الأوروغواي: اختتام أعمال مؤتمر الأمم المتحدة لدعم السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين
مونتيڤيديو 31-3-2011
شدد المشاركون في مؤتمر الأمم المتحدة لأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لدعم السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، على أن تحقيق تسوية عادلة ودائمة وشاملة لقضية فلسطين، جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، أمر لا بد منه لتحقيق السلام والإستقرار في المنطقة كلها، وأعربوا عن قلقهم الشديد إزاء الركود والجمود الذي حل بجهود السلام.
وأكد المشاركون، في البيان الختامي الصادر عن المؤتمر اليوم الخميس، دعمهم الكامل للإحياء السريع لعملية السلام في الشرق الأوسط، على أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومرجعية مؤتمر مدريد، بما في ذلك مبدأ الأرض مقابل السلام، وخارطة الطريق للجنة الرباعية ومبادرة السلام العربية، كما أكدوا دعمهم الثابت لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي من أجل تحقيق الحل القائم على أساس الدولتين، وحثوا الأطراف على إستئناف المفاوضات الجادة حول قضايا الوضع النهائي، ضمن إطار زمني متفق عليه.
وحث المنظمون على إطلاق سراح جميع المعتقلين الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، ودعوا إلى الرفع الفوري للحصار المفروض على قطاع غزة من جانب إسرائيل، وإلى إيجاد حل عادل ودائم على أساس مبادئ القانون الدولي لمحنة اللاجئين الفلسطينيين الذين يعانون على مدى العقود الستة الماضية.
وأكدوا أن هناك إجماع عالمي على عدم شرعية المستوطنات ولا بد من وقفها على الفور، وأدانوا الأنشطة الإستيطانية الإسرائيلية غير القانونية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك في القدس الشرقية وحولها، وأكدوا أن بناء المستوطنات، بما في ذلك ما يسمى' النمو الطبيعي'، وتشييد الجدار في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، يشكل إنتهاكاً واضحاً للمادة 49 من إتفاقية جنيف الرابعة ولقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وأدان المنظمون، كذلك، الممارسات والتدابير التي تتخذها إسرائيل والهادفة إلى تغيير الوضع القانوني والطابع المادي والديموغرافي والثقافي لمدينة القدس، كما أدانوا التدابير غير القانونية والإستفزازية ضد السكان الفلسطينيين في المدينة، بما في ذلك هدم المنازل والطرد ومصادرة الأراضي وإلغاء حقوق الإقامة.
وشددوا على أن الوقف الكامل والفوري للأنشطة الإستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، أمر ضروري ويسهم بشكل إيجابي في خلق مناخ سياسي يفضي إلى إحراز تقدم في المفاوضات.
وأعربوا عن القلق الشديد إزاء تزايد أعمال العنف الوحشية التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم.
وأكدوا أن حل الصراع العربي الإسرائيلي، وجوهره قضية فلسطين، ضرورة ملحة للمجتمع الدولي، وأن على جميع الدول القيام بدور حاسم في توسيع دائرة الدعم الدولى للسلام في الشرق الأوسط.
وفي هذا الصدد، أعربوا عن ترحيبهم بالموجة الأخيرة من الإعتراف الرسمي بدولة فلسطين على أساس حدود عام 1967 من قبل بلدان أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
وإعتبروا أن هذه الخطوات الهامة تشكل مزيداً من الإنخراط المباشر في عملية السلام في الشرق الأوسط ودعم الحل القائم على أساس الدولتين، ودعوا تلك البلدان من المنطقة وخارجها، التي لم تفعل ذلك بعد، أن تنظر بجدية في مسألة الإعتراف بدولة فلسطين على أساس حدود عام 1967 ولعب دور بناء في تعزيز السلام في الشرق الأوسط.
ودعوا الى دعم برنامج السلطة الفلسطينية لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المستقبلية ذات السيادة والمستقلة والقابلة للحياة، وحثوا مجتمع المانحين على مواصلة تقديم الدعم السخي للجهود الفلسطينية في الإصلاح والتعمير والتنمية الإقتصادية وبناء الدولة.
وحثوا القيادة الفلسطينية وقادة جميع الفصائل وجميع الفلسطينيين على السعي والعمل من أجل المصالحة الوطنية بإعتبار ذلك شرطا أساسياً لتحقيق حل دائم لقضية فلسطين وإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتواصلة جغرافيا وذات سيادة وديمقراطية، وأثنوا على الرئيس محمود عباس لقيادته المبدئية لكافة الجهود من أجل التوصل إلى حل سلمي لقضية فلسطين وفقا للشرعية الدولية.
وأثنوا على عمل منظمات المجتمع المدني التي تهدف إلى دعم الفلسطينيين والإسرائيليين في سعيهم للتوصل إلى تسوية عادلة ودائمة وسلمية للصراع.
وأعرب المنظمون عن تقديرهم للكلمة التي أدلى بها وزير خارجية الأوروغواي، لويس ألماغرو، ودعوته لإعمال الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني والإعتراف بدولة فلسطين، ورحبوا بالرسالة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة ولموقفه المبدئي بشأن عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية ودعوته لوقف بناء المستوطنات، وتعهده بدعم الجهود الرامية إلى تحقيق الحل القائم على أساس الدولتين.
وأعربوا عن تقديرهم للكلمة التي ألقاها الدكتور صائب عريقات، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، نيابة عن سيادة الرئيس محمود عباس، والتي شدد فيها على أنه ليس هناك بديل للحل القائم على دولتين لتحقيق الإستقرار والإزدهار في الشرق الأوسط.
كما أعربوا عن تقديرهم للعمل المتفاني من قبل منظمات أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لدعم الشعب الفلسطيني من خلال تنفيذ مشاريع محددة في الضفة الغربية أو التي تهدف للتغلب على الحصار المفروض على قطاع غزة لتقديم المساعدات الإنسانية لمن هم في حاجة ماسة اليها.
واطلع المجتمعون على مبادرة مؤسسة 'أرياس' للسلام والتقدم الإنساني في كوستاريكا والمؤسسة العالمية للديمقراطية والتنمية في جمهورية الدومينيكان لتشجيع اتخاذ إجراءات ملموسة من جانب الأطراف المعنية في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لدعم السلام في الشرق الأوسط، وشجعوا هذه المؤسسات وغيرها لمواصلة عملها الهام.
وأعرب المنظمون، في ختام البيان، عن تقديرهم لحكومة الأوروغواي لإستضافة المؤتمر وتقديم المساعدة والدعم إلى لجنة فلسطين.
وكان مؤتمر الأمم المتحدة الخاص بأمريكا اللاتينية والكاريبي لدعم السلام الإسرائيلي-الفلسطيني الذي تم عقده في مدينة مونتيڤيديو بجمهورية الأوروغواي يومي 29 – 30 مارس اختتم أعماله اليوم، حيث شارك فيه عدد من الخبراء في الشؤون الدولية، بما فيهم الفلسطينيين والإسرائيليين، وممثلو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمراقبين والبرلمانيين وممثلو منظومة الأمم المتحدة والمنظمات الحكومية الدولية الأخرى، وممثلو المجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية ووسائل الإعلام.
ويهدف المؤتمر، الذي نظمته لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، إلى دعم الجهود المتواصلة لإستئناف العملية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتشجيع العمل الدولي، بما في ذلك من قبل دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، للدفع نحو التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة ودائمة لقضية فلسطين على أساس حل الدولتين.