الرئيس: مؤتمر "باريس 2" المقبل سيكون دفعة للعملية السياسية
23-4-2011
كشف الرئيس محمود عباس، أمس، عن أنه يتم التخطيط لأن يكون مؤتمر "باريس 2"، في شهر حزيران المقبل، بمثابة دفعة للعملية السياسية. وقال: "سنرى في شهر حزيران ماذا سيحصل في باريس، لأن هناك نية لأن يكون المؤتمرُ مؤتمراً سياسياً اقتصادياً تلتقي فيه الكثير من دول العالم لتقول كلمتها". وأضاف، في ختام زيارته إلى فرنسا، أمس: "الموقف الفرنسي هو مع الدولة الفلسطينية المستقلة، وقد رفعوا مستوى التمثيل، وهم يريدون أن يدفعوا المجتمع الدولي من أجل الوصول إلى دولة فلسطينية مستقلة، هم ضد الاستيطان ومع حدود 1967، والرئيس ساركوزي متحمس لهذه الأفكار، وربما سيكون اللقاء الذي سيتم في حزيران علامةً من أجل دفع أكبر عدد ممكن من الدول إلى الأمام، أما موقفهم كفرنسيين، فهم مع الدولة دون نقاش".
وأعلن أنه سيستقبل في مقر الرئاسة، هذا الأسبوع، الحائزين جائزة إسرائيل للتميز، الذين طالبوا بإقامة دولة فلسطينية. وقال: "سنلتقي بهم الأسبوع المقبل".
وكان الرئيس عباس اختتم، أمس، جولته التي شملت تونس وفرنسا، وتم وصفها من قبل المسؤولين الفلسطينيين المرافقين للرئيس بأنها ناجحة، حيث بدت علامات الارتياح من النتائج على الرئيس.
فقد أكد الرئيس في ختام زيارته فرنسا أن الانتخابات المقبلة في الولايات المتحدة الأميركية، بعد عامين، يجب ألاّ تكون مبرراً لعدم دفع عملية السلام إلى الأمام.
وقال: لا يجوز تعطيل الأمور حتى الانتخابات الأميركية. وقال رداً على سؤال بهذا الشأن من سفراء عرب التقاهم في باريس: "الانتخابات ستجري بعد عامين، فهل تتعطل كل الحياة حتى سنتين، توجد أحداث تجري في العالم حتى آخر يوم، فمثلاً بوش، في آخر أيام رئاسته الثانية، سألني ما رأيي باستئناف المفاوضات؟ فقلت أنا جاهز. وفعلاً قدم مشروعاً ولكن إسرائيل لم توافق عليه". وأضاف: "التقينا مع اليهود في الولايات المتحدة بمن فيهم (إيباك) ومع اليهود في العالم، وقد التقيت 120 شخصية من كل الأحزاب كاديما والعمل والليكود والجنرالات، وهم يريدون السلام".
كما رفض الرئيس مبررات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم التقدم في العملية السياسية بداعي الخشية من سقوط ائتلافه الحكومي. وقال: "عندما يقول (نتنياهو) إنه خائف من سقوط الحكومة، ما هذا الكلام؟ هناك سلام ومستقبل أجيال، عليه أن يهتم بإحلال السلام وليس الخوف على حكومته التي بإمكانه أن يغيرها، فمثلاً رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين كان لديه 56 مقعداً وأخذ أصوات العرب وعددها 5، ومن خلال 61 مقعداً أخذ موافقة على الحكومة، ومن ثم اتفاق أوسلو.. إذاً الذي يريد السلام لا يبحث عن أسباب وذرائع، فالمشكلة هي في القناعات والمواقف".
وبشأن زيارته إلى فرنسا، قال الرئيس: "في فرنسا فإن الزيارة كانت مرتبة منذ فترة، وقد تحدثنا في أهم شيء من الممكن أن يحصل، وهو المؤتمر في شهر حزيران، هذا المؤتمر عبارة عن مؤتمر اقتصادي للمانحين ولكن من الممكن أن يكون مؤتمراً سياسياً، خاصةً أن الوضع في الشرق الأوسط وفي القضية الفلسطينية بالذات متجمد، وبالتالي لا يوجد أفق للمفاوضات، وبعد ذلك إذا لم يحصل شيء سنذهب إلى الأمم المتحدة ".
لا مشكلة لدينا في عدد الدول المؤيدة للدولة
وأضاف، بهذا الشأن: "أستطيع أن أضمن أن كل دول أوروبا مع إقامة الدولة في حدود 1967، وحتى أميركا، ولكن أميركا تريد أن يكون ذلك من خلال اتفاق ومفاوضات، ولكن نحن غير قادرين على الوصول إلى مفاوضات، فما هو الحل؟ عندما تصل المفاوضات إلى مأزق يجب أن يفكروا ونحن نفكر أن نتوجه إلى الأمم المتحدة وأن نسأل ماذا يمكن أن نعمل؟ ولكنهم لا يرتاحون لهذا العمل، والدليل على ذلك (الفيتو) الذي استخدموه ضد الاستيطان دون أي مبرر". وأضاف: "لو سألت العالم ستجد أن أكثر من 130 دولة موافقة وهي تعترف بنا وبالتالي لا مشكلة لدينا في العدد ولكن نريد حلاً قابلاً للحياة".
15 ساعة مع نتنياهو دون نتيجة
وشدد الرئيس على أن "خيارنا المفاوضات، نريد المفاوضات، ولكن مفاوضات جدية وليست مضيعة للوقت، والحقيقة أنه منذ أن جاء نتنياهو حتى الآن لم يحصل أي شيء سوى 15 ساعة جلسنا سوياً، محاولاً إقناعه بوقف الاستيطان، ولكنه رفض، وقال الأميركيون آنذاك إن وقف الاستيطان سيمدد، ولكن لم نجد شيئاً، وبالتالي خيارنا المفاوضات، ولكن إذا أغلق باب المفاوضات. إلى أين نذهب؟ إلى الأمم المتحدة والآن نجس النبض لا نريد صراعات مع أحد، حتى أميركا سنتفاهم معها ولن نذهب متصادمين، لنذهب متوافقين".
وقال: "سنرى وسنعمل منذ الآن على الموضوع، وإذا ضمنا، فإن هناك الاتحاد من أجل السلام، وأتصور أن الموقف الأميركي غير مقنع، بدليل أن 14 دولة وافقت، والمفروض بالأميركيين أن يراجعوا حساباتهم، لا نريد الصدام وإنما نريد نتائج".
عريقات توجه 3 مرات إلى أميركا
وأشار الرئيس إلى أنه "منذ جاء نتنياهو إلى السلطة لم نتمكن من استئناف هذه المفاوضات ولم تتمكن الولايات المتحدة من إقناع إسرائيل بوقف الاستيطان والقبول بمرجعية المفاوضات، بمعنى أن مرجعية المفاوضات هي خطة خارطة الطريق وهي القبول بحدود 1967 مع تعديلات متبادلة، والأمن في اليوم التالي أو بعد الاستقلال، أن يكون بيد دولية بقيادة (الناتو) وهذا الحديث كان مع أولمرت قبل أن يأتي نتنياهو، ولكن حكومة نتنياهو رفضت أن تقبل هذين المبدأين ورفضت إيقاف الاستيطان، وبعد أن بذلت الولايات المتحدة جهداً كبيراً مع نتنياهو أعلمونا أنهم فشلوا، وبناءً عليه ذهبنا إلى مجلس الأمن، وقبل أن يعقد المجلس بثلاثة أشهر كنا على اتصال دائم مع الولايات المتحدة، لعلنا نجد حلاً يتعلق بقرار مجلس الأمن، وقد توجه صائب عريقات 3 مرات إلى الولايات المتحدة ليتحدث معهم حول إمكانية أن نجد آفاقاً قبل أن نذهب إلى مجلس الأمن ولكن الأميركيين لم يكن لديهم شيء".
وأضاف: "وفي نهاية المطاف وفي آخر يوم من التصويت جرت اتصالات كثيرة بيننا وبين الإدارة الأميركية، مع الرئيس أوباما ومع هيلاري كلينتون وكان مطلبهم أن نسحب القرار، ولكن طبعاً لا نستطيع أن نقبل، وجرى حديث ساخن بيننا وبينهم ولكن مع ذلك صممنا على ألا نسحب القرار، وقدم القرار للتصويت، ورفضته أميركا بينما وافقت عليه 14 دولة، وهذه رسالة مهمة إلى أميركا مفادها أن العالم كله يوافق على هذا القرار البسيط، وهو لا يزيد على ما كانت تقوله الولايات المتحدة وأوباما، فمضمون القرار هو وقف الاستيطان، وهذا ما قاله أوباما وكلينتون، ولكن للأسف عندما جئنا لوضعه كقرار في مجلس الأمن وقفت أميركا".
وتابع الرئيس: "ما لفت نظرنا في ذلك الوقت أن هناك بياناً أصدره السفير البريطاني في مجلس الأمن باسم بريطانيا وفرنسا وألمانيا وقد وافقنا فوراً على أن يكون أرضيةً لأي حوار أو بيان للجنة الرباعية وقد أصبح خماسيًا انضمت إليه كل من إسبانيا وإيطاليا وهو يقول باختصار الاستيطان غير شرعي والعودة إلى حدود 1967 وحل مشكلة اللاجئين بالاتفاق، والقدس أرض محتلة، وتحدثنا بعدها مع رئيس الوزراء البريطاني كاميرون وقلنا إننا نوافق عليه تماماً وكذلك أبلغت السفير الفرنسي والسفير البريطاني، ولكن بدأ الحديث أنه نحن نتبنى البيان ولكن تعودون للمفاوضات ويبقى
الاستيطان مستمراً .. كيف؟ طالما أن البيان نفسه يقول إن الاستيطان غير شرعي وإنه عقبة وإنه يجب أن يتوقف في كل من الضفة الغربية والقدس.. كان البيان بهذا الوضوح ومع ذلك فإن أميركا كانت تريد أن نقبل أنه عندما نذهب إلى المفاوضات فلا حاجة لوقف الاستيطان فلم نقبل وهذا ما أدى إلى تأجيل اجتماع الرباعية من 15 آذار إلى 14 نيسان ثم أرجئ من قبل الأميركيين حتى إشعار آخر".
إرجاء اجتماع الرباعية إلى أجل غير مسمى
وتساءل الرئيس: "طالما أنه ليس هناك لقاء للجنة الرباعية، فما هو الحل؟" وقال: "قلنا إن خيارنا هو الذهاب إلى الأمم المتحدة، والإسرائيليون يعتبرون أن ذهابنا إلى الأمم المتحدة عمل أحادي، إن ذهابنا إلى مجلس الأمن أو إلى الجمعية العامة ليس عملاً أحادياً، ولكنهم يحتجون ويعتبرون أن الذهاب إلى الأمم المتحدة هو التسونامي الذي سيواجه إسرائيل".
أما فيما يتعلق بالمصالحة، فقد أشار الرئيس إلى أنه "بعد أن أوقفت حماس اللقاءات وقمنا في 16 آذار، أصدرنا مبادرةً تقضي أن أذهب إلى غزة وأن نشكل حكومة فنية من شخصيات مستقلة تعمل أولاً على إعادة بناء غزة حيث إن مؤتمر شرم الشيخ أقر 4 مليارات دولار، في حين أن في غزة 25 ألف منزل دون بناء والمساجد والمستشفيات والمدارس والمؤسسات، وبالتالي مهمة هذه الحكومة أن تأخذ هذه الأموال، وأعتقد أن العالم يقر بهذا لإعادة بناء غزة، أما الأمر الثاني فهو أن تحدد موعد للانتخابات الرئاسية والتشريعية وللمجلس الوطني وإذا ما تمت الموافقة فإنه فوراً تبدأ العملية، وإذا ما كانت هناك أية قضية للحوار بعد ذلك فهذا يمكن أن يتم".
وزراء خارجية سيرافقونني إلى غزة
وشدد الرئيس على أنه "لم تبق جهة في العالم لم توافق على مبادرة المصالحة، فالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي وتركيا وروسيا كلها وافقت عليها إلا أن حماس لم تقل نعم ولم تقل لا، ولا نعرف ما هو الجواب، ولكن في اللحظة التي يقولون فيها نعم سنذهب فوراً إلى غزة وسيكون معنا أكثر من وزير خارجية بمن فيهم وزير خارجية تركيا والأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير خارجية مصر وأي مسؤول عربي يرغب بالذهاب معنا فإننا نكون سعداء جداً أن نذهب إلى غزة سوياً ونشكل هذه الحكومة ونتفق على الانتخابات، ولكن للأسف لم نستلم حتى الآن جواباً، لقد سمعنا بعض الملاحظات السلبية وقد التقيت مع قيادة حماس في الضفة الغربية وكلهم أيدوها وبعض القيادات في غزة تحدثت بلغة إيجابية ولكن الرد يجب أن يأتي من قيادة حماس إما بالموافقة أو الرفض".
"حماس" ربما تنتظر وضع "الإخوان" في العالم العربي
وأضاف: "ربما في ظل الأوضاع العربية التي نتابعها جميعاً ربما ينتظرون شيئاً، ربما يتوقعون أنه سننجح هنا وسننجح هناك، حركة الإخوان تمشي هنا أو هناك، وهذا ليس سراً، ولكنهم مخطئون، فالالتفات إلى الأحداث العربية وترك القضية الفلسطينية هو خطأ، فإذا ما التفتنا إلى قضيتنا واستمررنا في البحث عن حلول فأعتقد أن هذا يساعدنا عندما تستقر الأوضاع في الدول العربية، ولكن القول إنهم لا يريدون القيام بشيء بانتظار ما سيحصل في هذا البلد أو ذاك، فأعتقد أن هذه القضية تطول وتطول وتضيع الكثير من الفرص التي يمكن أن تساعدنا".
إلى ذلك، فقد أشار الرئيس إلى أنه "نعاني من الاحتلال وإجراءاته ولكن الأمن عندنا مستتب والاقتصاد ينمو قليلاً شيئاً فشيئاً والإعمار يسير في كل اتجاه والإعدادات للسياحة موجودة وبالذات في بيت لحم وهناك الكثير من الفنادق التي تقام، ولذلك أتوقع أن تكون هناك سياحة دينية جيدة".
نراقب الوضع في العالم العربي دون تدخل
وبشأن التطورات في العالم العربي، قال الرئيس: "كفلسطينيين نراقب هذه الأحداث ونتابعها باهتمام وبصراحة دون أن نبدي رأياً فيها وإنما نكتفي بالمراقبة والمشاهدة ونقول دائماً وأبداً (أهل مكة أدرى بشعابها)، فهم يعرفون مصالحهم ويعرفون ما يريدون وما يختارونه هو الخيار الصحيح بطبيعة الحال" وأضاف: "عيوننا على البلاد العربية ونتمنى أن تخرج الدول الشقيقة من الأزمات التي تعيشها سالمةً وأن تحقق الشعوب ما تريد".