المالكي لـ'وفا': الاعترافات المتزايدة بالدولة نجاح يحسب للرئيس قائد الدبلوماسية الفلسطينية رفع التمثيل الفلسطيني بأوروبا الغربية خطوات انتقالية تحضيرا للاعتراف بالدولة المستقلة
القاهرة13-3-2011- محمود خلوف
أكد وزير الشؤون الخارجية د.رياض المالكي، اليوم الأحد، أن الرئيس محمود عباس هو صاحب الفضل الأول في الاعترافات الدولية المتزايدة بدولة فلسطين ضمن حدود الرابع من حزيران عام 1967م.
جاء ذلك في حديث لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية 'وفا' في القاهرة، قبيل عودة المالكي إلى أرض الوطن بعد مشاركته في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الطارئ على مستوى وزراء الخارجية، والذي خصص لبحث التطورات في ليبيا.
وأضاف، 'الرئيس يقود عملية الاعترافات الدولية بدولة فلسطين، وعملية رفع مستوى التمثيل الفلسطيني في العديد من البلاد الأوروبية، ونحن في وزارة الخارجية نعمل بتعليماته، وهو يوفر لنا الظروف والمناخات المناسبة لنحقق المزيد من النجاحات على كافة المستويات'.
بانتظار السويد وإيطاليا:
وأشار المالكي إلى وجود توافق بين فلسطين والسويد، وإيطاليا، لرفع مستوى التمثيل الفلسطيني على غرار ما قامت به بريطانيا، ودول أخرى عديدة.
وأوضح أن إيطاليا تنتظر اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة للإعلان عن ذلك، أو زيارة الرئيس، وسيتم الإعلان عن ذلك في الأمر الذي سيأتي في البداية سواء الزيارة أو الاجتماع الوزاري.
وبين أن السويد تنتظر قدوم السفير الجديد لفلسطين لإعلان رفع مستوى التمثيل الفلسطيني، وأن فلسطين رشحت سفيرا جديدا، وما زالت تنتظر الرد على ذلك.
وقال، 'سنستمر في مساعينا فيما تبقى من دول أوروبا الغربية بدءا من ألمانيا وهولندا، وبلجيكيا، أما فيما يتعلق بالدول الأخرى، فوزارة الخارجية الإسرائيلية تحركت بشكل مكثف مع كل هذه الدول لإعاقة تنفيذ قراراتهم بالاعتراف بدولة فلسطين، ونحن حصلنا على وثائق إسرائيلية من قبل بعض الدول الصديقة، تتعلق بهذا الموضوع'.
تيار إسرائيلي معاكس:
وأشار إلى أن إسرائيل تمارس الضغوطات على هذه الدول لعدم الاعتراف بفلسطين، وبعدم رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني، وهناك وثائق إسرائيلية وزعت باللغة الإسبانية والإنجليزية على دول أميركا الجنوبية استباقا لاجتماع القمة (أسبا) العربية-الأميركية الجنوبية، المقررة في العشرين من شهر إبريل المقبل في ليما عاصمة البيرو.
وبين المالكي أن الوثائق التي توزعها إسرائيل تدعي بأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية منافي للاتفاقات الموقعة، وأن إسرائيل تعتبرها ضمن الإجراءات أحادية الجانب، وأن وزارة الخارجية تعمل للرد على هذه الرسائل، وإظهار زيف الإدعاءات الإسرائيلية.
وقال، 'التحركات الإسرائيلية المضادة، تجعلنا نحذر ونعمل بطريقة مختلفة، فنحن لن نعلن مسبقا من هي الدول التي ستعترف بنا، وسنحافظ على مستوى من السرية كي لا نعطي إسرائيل ما يكفي من وقت لمحاولة الضغط على هذه الدول لمنعها من الاعتراف، أو التقليل من مستوى التمثيل الذي يمكن أن يحدث'.
وبين أنه بعد اعتراف قبرص بدولة فلسطين، مارست إسرائيل وجهات أخرى ضغوطا عليها، ما جعلها تعرض علينا تمثيلا فلسطينيا أقل من مستوى السفارة، وهذا أدخلنا بإشكالية مع الحكومة القبرصية، ونحن سنتابع الموضوع عند زيارة الرئيس القبرصي لفلسطين المقررة في الخامس عشر من الشهر الجاري.
التعلم من تجارب الماضي:
وشدد وزير الشؤون الخارجية على أن التجربة مع قبرص 'تدعونا لأن لا نأخذ النجاحات التي نحققها على المستوى الدبلوماسي وكأنها نجاحات تمت، وأن الأمر انتهى، بل يجب العمل الحثيث والمستمر مع هذه الدول لكي لا تترك في مواجهة الضغوطات الإسرائيلية والأميركية'.
وأشار إلى أن وزارة الشؤون الخارجية لديها خطة متكاملة بخصوص حث الدول للاعتراف بدولة فلسطين ضمن حدود الرابع من حزيران عام 1967م، وسوف تعلن عن النجاحات في حينه.
وردا على سؤال حول اعتبار ما قامت به الدول الأوروبية من رفع التمثيل الدبلوماسي دون الاعتراف بدولة فلسطين خطوة غير كافية، رد المالكي، 'نحن عندما رحبنا بالقرارين البريطاني والنماركي بشأن رفع التمثيل الفلسطيني قلنا إن هذه خطوة متقدمة، لكنها غير كافية، وأكدنا أننا نعتبر ما جرى خطوة انتقالية على طريق اعتراف هذه الدول بدولة فلسطين'.
وأضاف، 'نحن نأخذ بالاعتبار أن العديد من الدول الأوروبية في بيانها في ديسمبر 2010، قالت أنها ستعترف بالدولة الفلسطينية عندما تتوفر الظروف الملائمة لذلك، وربطوا الأمر باستكمال مهمة بناء مؤسسات الدولة'.
وذّكر أن السلطة الوطنية ستكون مستكملة بناء المؤسسات بحلول شهر أيلول/ سبتمبر الذي أعلن فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما أن فلسطين يجب أن تحصل على عضوية الأمم المتحدة.
وقال المالكي، 'يفترض أن يكون شهر أيلول المقبل هو الموعد الذي يفترض أن تستكمل به المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية، وينتج عنه إقامة الدولة المستقلة، ونحن نعتبر أن ما أعلنت عنه كل من بريطانيا، والدينمارك، وقبل ذلك إسبانيا وفرنسا، والنرويج، والبرتغال، واليونان وغيرها، هي خطوات انتقالية تحضيرا لاعتراف دول أوروبا الغربية بالدولة الفلسطينية المستقلة مع حلول شهر أيلول المقبل'.