لجنة "كي لا ننسى" أحيت الذكرى ال30 لمجزرة صبرا وشاتيلا
بيروت18-9-2012
أحيت اللجنة الدولية كي لا ننسى الذكرى الثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا ، بالتعاون مع بلدية الغبيري، قبل ظهر اليوم في قاعة "رسالات" في بئر حسن، بمشاركة سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور، ممثل عن السفارة الإيرانية في لبنان علي أياتي، رئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية أبو سعيد الخنسا واعضاء مجالس بلدية، عضو المجلس السياسي ل"حزب الله" محمود قماطي، ممثل حركة "أمل" حيدر حيدر، وفد من "تيار المستقبل" برئاسة باسم سعد، الوفد الاوروبي برئاسة ستيفانيا لاميتي، أمين سر فصائل منظمة الفلسطينية وحركة فتح في لبنان فتحي ابو العردات، وممثلو الفصائل الفلسطينية والاحزاب اللبنانية وعدد من الشخصيات واهالي ضحايا المجزرة.
افتتح المهرجان بالنشيدين اللبناني والفلسطيني، ثم كلمة باسم عائلات شهداء المجزرة أكدت فيها ان "مجزرة صبرا وشاتيلا كانت وستبقى الشاهد الحي على الجرائم الصهيونية التي ارتكبت في حق الشعبين اللبناني والفلسطيني. نحن اهالي ضحايا المجزرة لم ننس ابدا الدماء التي سالت وخصوصا لعدم معاقبة المجرمين من قبل المحاكم الدولية المهيمنة عليها قوى الشر الاميركية والاسرائيلية".
وختمت: "نحن بعد مرور 30 عاما اكثر اصرارا على المجتمع الدولي لمعاقبة المجرمين والارهابيين".
وألقت انطوانيت كاريني شقيقة المناضل الايطالي ستيفانو كاريني كلمة الوفود الاجنبية، وقالت: "هذا يوم أليم نأتي به كل عام نذكر هذا الجرح الذي ليس فقط اليما للفلسطينيين واللبنانيين وحدهم بل لدى الضمائر الحية في العالم، لأننا لم نعد نسمي الاسماء بإسمائها. هذه هي الضحية وهذا هو القاتل".
واضافت: "صبرا وشاتيلا لم تمح من الذاكرة كما اراد العدو ان تدفن مع المقابر الجماعية والضحايا، بل ما زالت في ذاكرة الضمائر الحية، فهذا البرنامج الذي اعده الاعداء فشل لأننا ما زلنا بعد 30 عاما نذكرها ونذكر ضحاياها ونذكر حق الفلسطينيين الاحياء في العودة الى بلادهم. وهذه الشهادة الذي نقدمها كل عام بعودتنا الى لبنان لم تعد شهادتنا وحدنا بل اصحبت شهادة العالم بأكمله الذي عرف بأبشع المجازر التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني".
وتابعت: "أصحبت القضية الفلسطينية قضية الرأي العام الذي بدأ يتحرك بشكل جيد يتذكر جميع المجازر ونحن نتحرك من اجل دعم هذه القضية الاساسية للشعب الفلسطيني وحقه في العودة الى وطنه، وعلى الدول المستضيفة ان تعطي الفلسطينيين حقهم في العمل الحياة الى حين عودتهم الى ديارهم".
والقى السفير دبور كلمة جاء فيها: "انقل لكم ولعوائل الشهداء الأكرم منا جميعا تحيات وتقدير الثابت والحريص على الثوابت سيادة الرئيس محمود عباس ابو مازن واسمحوا لي باسمكم بأن أتوجه بالشكر والتحية لسيادته على الرعاية والأهتمام الذي يوليه لإبناء شعبنا الفلسطيني في لبنان وخاصة عوائل الشهداء من خلال رفع المخصصات الشهرية لهم ".
وقال السفير دبور"ادى قيام الكيان الصهيوني الى تشريد شعبنا الفلسطيني من ارضه واصبح الجزء الاكبر منه لاجئا في الدول العربية المجاورة، جاء ذلك بعد سلسلة من المجازر الاسرائيلية سواء في دير ياسين وقبيه وكفرقاسم وغيرها، الى ان استكملت بالمجزرة التي ارتكبت في حق الشعبين الفلسطيني واللبناني في صبرا وشاتيلا واضيفت الى الصفحات السود في السجل الاجرامي الاسرائيلي الطويل في حق شعبنا. هذه الجريمة أتت بعد الصمود البطولي الفلسطيني - اللبناني امام جحافل دبابات قوات الاحتلال الغازية للبنان، وحصارها لعاصمة العواصم بيروت لمدة ثمانية وثمانين يوما متزامنا مع قصف جوي وبحري مستمر ومحاولات اقتحام للمدينة وخرق للاتفاقات والضمانات الدولية بحماية امن ابناء شعبنا الفلسطيني في المخيمات بعد خروج القيادة والقوات الفلسطينية من لبنان".
واضاف" وطننا و شعبُنا يتعرّض لهجمة شرسة وبوتيرة متسارعة ببناء المستوطنات ومصادرة الاراضي وأستكمال جدار الفصل العنصري وخلق واقع جديد على الارض من خلال تهويد عاصمتنا القدس بإقتلاع سكّانها وتهجيرهم منها. اخوتي للقدسُ مسرى نبينا محمد(صلعم) واجب علينا جميعا مسلمين ومسيحيين، أن نقف وقفةَ الرجالِ وقفة الإرادة الأقوى من جبروته.وليعلموا أنّ شعبنا العربي الفلسطيني راسخ في هذه الارض منذ الاف السنين لنا فيها صوتُ الحياة الأول وهدفٌ واحد أن نكون وسنكون.ولنا الماضي والحاضر والمستقبل فاخرجوا منها ".
وتابع السفير دبور: "اخوتنا اللبنانيون لكم منا العهد أن نكون الداعمين للسلم الاهلي وعدم التدخل في الشأن اللبناني الداخلي والوقوف في وجه كل محاولات اقحامنا في أي تجاذبات في لبنان. ونؤكد ان هذا الموقف باجماع وطني فلسطيني شامل وعلى كل المستويات القيادية والشعبية، وسنحافظ على الثقة المتبادلة التي تجمعنا والعلاقات الاخوية واحترام سيادة لبنان، مع تأكيدنا التمسك المطلق بحق العودة الى وطنا فلسطين ورفضنا التوطين والتهجير ولنا كل الثقة بكم وبالعمل على اقرار الحقوق الانسانية لشعبنا وتحسين ظروفه المعيشية وفقا للقانون الدولي الانساني الذي يكفل الحق في العيش بكرامة".
والقى الخنسا كلمة، فأكد أنه "عندما نحيي سنويا هذه الذكرى، فلإننا نريد ان نعلم اجيالنا الجديدة ان لهم أرضا في فلسطين مغتصبة، وان المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحده الاميركية شريك إسرائيل في عدائها لمجتمعاتنا، وهي اساس البلاء ولم تعط إلا الشر والدمار لبلادنا. ونحن ايضا مع الفصائل والقوى والمنظمات والهيئات الأهلية والرسمية الفلسطينية والأحزاب اللبنانية أيضا.
واضاف"نطالب بمزيد من الاهتمام الاجتماعي و الإنساني خصوصا لجهة إفساح المجال في العمل الأخوة الفلسطينيين في المخيمات واعطائهم حقوقا إنسانية. يجب ان نفكر في بدائل مناسبة للمخيمات لأن واقعها العمراني ليس فيه أدنى مقومات الامن والسلامة العامة من حيث البناء، فللفلسطينيين الحق في السكن بكرامة حتى يعودوا الى ارضهم، كما انهم مع اللبنانيين يرفضون كل انواع التوطين، وأشدد على ضرورة العمل الجدي من اجل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الصهيونية بكل الوسائل الممكنة."
وختم الاحتفال بمسيرة جماهيرية حاشده انطلقت من قاعة رسالات في اتجاه المقبرة المركزيه لمجزرة صبرا وشاتيلا حيث وضعت اكاليل من الورد على النصب التذكاري باسم الرئيس محمود عباس، وسفارة دولة فلسطين في لبنان، ومنظمة التحرير الفلسطينية واهالي الشهداء.
بدورها، نظمت فصائل منظمة التحرير وتحالف القوى الفلسطينية والقوى الاسلامية الفلسطينية وممثلو اللجان الشعبية ومنظمات العمل الوطني والمؤسسات الاهلية ومتضامنون اجانب مسيرة ضخمة انطلقت من مخيم شاتيلا الى مقبرة شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا حيث وضعت الاكاليل على النصب التذكاري للشهداء.
وتقدم المسيرة حملة الاكاليل ولافتات رفعها المتضمنون الاجانب والعرب وخلفهم سار حملة رايات الفصائل الفلسطينية مجتمعة واهالي الشهداء يحملون صور الضحايا.
واكد ابو العردات امام الحشود ان "هذه المجزرة لن تمر مرور الكرام"، معاهدا عوائل الشهداء على "الاقتصاص من مرتكبيها مهما طال الزمن".
ودعا المجتمع الدولي الى "القيام بواجبه الانساني والاخلاقي لمحاسبة مرتكبي هذه المجرزة".
وأقامت اللجنة المنظمة للمسيرة معرض صور عن المجزرة التي ارتكبتها اسرائيل في ساحة قاعة الشعب أم متضامنون اجانب وحشد من المخيمات.