احياء الذكرى الثامنة لاستشهاد االرئيس ياسر عرفات في مخيم نهر البارد
نهر البارد 10-11-2012
احيت حركة فتح يوم امس الذكرى الثامنة لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات بمهرجان جماهيري في مخيم البارد في صالة جار القمر كان في مقدمة الحضور الحاج رفعت امين سر حركة فتح – اقليم لبنان ورئيس اتحاد بلديات عكار احمد المير وممثلي الفصائل الفلسطينية و القوى والاحزاب الوطنية و الاسلامية اللبنانية و حشد من فعاليات وجماهير من مخيمي البداوي و البارد .
بدأ المهرجان بايات من الذكر الحكيم لفضيلة الشيخ ابو عثمان .
ثم كانت كلمة للحزب التقدمي الاشتراكي القاها قصي الحسين معتمد مدينة طرابلس اكد فيها على العلاقة التاريخية التي تربط الحزب التقدمي الاشتراكي بالثورة الفلسطينية عموما وحركة فتح على وجه الخصوص و اشار الى ما تتعرض له القضية الفلسطينية من حصار و محاولات لثني القيادة الفلسطينية من التوجه الى الامم المتحدة للحصول على العضوية المراقبة للدولة الفلسطينية .
واعتبر احياء هذه المناسبة عزيزة على قلوب اللبنانيين والفلسطينيين لانها تأتي في ذكرى مناسبتين عزيزتين ذكرى اعلان الاستقلال الفلسطيني في الجزائر في العام 1988 لتعريف العالم بقضية الشعب الفلسطيني التي كادت ان تغيب في تلابيب من يعمل لتضييع حق العودة ومشروع الدولة الفلسطينية .
وايضاً المناسبة الثانية احياء ذكرى استشهاد القائد ياسر عرفات الذي كان ليس امام شعب فلسطين فقط بل امام جميع شعوب التحرر في العالم ، وقد شكل هذا القائد العظيم حالة في الشعب الفلسطيني وبات قائداً لكل حركات التحرر في العالم .
واكد الحسين على تآزر الشعب الفلسطيني واللبناني والثورة الفلسطينية لارساء الفكرة التي ارسى اسسها القائدين كمال جنبلاط وياسر عرفات .
واشار الحسين الى المخاطر الجسيمة التي يمر بها الوطن العربي وتحديداً سوريا والاخطار التي تحدق بالشعبين اللبناني والفلسطيني وخطورة المؤامرة التي تحاك ضد لبنان .
ونوه الحسين بجسارة الرئيس ابو مازن الذي يستلهم فكر ياسر عرفات في الوحدة والارادة والتوجه نحو الهدف مباركاً توجهه نحو الامم المتحدة لنيل عضوية مراقبة فيها .
ثم كانت كلمة لايوب الغراب عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب سكرتير لبنان اشار فيها الى المناقبية الثورية والقيادية التي تحلى بها الشهيد الرمز ياسر عرفات وما شكلت في اذهان وعقول ليس من عاصره فقط وانما تناقلتها الاجيال حتى يومنا هذا ، وسيبقى ذكره وفكره راسخاً في العقول والقلوب رسوخ زيتون فلسطين في ارضها .
واكد موقف فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان حيث اكد تمسكها والتفافها حول القيادة الفلسطينية بخيار التوجه للامم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران للعام 1967 وعاصمتها القدس الشريف .
وجدد دعوته للقيادة الفلسطينية برفض كل الضغوط الاسرائيلية والدولية وعدم العودة للمفاوضات مع العدو الاسرائيلي ما يلتزم بوقف الاستيطان والاقرار بمرجعيتها القانونية والسياسية المتمثلة بقرارات الشرعية الدولية .
ثم كانت كلمة احمد المير رئيس اتحاد بلديات عكار حيث اكد بأن جراح شعب فلسطين هي جراح ابناء عموم عكار ونحن وقفنا ولا زلنا نقف الى جانب اخواننا الفلسطينيين الذين تربطنا بهم علاقة حسن الجوار والدين والنسب .
واشار الى ان القائد الشهيد ياسر عرفات كان زعيماً وقائداً لثورة ليست على ارضها فشكل حالة ثورية تستحق التقدير والاحترام والمحبة ، لأنها كانت تحارب من اجل هدف سام وهو تحرير الارض المقدسة ارض الاسراء والمعراج التي لها قدسية عالية لدى العرب والمسلمين.
واضاف بان محبته للرئيس ياسر عرفات تعني محبة لكل من احب ياسر عرفات .
واما بالنسبة للوضع العربي فقال ، لا تنتظروا وحدة الحكام بل على الشعوب ان تصنع الوحدة اعتماداً على ان ديننا واحد ونبينا واحد .
وختم موجهاً التحية والتقدير لجهود الرئيس ابو مازن داعياً الى احياء الذكرى التاسعة لاستشهاد القائد ياسر عرفات في عكار تقديراً وعرفاناً لجهوده ونضاله .
كلمة حركة فتح القاها امين سر اقليم لبنان الحاج رفعت شناعة جاء فيها " نفتقد اليوم للرجل الذي شكل ضمير هذه الحركة وقلبها النابض ياسر عرفات لان في ذكراه يجمعنا ويوحدنا لان هذا نهجه في ذكراه نتذكر انه لم يكن فرداً بل كان مدرسة ، في ذكراه علينا ان نتمسك بالوحدة الوطنية لانها كما قال انها طريق النصر وبدونها لا نصر للشعب الفلسطيني وهذه حقيقة يجب ان يتعلمها الجميع .
واضاف شناعة علمنا ياسر عرفات كيف نتمسك بالقرار المستقل ، وان لا نبيع ولا نشتري بالقضية الفلسطينية لان فتح بتاريخها ونضالها وعدد شهدائها اكبر من الجميع الذين يتطاولون اليوم بالتجريح بمنظمة التحرير وقرارها .
وتابع بان فلسطين لا تباع ولا تشترى ، وقرارها مستقى من الشهيد ياسر عرفات ، هذا القرار سوف يبقى ثابتاً ومستقلاً رغم تآمر كل المتربصين . ياسر عرفات علمنا بان فلسطين اكبر منا جميعاً وان الشهداء اكرم منا جميعاً وعلمنا ايضاً ان نتنازل دائماً للصديق والقريب ، وان لا نتنازل للعدو . في كامب ديفد 2000 حوصر الرئيس ياسر عرفات ومورست عليه ضغوطات الترغيب والترهيب للتنازل عن القدس وعن حق عودة اللاجئين ، اغروه بأربعين مليار دولا للتنازل عن حق العودة، ولكنه رفض قائلاً بان القدس ملكاً للامة العربية والاسلامية وعاد ياسر عرفات منتصراً رغم انه كان يأمل ان يسمع اصواتاً تناصره من الاخوة العرب ولكن موقف العرب كان ولم يزل على ما هو عليه بالنسبة للقدس والاقصى.
واشار شناعة الى ان القيادة الفلسطينية ليست ضد تقديم مساعدات عربية لاهلنا في غزة ولكن نتحداهم ان يقدموا مساعدات للقدس واهلها ، ولكنهم لن يستطيعوا ذلك لان دعم القدس واهلها يحتاج الى موافقة امريكية ، ولان الامريكان يريدون اسقاط الاقتصاد لمدينة القدس كي يهجرها اهلها حتى لا يبقى احداً هناك ، لان القدس في نظرهم هي عاصمة لاسرائيل وليست لفلسطين ، ولكن اهلنا هناك يقفون في الخندق الاول يدافعون عن المقدسات الاسلامية والمسحية وعن كرامة الامتين العربية والاسلامية .
واضاء شناعة على استمرار الاستيطان والتهويد والتهديد للقيادة الفلسطينية من قبل القيادة الصهيونية الى حد اعتبار الرئيس ابو مازن بانه اخطر رجل على اسرائيل لانه يخاطب العقل الاسرائيلي بما يتعلق بفلسطين وبجريمة الاحتلال . واشار بان المخرج من هذا المأزق يكون من خلال:
1- انهاء الانقسام وتجسيد المصالحة .
2- طلب العضوية لدولة فلسطين من الجمعية العمومية للامم المتحدة .
3- تفعيل المقاومة الشعبية .
4- توحيد الجهد العربي لدعم المشروع الفلسطيني .
اما بالنسبة لانهاء الانقسام فانه لا مشكلة في الوضع الفلسطيني الفلسطيني لان كافة الفصائل الفلسطينية التقت في القاهرة ووقع الجميع على الوثائق وكان البرنامج السياسي لا لبس فيه ولكن هذا التوقيع لم يتم تفعيله بعد والمطلوب منا ان لا نخون بعضنا مهما كانت حالة الجفاء بيننا ، الا اننا يجب ان نلتقي لان فلسطين اكبر من جميعاً .
ولان هناك ثوابت وطنية متفق عليها في المجالس الوطنية وفي لقاءات اللجنة التنفيذية بان الدولة الفلسطينية هي على حدود 1967 وعاصمتها القدس ولكن لماذا هذه الزوبعة اليوم الا اننا نحترم ان لبعض الفصائل موقفها .
واشار الى ان حق العودة لا يستطيع احد العبث فيه مهما كان كبيراً او حتى صغير ، والقضية الفلسطينية معلقة بحق العودة للاجئين . واشار الى ان اسرائيل لا تريد انجاز حق العودة لذلك تعلن نفسها دولة يهودية ولكن رغم صعوبة وتعقيد هذا الموضوع فاننا لن نتخلى عن حق العودة ولكن من المؤسف ان نخون بعضنا بعضا .
واشار شناعة الى المقابلة التي اجريت مع الرئيس ابو مازن والتي سجلت قبل فترة في التلفزيون الاسرائيلي واسرائيل هي من حددت موعد بثها ، واسرائيل قامت باقتطاع اجزاء من المقابلة كان الرئيس ثبت فيها حق العودة والتعويض على اللاجئين ، ولكن للاسف كانت هناك فضائيات واقلام مأجورة حركت بليل من اجل الهجوم والتجريح والانتقاص من الرئيس ابو مازن حتى قبل بث المقابلة لان هذه الفضائيات والاقلام تعمل لخدمة مشروع غير فلسطيني .
واكد بانه يجب التدقيق فلسطينياً في الموضوع لان عملنا دائماً كان فوق الطاولة والرئيس ابو مازن وقف وتحدى الامريكان عندما طلب منه العودة الى المفاوضات، لكن للاسف فضائية الجزيرة وغيرها تعمل بآوامر امريكية ولاجندات اجنبية .
وللعلم الرئيس ابو مازن اخذ قرار بموافقة اللجنة التنفيذية للتوجه الى الامم المتحدة لنيل عضوية مراقبة لدولة فلسطين ، ولكن السؤال لماذا التوجه الى الامم المتحدة .
نحن نتوجه الى الامم المتحدة لاننا محاصرون في مستنقع والرئيس ابو مازن يقود اعظم قضية في العالم وقرارته مسؤولة وهو قبل الحصار والمعاناة من اجل التوجه الى الامم المتحدة .
واشار شناعة الى قرار القيادة الاسرائيلية بان الرئيس ابو مازن لم يعد يصلح للسلام وهذا القرار تهديد شخصي للرئيس ابو مازن وقد يؤدي الى قتله . والا ان الرئيس ابو مازن سيتوجه الى الامم المتحدة والتصويت مضمون لصالح دولة فلسطين وهذا ما يقلق اسرائيل والامريكان الذين يقومون بتهديد عدد من الدول كي لا يصوتوا لصالح دولة فلسطين .
واشار شناعة بان القضية ليست سهلة وانها معركة حقيقية واذا نجح القرار فانه سيؤدي الى اعتبار فلسطين دولة تحت الاحتلال ، وبذلك تصبح كافة الاراضي المحتلة في العام 1967 اراضي محتلة وليست متنازع عليها ، وتصبح القدس عاصمة دولة فلسطين لانها تقع في اراضي 1967 المحتلة ، وبذلك يعتبر الاسرى في المعتقلات مكافحين من اجل الحرية ، ويصبح للدولة الفلسطينية حقوق وحدود وتسقط شرعية الاحتلال عن الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ، ولذلك يجب تطبيق اتفاقية جنيف واذا حصلنا على هذا القرار نستطيع تفعيل المقاومة الشعبية، ولكن الموضوع الاخطر هو الطرح الاسرائيلي لدولة ذات حدود مؤقتة ولكننا رفضنا ذلك وابلغنا رفضنا لاسرائيل وامريكا ، لان هذا الطرح يكرس ان الوطن مقسم ولن يكون هناك ترابط بين الكانتونات لهذه الدولة ، ولا يعترف بان القدس عاصمة الدولة الفلسطينية ولا ينص على حق عودة اللاجئين ، لذلك نحن نرفض رفضاً قاطعاً هذا المشروع وابلغنا موقفنا للامريكان والاسرائيليين .
اما بالنسبة لموضوع المخيمات في لبنان ، نحن حذرون من ادخال العنصر الفلسطيني في اي تجاذبات امنية ونسعى كي نكون عامل مساعد لحفظ الامن في لبنان ، ونحن نشعر بالآسى لما يحصل لشعبنا الفلسطيني في مخيمات سوريا علماً انهم كانوا يعملون ولا زالو على سياسة النأي بالنفس واما على المستوى الداخلي بالمخيمات فنحن بحاجة الى ايجاد صيغ لانجاح عمل اللجان الامنية والحفاظ على امننا الداخلي فيها .
اما فيما يخص مخيم نهر البارد فهناك تقصير ملحوظ لجهة استكمال الاعمار بسبب عدم توفير الاموال اللازمة وخصوصاً بعد خمس سنوات لا زال اهلنا في المخيم يكابدون المعانات والتهجير خارج حدود مخيمهم. ونحن نأمل ان يعود المخيم في القريب العاجل الى سابق عهده.