بنجاح مؤتمرها الثامن وبانتخاب فهد سليمان أمينا عاما    |     رئيس الوزراء ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار يستكملان إجراءات الاستلام والتسليم    |     "التعاون الإسلامي" ترحب باعتراف جمهورية جامايكا بدولة فلسطين    |     مصطفى يؤكد ضرورة عقد مؤتمر للمانحين لدعم الحكومة الفلسطينية    |     أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية أي اقتحام لرفح وتداعياته الخطيرة    |     الجامعة العربية تدعو مجلس الأمن لاتخاذ قرار تحت الفصل السابع يضمن امتثال إسرائيل لوقف إطلاق النار في    |     البرلمان العربي: قرار جامايكا الاعتراف بدولة فلسطين "خطوة في الإتجاه الصحيح"    |     ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34262 والاصابات إلى 77229 منذ بدء العدوان    |     الرئاسة ترحب بالتقرير الأممي الذي أكد إسرائيل لم تقدم أية أدلة تدعم مزاعمها حول "أونروا"    |     ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع "الأونروا" في غزة    |     جنوب إفريقيا تدعو إلى تحقيق عاجل في المقابر الجماعية بقطاع غزة    |     برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    |     مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    |     جامايكا تعلن الاعتراف بدولة فلسطين    |     مئات المستعمرين يقتحمون المسجد الأقصى    |     الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    |     أبو الغيط يرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول "الأونروا"
فلسطين بعيون الصحافة اللبنانية » البؤس الفلسطيني في لبنان

 البؤس الفلسطيني في لبنان

 

 

بقلم شارل أيوب

جريدة الديار اللبنانية 29-6-2012

رغم احترامنا لإنسانية الانسان، أياً تكن جنسيته وإلى أي بلد انتمى فإن العاملة الفيليبينية في لبنان والعاملة السيرلانكية قادرتان على الحصول على إجازة عمل، أما الفلسطيني الذي يعيش منذ 64 سنة في مخيمات البؤس لا يحق له الحصول على إجازة عمل.

اشتعل لبنان طوال 30 عاماً في حرب مستمرة، وكانت بعض اسبابها فلسطينية واعتقد كثيرون من اللبنانيين ان الضغط على الفلسطينيين وإبقاءهم في مخيمات البؤس هو قوة للبنان، فيما الواقع هو ضعف للبنان.

اليوم يجري البحث في أوضاع المخيمات سواء في سلاح المخيمات او غيرها، وحقيقة الامر ان المخيمات بحاجة قبل معالجة السلاح الى مستشفى، بحاجة الى مساعدة إنسانية، بحاجة الى إعطاء الفلسطينيين حقوقهم المدنية، التي تحترمهم كإنسان على الارض اللبنانية.

ليس نزع السلاح هو الحل، بل إن نزع السلاح يكون نتيجة حتمية لو تم بناء مستشفى في مخيم فلسطيني، لو تم إعطاء الفلسطينيين إجازات عمل، مع العلم ان الاجانب الذين يعملون في لبنان يقبضون اموالهم ويحولونها الى الخارج، فيما إذا حصل الفلسطيني على إجازة عمل فإن راتبه سيصرفه في لبنان ويحسّن ذلك من العملية الاقتصادية في البلد.

ثم ماذا عن الاشتباكات بين الجيش اللبناني والفلسطينيين، فإن الفلسطينيين يعيشون البؤس والنكسة منذ 64 سنة في مخيمات لا تصلح لحياة لأقل من الانسان، فكيف إذا كان إنساناً فلسطينياً معذباً وفقيراً ومن دون مدخول ويعيش على مساعدات الاونروا التي بالكاد تكفي نصف عائلة، وفي المقابل يأتي الجندي اللبناني الفقير من آخر نقطة في لبنان ليقوم بواجباته على مداخل المخيمات او حولها، فيحصل اطلاق نار بين البؤساء الفلسطينيين والجنود اللبنانيين الطيبين المساكين، فيسقط الشهداء والجرحى وما كل ذلك إلا نتيجة جريمة إسرائيلية اودت بشعب فلسطين بكامله للعيش في المخيمات فقيرا بائسا يقابله جندي لبناني بالكاد يكفي راتبه لعائلته فيحصل الصدام بالنار ويسقط الشهداء والجرحى، اما الفرحة الكبرى فهي لاسرائيل واما الجريمة الكبرى فهي من اسرائيل.

حان الوقت لاعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المدنية في لبنان، حان الوقت لاعطاء الفلسطيني إجازة عمل طالما أن الاثيوبية او السيرلانكية ومع احترامنا لانسانية الانسان، تحصل على إفادة عمل لا يستطيع الفلسطيني الحصول عليها.

حلّت النكبة بالشعب الفلسطيني منذ 40 عاماً والذي كان يومها بعمر اسبوع، اصبح عمره الآن 64 سنة والذي كان عمره 10 سنوات عمره الآن 74 سنة ولا يتأمل شيئا، والاغرب ان مندوب الامين العام للامم المتحدة في لبنان لم يقم بزيارة اي مخيم فلسطيني لكي يدرك معاناة وعذابات الشعب الفلسطيني قبل البحث بالسلاح الفلسطيني او مثل الاعتقاد عند البعض ان الضغط على الفلسطينيين سيريح اللبنانيين وكلها نظريات خاطئة.

قدموا الحقوق المدنية للفلسطينيين، وابنوا المستشفيات في المخيمات وخففوا البؤس عن الشعب الفلسطيني المعذّب، وفي المقابل من العار ان يطلق الفلسطيني النار على الجندي اللبناني، لان هذا الجندي يعيش العذاب بعيدا عن عائلته ويتلقى راتبا بالكاد يكفيه لنصف الشهر.

نحن نعيش الحرب الاسرائيلية والعالم لا يريد ان يرى مخيمات البؤس منذ 64 سنة، فهل يمنعنا نحن اللبنانيين ان نرى العذاب والبؤس.

2012-06-29
اطبع ارسل