الرئيس: سنتسلّم أرشيف الرئيس ياسر عرفات من الجانب التونسي
تونس 20-4-2011
أعلن الرئيس محمود عباس أنه سيتم استلام أرشيف الرئيس الراحل ياسر عرفات من الجانب التونسي.
وقال سيادته، خلال استقباله في مقر إقامته بالعاصمة التونسية، رؤساء تحرير ومديري وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية، في ساعة متأخرة من ليلة أمس الثلاثاء، 'لقد تم إبلاغنا أننا سوف نتسلم هذا الأرشيف'.
ويكتسب أرشيف الرئيس الراحل ياسر عرفات في تونس أهمية كبيرة، لأن تونس كانت مقرا لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ الخروج من لبنان عام 1982، وحتى العودة لأرض الوطن عام 1994.
وخلال اللقاء، الذي حضره أعضاء الوفد المرافق وسفير فلسطين لدى تونس، استعرض سيادته كافة تطورات القضية الفلسطينية، وعلى كل الصعد، عربيا ودوليا وإقليميا، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين تونس وفلسطين، والمباحثات الهامة التي أجراها مع الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع، والوزير الأول المؤقت الباجي قائد السبسي.
ووصف الرئيس العلاقات الثنائية الفلسطينية- التونسية بالثبات والمتانة والقوة، قائلا إن 'موقف تونس كان دائما وأبدا مع القضية الفلسطينية، وفي كل الظروف وعلى كل المراحل المختلفة ومع الحكومات المتعاقبة. هذا ما شاهدناه ولمسناه ماضيا وحاضرا، وإن ما جرى في تونس هو قرار الشعب التونسي'.
كما تناول سيادته قضية المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية، قائلا: 'أنا على استعداد كامل للذهاب إلى غزة لتشكيل حكومة تكنوقراط تحدد موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية'.
واستعرض الرئيس مسيرة المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية المتوقفة بسبب الاستيطان الإسرائيلي، وفشل الولايات المتحدة الأميركية في إقناع إسرائيل بوقف بناء المستوطنات، 'ما دفعنا للجوء إلى مجلس الأمن للحصول على قرار بوقف الاستيطان، ولكن للأسف الشديد استخدمت الولايات المتحدة الفيتو لوقف هذا المشروع في المجلس'.
وتابع: 'تحركنا دبلوماسيا بعد صدور البيان الثلاثي الذي أعلنته بريطانيا بموافقة فرنسا وألمانيا، ثم انضمت إليهن إسبانيا وإيطاليا ليصبح البيان خماسيا'، مضيفا 'سنتحرك دبلوماسيا باتجاه الجمعية العامة للأمم المتحدة لغرض تجسيد الاعتراف بالدولة في ضوء الاعترافات المتتالية، ولتحقيق رؤية (الرئيس الأميركي باراك أوباما) عندما ذكر في خطابه أنه يريد أن يرى الدولة الفلسطينية عضوا كاملا في الأمم المتحدة'.
وبخصوص الفلسطينيين القادمين من ليبيا، أكد سيادته أن تونس هي دولة ممر لا دولة مستقر، وأننا إذا استطعنا أن نحصل على هوية لهؤلاء الفلسطينيين عندها ممكن إدخالهم إلى الأرض الفلسطينية، لأننا لا نريد أن نضغط على تونس أكثر من ذلك'.
من جهة اخرى قال الرئيس محمود عباس، إن التغييرات التي تشهدها الدول العربية، لن تؤثر بشكل سلبي على القضية الفلسطينية، بل سيتم التغيير بشكل إيجابي، وبزيادة دعمها للقضية الفلسطينية...'.
وأضاف الرئيس، خلال مؤتمر صحفي عقده قبيل مغادرة تونس متوجها إلى فرنسا، 'إن الدعم العربي للقضية الفلسطينية لا يتغير منذ نشأة القضية الفلسطينية، وإن الدول العربية دخلت في حروب من أجل القضية في أعوام 1948، و1967، و1973 وغيرها، فهي حريصة على خدمة القضية الفلسطينية'.
وحول خطوة ما بعد الذهاب إلى الأمم المتحدة وهل نملك ضمانات، أوضح الرئيس:'لا نستطيع أن نقول بأن لدينا ضمانات, بل لدينا أكثر من 130 دولة تعترف بالدولة الفلسطينية في حدود عام 1967, فنحن نتوجه للجمعية العامة للأمم المتحدة لأن المفاوضات غير موجودة حاليا أو متوقفة, فنحن نريد أن ندفع باتجاه المفاوضات القائمة على الشرعية الدولية ووقف الاستيطان، وهذا ما نريده وما نريد من الولايات المتحدة الأمريكية الضغط على إسرائيل'.
وتابع: 'نحن لا نضع شروطا مسبقة, بل نريد تطبيق الشرعية الدولية التي نصت في خارطة الطريق على إقامة الدولتين, وهذا اتفاق مع إسرائيل وفق خارطة الطريق, ولا يجب أن نبحث عن ذرائع للعودة للمفاوضات، فإذا عادت إسرائيل بشكل جدي للمفاوضات فهذا ما يهمنا، فنحن حريصون للوصول إلى حل إذا أمكن'.