المنتدى القومي العربي يكرم السفير اشرف دبور
السفير دبور : اجماع وطني فلسطيني في وجه كل محاولة للزج بالمخيمات في أي تجاذبات لبنانية
بيروت3-7-2012
اهدى سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور تكريم المنتدى القومي العربي له للرئيس الشهيد الرمز ياسر عرفات وللأكرم منّا جميعاً الشهداء الذين ضحّوا بحياتهم لينيروا لنا الدرب إلى فلسطين، ولشعبنا الفلسطيني البطل الأكبر منّا والذي له علينا الواجب جميعاً لإنهاء حياة البؤس والحرمان الذي يعيشه وتكريمه بالعمل لإحقاق حقوقه الإنسانية والحياتية والتي كفلتها الشرائع السماوية قبل الدولية. وتوجه السفير دبور بالتحيّة لسيادة الرئيس محمود عباس "أبو مازن" على الرعاية والإهتمام بالمتابعة الدقيقة واليومية التي يوليها لشعبنا الفلسطيني في لبنان.
كلام السفير دبور هذا جاء خلال امسية تكريمية نظمها المنتدى القومي العربي على شرفه بمناسبة تعيينه سفيراً لدولة فلسطين في لبنان، وقد حضر الامسية رئيس المنتدى د. محمد المجذوب، والوزراء والنواب السابقون بشارة مرهج، د. عصام نعمان، بهاء الدين عيتاني، وامين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات ، وامين عام المنتدى القومي العربي د. زياد الحافظ، واركان المنتدى وممثل حركة امل عضو المكتب السياسي د. محمد جمعة وعضو المجلس السياسي لحزب الله د. احمد ملي، وممثلون عن سفارات مصر، الاردن، السودان، واعضاء اللجنة التنفيذية للمنتدى، وممثلون عن كافة الفصائل الفلسطينية والقوى الوطنية والقومية اللبنانية واللجان والروابط الشعبية والاصدقاء اللبنانيين والفلسطينيين.
وقد افتتح الحفل منسق الانشطة في المنتدى عبد الله عبد الحميد الذي قال: فلسطين قبلة المسلمين ومهد السيد المسيح، فلسطين بوصلة المناضلين والمجاهدين، فهي القضية المركزية للامة العربية من وضعها نصب عينيه وناضل من اجلها بقي على الطريق المستقيم، ومن نسيها او تناساها ضاع في ظلمة المسار والمصير، وهي عنوان كل حركة او تنظيم، نظام او معارضة، ان لم تكن في صلب اولوياته، لن يهتدي الى الطريق القويم.
ثم تلاه الاستاذ معن بشور الذي اشار في كلمته الى ان السفير دبور لا يكّرم فقط باعتباره سفيراً لفلسطين في لبنان، ولا لكونه جمع في حياته بين بندقية النضال والعمل الديبلوماسي فحسب، بل ايضا لصلته الوثيقة بالرئيس الشهيد ياسر عرفات على مدى اكثر من ربع قرن عرف من خلالها كيف استطاع الرجل الكبير ان يجمع بين حق الشعب الفلسطيني بالكفاح والعمل السياسي، فكان يستقوي بالمقاومة في الديبلوماسية، وكان يوفر غطاء للمقاومة من خلال علاقاته الديبلوماسية.
بشور اضاف: نلتقي اليوم في هذه الامسية التكريمية فيما فسطين تحقق انجازاً ثقافياً عالمياً بادراج كنيسة المهد في اطار التراث العالمي، وهو انجاز يكشف جملة حقائق في آن.
اول هذه الحقائق هو عالمية التراث الفلسطيني وقدسيته وانسانيته وهو أمر يحاول الصهاينة طمسه بكل الاساليب بما فيها مؤامرتهم المستمرة لهدم المسجد الاقصى المبارك بذريعة وجود هيكل مزعوم مكانه.
وثاني هذه الحقائق ان قضية فلسطين، رغم كل مظاهر الانقسام والتعثر الداخلي، ما زالت قادرة على اختراق الجدار الاعلامي والسياسي العميق الذي اقامه العدو الصهيوني وحلفاؤه حولها وسيأتي يوم ينهار فيه هذا الجدار الخارجي، كما يسقط مثله جدار الفصل العنصري في الداخل.
ثالث هذه الحقائق ان ارض فلسطين الجامعة لهذا التنوع الديني الرحب، هي ارض عصية على محاولات الاقصاء الديني، والتكفير المذهبي، والقهر العنصري، وكلها محاولات بدأها أساساً المشروع الصهيوني وسعى اليوم الى زرعها على امتداد امتنا العربية وعالمنا الاسلامي. ففلسطين ليست فقط البوصلة لتصويب الاتجاه، بل هي الارض المقدسة الجامعة لكل المؤمنين.
ورابع هذه الحقائق تظهر ان اعتراض واشنطن ومعها دول الغرب على ادراج كنيسة المهد في بيت لحم على قائمة التراث العالمي يكشف بوضوح زيف ادعاء هذه الحكومات بالحرص على المسيحية في العالم، فيما هي تفرط بمهد السيد المسيح عليه السلام نفسه.
وحول العلاقات اللبنانية – الفلسطينية لاحظ بشور ان احد ثغرات اتفاق الطائف عام 1989، هي في تجاهله لملف هذه العلاقات، والاكتفاء بالحديث عن رفض التوطين الذي رفضه الفلسطينيون قبل اللبنانيين منذ ان لاحت مشاريع التوطين في مطلع تسعينات القرن الماضي، وهي ثغرة ينبغي تلافيها اليوم من خلال حوار بين مرجعيتين لبنانية وفلسطينية يؤكد على احترام الفلسطينيين للسيادة والقانون اللبناني، واحترام اللبنانيين للحقوق الانسانية للفلسطينيين، كما يضع استراتيجية عمل لبنانية – فلسطينية مشتركة من اجل تنفيذ القرارات ذات الصلة بحق العودة.
بشور قال: لقد الغى مجلس النواب بقانون واحد اتفاق 17 ايار واتفاق القاهرة، لكن المقاومة اللبنانية قدمت البديل لاتفاق 17 ايار المشؤوم ونجحت في تحرير معظم الأرض دون قيد او شرط ودون علم اسرائيلي يخفق في سماء عاصمتنا، فما هو البديل لاتفاق القاهرة، وهل هو ابقاء الشعب الفلسطيني محروماً من حقوقه، والمخيمات الفلسطينية ساحة للتوترات والاضطرابات.
وشدد بشور على ان وعياً فلسطينياً عميقاً يتشكل اليوم ويدرك أن أي اهتزاز أمني يصيب لبنان إنما يصيب الفلسطينيين أنفسهم، وان وعياً لبنانياً واسعاً بات يدرك ان أي خلل امني يصيب المخيمات إنما يصيب الأمن الوطني للبنان كله، فلا مفر اذن من الحوار والتفاهم في إطار الدولة اللبنانية والقانون اللبناني.
بعد ذلك شكر السفير اشرف دبور المنتدى على لفتته الأخوية المعبرة عن عمق التزام رئيسه وأعضائه بقضية فلسطين ثم قال: نقف اليوم في حضرة المنتدى القومي العربي وما يمثّل من معاني وطنية كبيرة والأخ المناضل معن بشور وإخوانه المناضلين الأحرار والشرفاء من أمتنا العربية والذين ما بدّلوا تبديلا، ولهم ولمواقفهم المشهودٌ لها بالوطنية والإلتزام القومي المشرّف وبالبوصلة الواحدة المتجهّة فقط إلى فلسطين، كلّ التحيّة والتقدير.
واضاف" وللحاضر فينا أبداً الشهيد الرمز ياسر عرفات، ومفجّر ثورتنا وقدوتنا على درب النضال وصاحب الفضل الكبير لوقوفنا أمامكم اليوم، والذي نتشّرف بالإنتماء لنهجه وفكره، نهج الإقدام والحفاظ على الثوابت الوطنية والعزّ والكرامة، وللأكرم منّا جميعاً الشهداء الذين ضحّوا بحياتهم لينيروا لنا الدرب إلى فلسطين، منكم ومنّي أيّها المناضلون الأحرار والأوفياء، نتقدّم بهذا التكريم لهم ولشعبنا الفلسطيني البطل الأكبر منّا والذي له علينا الواجب جميعاً لإنهاء حياة البؤس والحرمان الذي يعيشه وتكريمه بالعمل لإحقاق حقوقه الإنسانية والحياتية والتي كفلتها الشرائع السماوية قبل الدولية. كلّ هذا لكم يا أصحاب الفضل الأكبر في نشأتنا على حبّ فلسطين والتمسّك بثوابتنا وعدم التفريط بحقّ شعبنا بإقامة دولته المستقلّة وعاصمتها القدس وحقنّا بعودتنا إلى وطننا."
وتابع السفير دبور" ولأحبائنا الحاضرين اليوم والسبّاقين في التضحية للقضيّة الفلسطينية العادلة، حقّنا عليهم بالعمل الجاد والفعّال على كافّة المنابر والصُعُد لإقرار الحقوق الإنسانية وتحسين الظروف المعيشية والحياتية والتخفيف من معاناة وحفظ كرامة وأمن شعبنا الفلسطيني المتمسّك بحقّ عودته إلى وطنه والرافض للتوطين والتهجير والملتزم بسيادة لبنان على أرضه والمتعهّد بعدم السماح بالمساس بعلاقاته مع إخوانه اللبنانيين وبدعم السلم الأهلي وعدم التدخّل في شؤون لبنان الداخلية والوقوف صفّاً واحداً في وجه كلّ محاولات الزجّ بمخيّماته في أيّ تجاذبات داخلية لبنانية وهذا إجماعٌ وطنيٌّ فلسطيني على كافّة المستويات الشعبية والقيادية الفلسطينية بكلّ مكوّناتها.ولنا في إخوتنا اللبنانيين الثقة الكاملة بإنهاء الحالة العسكرية عن مخيّم نهر البارد والتعاطي بروح المحبّة والأخوّة والإنسانية التي تجمعنا وإيّاهم للخروج من ذيول الأحداث المؤسفة التي حصلت مؤخراً. ونقدّر الجهود التي بُذلت والتعاون بين القيادتين اللبنانية والفلسطينية في هذا المجال. ونتوّجه بالتحيّة إلى شبابِنا في مخيّم نهر البارد وكافّة المخيّمات الفلسطينية والمتمسّك بعودته إلى وطنه فلسطين، والذي بوعيه وإلتزامه الوطني وبتوجيه بوصلته فقط إلى فلسطين فوّت وسيفوّت الفرصة على كلّ المتربصين بأمن بمخيماتنا وإستقرارها."