التاريخ : الثلاثاء 03-12-2024

الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في "الإبراهيمي" 55 وقتا الشهر الماضي    |     "الإحصاء" في اليوم العالمي لذوي الإعاقة: أكثر من 26 ألف مصاب في قطاع غزة خلال العدوان    |     ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 44,502 والإصابات إلى 105,454 منذ بدء العدوان    |     الاحتلال يجرف عشرات الدونمات المزروعة بالزيتون شرق قلقيلية    |     العدوان المتواصل على قطاع غزة دمر أكثر من 80% من مرافق قطاع المياه    |     سيناتور أميركي: حكومة نتنياهو ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في قطاع غزة    |     مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى    |     شهيدان وإصابة في قصف الاحتلال مركبة شمال طوباس    |     أربعة شهداء في قصف الاحتلال غزة وجباليا    |     مجلس الوزراء يجدد الرفض القاطع لأي محاولة لإدامة الاحتلال في قطاع غزة أو تقليص جغرافيته    |     المجلس الوطني: ذوو الإعاقة يعانون بصبر وصمود تحت وطأة الاحتلال وسياساته الإجرامية    |     هيئة الأسرى: أوضاع مزرية لمعتقلي "ريمون" وخاصة المرضى والقدامى    |     السفير دبور يستقبل القائم بأعمال سفارة دولة الكويت في لبنان لمناسبة انتهاء مهام عمله    |     السفير دبور يستقبل رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الاحمر في لبنان    |     دبور يزور مثوى الشهداء ويضع إكليلاً باسم الرئيس عباس في الذكرى العشرين لاستشهاد الرمز ياسر عرفات    |     السفير دبور يتفقد ابناء شعبنا في مخيم الرشيدية    |     الجبهة الديمقراطية تعرض مع السفير اشرف دبور تداعيات العدوان الاسرائيلي على اللاجئين والنازحين منهم ف    |     السفير دبور يستقبل القائم باعمال سفارة دولة الكويت في لبنان    |     السفير دبور يستقبل المفوض العام لوكالة الاونروا فيليب لازاريني    |     السفير دبور تفقد النازحين من ابناء شعبنا في مراكز الإيواء في مدينة ومخيمات صيدا    |     السفير ديور تفقد النازحين من ابناء شعبنا في مراكز الإيواء    |     تدين قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان العدوان الصهيوني المتواصل على الشعبين الشقيقين ال    |     "فتح" تنعى الأمين العام لحزب الله الشهيد حسن نصر الله    |     اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تعزي باستشهاد الأمين العام لحزب الله
الصحافة الفلسطينية » معاناة اللاجئين في مخيم نهر البارد
معاناة اللاجئين في مخيم نهر البارد

معاناة اللاجئين في مخيم نهر البارد

 

حديث القدس  8-7- 2012

بعد مرور خمس سنوات على المعارك التي دارت في هذا المخيم الواقع شمالي لبنان بين الجيش اللبناني وميليشيا ما يسمى بفتح الإسلام، وما خلفته تلك المعارك من دمار شامل في المخيم وتهجير لسكانه اللاجئين أصلا، ما تزال الإجراءات الأمنية التي فرضت في أعقاب انتهاء المعارك سارية الفعول حتى يومنا هذا، على الرغم من زوال أسبابها والظروف التي فرضت فيها.

فلا يسمح بالدخول والخروج من المخيم للمقيمين فيه إلا بتصريح من السلطات العسكرية اللبنانية، ويجري تفتيش الداخلين والخارجين منه قبل الدخول إليه.

وأدى ذلك إلى معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيم، ومطالبة منظمات حقوق إنسان لبنانية ودولية بوضع حد لهذه الإجراءات الأمنية الي لا داعي لها أصلا.

ومن نافلة القول أن هذا المخيم يعاني ما تعانيه المخيمات الفلسطينية الأخرى في لبنان من التضييق على سكانه، وحرمانهم من العمل في عشرات الوظائف والأعمال التي يمكن أن يعتاشوا منها، لكن هذه القيود على تحركاتهم تضيف بعدا آخر لمعاناتهم كلاجئين في بلد شقيق مجاور لفلسطين وقد شارك بشكل أو بآخر في حرب ١٩٤٨ بين العرب واسرائيل، وتحمل وما يزال يتحمل قسما من واجباته القومية تجاه قضية العرب الأولى والمركزية، شاء الأشقاء ذلك أم أبوا، فهذا قدرهم ومسؤوليتهم حتى تحل قضية اللاجئين ويقضي الله أمرا كان مفعولا.

ولا حاجة للقول بأن الفلسطينيين جميعا يرفضون مبدأ التوطين في أي دولة عربية، تماما مثل رفضهم فكرة الوطن البديل. لكن التقصير العربي في العمل الجاد من أجل حق العودة هو الذي يطيل أمد معاناة اللاجئين، ويثير حساسيات لا داعي لها تجاه الوجود الفلسطيني الذي يفترض، بل يجب، أن يكون مؤقتا في الدول العربية المضيفة.

ومن حق الشعب الفلسطيني على أشقائه العرب أن يلقى اللاجئون الفلسطينيون في كل الدول العربية معاملة كريمةة لائقة إن لم يكن كأشقاء مكرمين، فعلى الأقل كبشر لهم حقوق إنسانية لا يتوجب انتهاكها، مثلهم في ذلك مثل المقيمين الأجانب في الدول العربية، والذين ينتمون لكل الجنسيات وكل أقطار العالم، ويعاملون معاملة "خمسة نجوم"، بينما يتم التعامل مع الفلسطينيين في تلك الدول، ومنها لبنان الشقيق مع الأسف، بأسلوب فوقي اضطهادي يتناقض مع الكرامة الإنسانية وأبسط مبادىء حقوق الإنسان.

لقد كان مخيم نهر البارد على سبيل المثال نموذجا في الانفتاح على محيطه اللبناني، وكان الأشقاء اللبنانيون يجدون فيه مصادر للرزق، وحتى العمل، قبل المعارك الدامية التي وقعت فيه عام ٢٠٠٧. لكن وضعهم الحالي لا يسر صديقا ولا عدوا :فما يزال المخيم تقريبا على نفس حالة الدمار التي تمخضت عن تلك المعارك التي لم يكن لسكانه فيها ناقة ولا جمل، وإنما وقع المخيم تحت احتلال تلك العصابة الإرهابية التي أساءت للاجئين بقدر ما ألحقته من مآس على اللبنانيين.

أما الآن، وبعد مرور تلك الفترة الزمنية الطويلة على معارك عين البارد الكارثية، فقد حان الوقت، أو هو حان منذ وقت طويل، لوضع حد للإجراءات العسكرية اللبنانية التي لا لزوم لها على المخيم، وطي صفحة لم يكن لسكان المخيم أي يد في كتابتها، والعمل لنشر روح الأخوة والتسامح بين الشعبين الشقيقين، كما كانت دائما، وكما يجب لها أن تكون.

 

2012-07-08
اطبع ارسل