ما بعد خطاب الرئيس !
جريدة الايام
1-10-2012
بقلم سميح شبيب
بدأت فلسطين، نشاطها الدبلوماسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لنيل صفة الدولة غير العضو، بعد أن حسم خطاب الرئيس محمود عباس، من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأمور وحدّد الاتجاه.إسرائيل من جهتها، وعلى لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ومن على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، اعتبر أن الجمعية العامة ليست المكان الملائم "للمفاوضات"، بعد أن قام هو ذاته بسدّ الأبواب كافة أمام استئنافها.
تجاهل نتنياهو أبعاد الأزمة التفاوضية، وقفز حول حقائق أساسية، باتت قائمة على المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي، في وقتٍ تدرك به إسرائيل، بأن التوجه للجمعية العامة للأمم المتحدة، سيعنى بإعادة الملف الفلسطيني لهيئات الأمم المتحدة، بعد أن وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود. هنالك العديد من ورشات العمل، والمؤتمرات، التي تعقدها مراكز البحث الإسرائيلية، لدراسة فرص واحتمالات، ما بعد التوجه الفلسطيني للجمعية العامة للأمم المتحدة، معظم الاستخلاصات الإسرائيلية في هذا السياق، يتركّز على ضرورة اتخاذ إجراءات إسرائيلية من طرف واحد، ولعلّ أبرزها، انسحابات من بعض مناطق الضفة الغربية، والإبقاء على الكتل الاستيطانية والأغوار، في وقت لا تذكر فيه القدس، لا من قريب أو بعيد.
بدأت إسرائيل، وكذلك الولايات المتحدة، بعد إنهاء الرئيس محمود عباس خطابه الواضح، بالاتصالات مع الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكذلك إرسال الرسائل التحريضية ضد الخطوة الفلسطينية.عملياً بدأت المعركة الدبلوماسية، على نحوٍ مكشوف وجاد، الأمر الذي يدلّل، بوضوح، على أن ما نعايشه من صعوبات وأزمات، خاصة الاقتصادية والمالية منها، باتت مهيّأة للازدياد والتفاقم.
النظام العربي، سبق أن أيّد التوجه الفلسطيني وتبناه، بعد أن تم عرضه على لجنة المتابعة العربية، وبالتالي، فإن هذه المعركة الدبلوماسية الواسعة، باتت تحتاج دعما مباشرا من النظام العربي، دعماً في التحرك الدبلوماسي، مقابل التحرك المضاد، وكذلك دعماً مالياً مباشراً، يعمل على سدّ العجز المالي في موازنة السلطة، وكذلك الوقوف إلى جانب السلطة في تحركها ومقاومة التحديات المتفاقمة اقتصادياً ومالياً.
إلى جانب ذلك، وفي ظل وجود انشقاق جيوـ سياسي، بعد انقلاب حماس في غزة، وإصرارها على عدم إنهائه، بل الاستمرار فيه وتجسيد نتائجه. تبرز أهمية البحث في الوسائل الكفيلة، بتجديد الشرعيات الفلسطينية، في مقاومة ما هو قادم من تحديات، ولعلّ أقصر الطرق لهذا التجديد، هو عقد دورة مُوسّعة للمجلس الوطني الفلسطيني، لإقرار وثيقة سياسية واضحة ومحددة، وكذلك انتخاب الهيئات القيادية وفي المقدم منها اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف.