اطفال فلسطين كرجالها ...بين الاعتقال والاستشهاد
رام الله 6-4-2011
يروي الطفل الأسير "محمد نعيم كوازبة" ابن ال 15 عاما، من بيت لحم، ويدرس في الصف الثامن، و اعتقل بتاريخ 27/12/2010 كيف اقتحم الجنود الصهاينه بيته بعدد كبيرمن الجنود الساعة الثانية صباحاً، وطلبوا من والده إخراجه من الغرفة لاعتقاله.
يقول رياض الأشقر مدير الدائرة الإعلامية بوزارة الأسرى بان هذه الحالات تتكرر دائما مع الأطفال الفلسطينيين الذين يتعرضون للاعتقال من الشوارع والمدارس والمنازل، حتى أنها طالت الأطفال في سن السادسة والسابعة من العمر ، بعيداً عن أعين الكاميرات وأقلام الإعلاميين ،ولم يتوقف الأمر عن الاعتقال بل تعداه ليصل إلى حد الإبعاد عن المنزل ، أو فرض الإقامة الجبرية على الأطفال في منازلهم لفترات طويلة تصل إلى 6 شهور ، وإجبار ذويهم على دفع غرامات مالية باهظة مقابل إطلاق سراحهم.وسلطت وزارة الأسرى الضوء على معاناة الأسرى الأطفال في سجون الاحتلال بمناسبة اليوم العالمي للطفل الفلسطيني الذي يصادف الخامس من نيسان من كل عام ، حيث اتهمت الاحتلال بممارسه سياسة ممنهجة وليست عشوائية تجاه الأطفال بهدف تدمير شخصيتهم ، وبث الذعر والخوف والوهن في نفوسهم ،وخاصة الأطفال ما دون ال12 عام ، والذي بدء الاحتلال يستهدفهم بشكل كبير منذ عام، وأشار الأشقر إلى أن الاحتلال لا يزال يختطف فى سجونه 300 طفل ما دون ال18 عام ،ثلثهم لا يتجاوز ال15 من عمره ، ويمارس بحقهم كل أشكال الانتهاك والتعذيب والحرمان من الحقوق، ويتوزعون على سجون عوفر ومجدو وعتصيون والنقب وهشارون والتلموند وهناك عدد من الأطفال موزعين على مراكز التحقيق والتوقيف.
وبين الأشقر أن الأسرى الأطفال في سجون الاحتلال، يعانون من ظروف احتجاز قاسية وغير إنسانية، تفتقر للحد الأدنى من المعايير الدولية لحقوق الأطفال وحقوق الأسرى، فهم يعانون من نقص الطعام ورداءته، وانعدام النظافة، وانتشار الحشرات، والاكتظاظ، والاحتجاز في غرف لا يتوفر فيها تهوية وإنارة مناسبتين، والإهمال الطبي وانعدام الرعاية الصحية،ونقص الملابس، وعدم توفر وسائل اللعب والترفيه والتسلية، والانقطاع عن العالم الخارجي، والحرمان من زيارة الأهالي، وعدم توفر مرشدين وأخصائيين نفسيين، والاحتجاز مع البالغين، إضافة إلى الاحتجاز مع أطفال جنائيين، والإساءة اللفظية والضرب والعزل والعقوبات الجماعية، وتفشي الأمراض ، كما أن الأطفال محرومون من حقهم في التعلم،كما أن سلطات الاحتلال اتخذت من قضايا الأسرى الأطفال مورداً للدخل من خلال استمرار سياسة فرض الغرامات المالية الجائرة والباهظة عليهم من خلال قاعات المحاكم العسكرية الإسرائيلية، وخاصة في محكمتي "عوفر" و"سالم" ، التي تحولت إلى سوق لابتزاز ونهب الأسرى وذويهم، فلا يكاد يخلو حكم إلا برفقه غرامة مالية ، الأمر الذي أرهق كاهل عائلاتهم في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة .
وفي دارسة أعدتها جمعية إنقاذ الطفل، وبرنامج التأهيل في القدس، أظهرت أن 90% من الأطفال المحررين من المعتقلات الإسرائيلية تعرضوا لتجارب نفسية صعبة جدا خلال مراحل الاعتقال والتحقيق، و65% منهم يعانون من أعراض واضطرابات نفسية حادة ما ترتب عليه الصعوبة في تركيزهم الأكاديمي، وكذلك صعوبة في مواجهة تحديات كثيرة في حياتهم الشخصية، حيث أن عزلتهم في المعتقلات وبعدهم عن عائلاتهم وأصدقائهم أدت إلى صعوبة دمجهم في المجتمع.
وأوضحت الدراسة أن المعدل العمري للأطفال المعتقلين هو 15 سنة، ومعدل فترة اعتقالهم في السجن 147 يوما، وأن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة يعانون من صدمات نفسية أكبر بسبب نزعهم من عائلاتهم وهم في مرحلة عمرية حرجة.
وأفادت الوزارة أن ذلك كله يتعارض مع اتفاقية حماية الطفل وبشكل خاص المادة 16 منها والتي تنص على:
لا يجوز أن يجري أي تعرض تعسفي أو غير قانوني للطفل في حياته الخاصة أو أسرته أو منزله أو مراسلاته ولا أي مساس غير قانوني بشرفه أو سمعته، والتي تنص أيضا على أن للطفل الحق في أن يحميه القانون من مثل هذا التعرض أو المساس )
وناشدت الوزارة منظمات الأمم المتحدة المعنية بالأطفال، واللجنة الدولية للصليب الأحمر لتتحمل مسؤولياتها، وأن تمارس ضغط حقيقي على الاحتلال لاحترام المواثيق الدولية واحترام حقوق الأطفال، ووضع حد لمعاناتهم والإفراج عنهم لان اعتقالهم يخالف للقوانين الدولية .