طفل فلسطيني يفارق الحياة أمام مستشفى رفض استقباله
مخيم عين الحلوة 9-3-2011
توفي الطفل الفلسطيني محمد نبيل طه، أمام إحدى المستشفيات في مدينة صيدا جنوب لبنان، بسبب رفض إحدى المستشفيات استقباله لعدم قدرة أهله دفع تكاليف العلاج.
الطفل محمد طه هو ابن عائلة فلسطينية فقيرة لاجئة في مخيم عين الحلوة بلبنان، مكونة من زوجة وأربعة أولاد، ووالده عامل وليس باستطاعته تأمين فاتورة المستشفى.
وأكدت عائلة الطفل، أنه كان يعاني من أمراض ومشاكل صحية من بينها نقص الأوكسجين ما يسبب له ضيق التنفس، وأن إحدى المستشفيات في مدينة صيدا القريبة من عين الحلوة رفضت استقباله، حيث طال انتظاره أمام المستشفى ففارق الحياة بسبب تأخر العلاج.
وكان أدخل الطفل محمد إلى إحدى مستشفيات صيدا، وبلغت فاتورة العلاج 14 مليون ليرة لبنانية (ما يقارب 9 آلاف دولار)، دفعت منها الأونروا ثلاثة ملايين فقط، ومنظمة التحرير الفلسطينية مثلها، وفصائل فلسطينية أخرى ساهمت بمبالغ مختلفة لكن والد الطفل لم يتمكن من تأمين كامل المبلغ، وبعد خروجه من المستشفى تعهد والد الطفل بدفع المبلغ المتبقي.
وبعد انتكاسة خطيرة أصابت الطفل محمد أمس الثلاثاء، حاول والده إدخاله مرة أخرى إلى المستشفى، لكن إدارة المستشفى رفضت استقباله وتأمين العلاج له، بسبب عدم اكتمال المبلغ المطلوب وطالبته إدارة المستشفى بما تبقى من الفاتورة السابقة التي سجلت كدين على والد المريض.
وبعد أن لفظ الطفل أنفاسه الأخيرة عند مدخل المستشفى، أصابت العائلة حالة من الغضب الشديد وحمل الوالد جثمان ابنه ترافقه عائلته وعدد من أعضاء اللجان الشعبية والفصائل الفلسطينية، وحصل هرج ومرج وتدافع بين المتواجدين من طاقم عمل المستشفى وعائلة الطفل.
وقال حسين طه أحد أقرباء الطفل المتوفى 'محمد' في مخيم عين الحلوة: إن وفاة الطفل كانت نتيجة عدم القدرة على تأمين تكاليف العلاج، وهي حالة من الحالات المأساوية التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في لبنان، بسبب الإهمال الدولي للقضايا الإنسانية للاجئين الفلسطينيين وبسبب تراجع خدمات 'الأونروا' لشعبنا في لبنان.