أسـرار العيـد فـي عيـن الحلـوة
جريدة السفير 29-10-2012
انتصار الدنان
في أزقة المخيم، وشوارعه المزدحمة بالسيارات والمارة، والدراجات النارية، يحلم الأطفال بساحة، قد تكون مكاناً لبهجتهم. الأمكنة ضيقة داخل المخيم، ولا تفي بالغرض، فعيون الأطفال دائمأ مشدودة نحو مدينة صيدا، الشــريان الحــقيقي الذي يغذي نفوسهم، ويمدهم بالحياة، ويبهــج قلــوبهم. فمخيم عين الحلوة يقع فيها وبات جــزءاً منها.
«فيها مدينة الملاهي، التي تحوي عدداً كبيراً من الألعاب، والمراكز التجارية الكبيرة». الأمكنة التي يلتقي فيها الأطفال، ليتناولوا الوجبات السريعة، التي لا يستطيعون تناولها في الأيام العادية، أو ليجلسوا في مقاهيها، يستشعرون بعض مظاهر الحياة المترفة. والأهم من ذلك كله بحر العيد والقلعة البحرية والكورنيش، و«الأوتسترادات» الفسيحة، فكل ذلك بنظرهم هو العيد.
فمحمد وسجى ونـسرين، جميـعهم يحبون زيارة مدينة صيدا، أو أنهم بالفعل يقضون أيــام العــيد مناصفة ما بين صيدا والمخيم، فمحمد يقول: «أنا لا أحــب أن أقضي أيام العيد في المخيم، عجقة وضـجة، ومياه الأمطار تأخذ مكاننا، وتسبقنا إلى أمــاكن اللـعب، وهكذا يصير صعباً علينا أن نلعب بحريتنا، إضافة إلى ذلك فصيدا مدينة كبيرة جداً وجميلة، تبهرنا وتلفت أنظارنا».
أما نسرين وسجى، وزيادة على محمد، فهما تحبان بحر العيد والأراجيح الموجودة هناك. ومليحة أيضاً تحب أن تقضي أيام العيد في صيدا، لأنها تذهب إلى مدينة الملاهي، وإلى الكورنيش جار البحر ومالك القلعة البحرية المهيبة، والأهم من ذلك كله ركوب الفلوكة (المركب)، لأنها غير موجودة داخل المخيم. لكن هناك من يعارض آراء رفاقه، أو قد يكون مرغماً على عدم الخروج من المخيم والنزول إلى مدينة صيدا، لأسباب خاصة به. فــــإبراهيم صديق محمد قال: «أنا أقضي أيام العيد داخل المخيم، أدور في شوارعه اتفتل، لأن أمي ترفض أن أنزل إلى مدينة صيدا كـــبقية رفاقي، وذلـــك بسبب الأوضاع الأمنية». لكن هبة تؤكـــد أن العيد في المخيم أجمل، لأنه وبحســـب رأيها «الناس في المخيم أحلى». فـهي تعرفهـــم، لكن لا تعرف الناس الموجودين في مدينة صيدا. زميلة هبه، أيضاً لا تحب أن تقــضي أيام العيد، لا في صيدا، ولا في مخيم عين الحلوة. فقـــط هي تــنزل إلى صـــيدا، لشراء ملابس العيد، «فيها تشكيلة واسعة». أمــا العيد، فتفــضل أن تقـضيه في صور أو في طرابلس، لأن جميع أقاربها هناك.
ولمحمود قصة أخرى، فهو يحب أن يقضي أيام العيد في المخيم، لأنه باختصار يحب أن يمارس هوايته المفضلة، وهي إطلاق النار. يحمل البارودة و«يطخ»، يطلق النار في الهواء، ولا يهتم إن أُصيب أحد المارة، «الله لا يردوا، مين قلوا يمر من أمامي». فكل ما يعنيه أن يستمتع بممارسة هوايته.