خيمة عزاء لأريغوني برام الله والرئيس يمنحه وجوليانو 'نوط القدس'
رام الله 24-4-2011
قرر الرئيس محمود عباس اليوم الأحد، منح الشهيدين المتضامن الإيطالي فيتوريو أريغوني، والمخرج جوليانو مير خميس، وسام 'نوط القدس'، تقديرا لما بذلاه في حياتهما من دعم للقضية الفلسطينية.
جاء ذلك خلال تقديم سيادته واجب العزاء بوفاة أريغوني، في خيمة العزاء التي أقامتها حركة 'فتح' بفقدان أريغوني بالقرب من ضريح الرئيس الشهيد ياسر عرفات بمدينة رام الله، بمشاركة عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واللجنة المركزية للحركة، وممثلي الفصائل الفلسطينية، ونواب من المجلس التشريعي، وممثلي المجتمع المدني، وعدد كبير من المواطنين.
وكان جوليانو وهو من أم يهودية وأب من الناصرة قد اغتيل إثر إطلاق النار عليه من مجهول خلال الشهر الجاري في مخيم جنين حيث يقيم ويدير مسرح 'الحرية'، أما أريغوني فقد قتلته جماعة مسلحة من السلفيين قبل نحو عشرة أيام في قطاع غزة.
وقال سيادته، إن منح الشهيدين وسام القدس 'هو أقل تعبير منا على الجهود التي بذلاها في خدمة القضية الفلسطينية، ولنكرس أيضا هذين الشهيدين المناضلين في سبيل القضية الفلسطينية'.
وأضاف: جريمة اغتيال المناضل أريغوني بأيد آثمة ومجرمة لا تعبر أبدا عن تقاليد وعادات وأخلاق الشعب الفلسطيني، وعن الإنسانية كلها'.
وتابع إن هذا الحدث الذي جرى قبل بضعة أيام، وأدى إلى استشهاد أريغوني الشاب الإيطالي الذي جاء ليتعاطف ويعمل مع الشعب الفلسطيني، وكله همة ونشاط وحيوية، عاد إلى أهله جثة هامدة، لذلك أدنّا وندين بكل التعابير مثل هذه الجريمة النكراء التي وقعت هناك.
وأشار سيادته، إلى أن أريغوني كرس حياته من أجل خدمة الشعب الفلسطيني، وأصر على أن يعيش بين صفوف الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في أسوأ الظروف وأصعبها ليدافع عن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
وجدد الرئيس إدانته أيضا لجريمة اغتيال المخرج خميس قائلا، إن 'هذا الشاب كرس حياته للثقافة الفلسطينية، ليقتل غيلة أيضا، وهذا يدل على وحشية من ارتكب هذه الجريمة والعمل الآثم الحقير'.
واعتبر سيادته الشهيدين من شهداء الشعب الفلسطيني، وقال 'كلنا مصابون بالحدثين الآثمين'.
من جانبه، أكد مفوض العلاقات الدولية في 'فتح' نبيل شعث أن خيمة العزاء تقام 'تضامنا وتكريما للشهيد فيتوريو أريغوني ولكل المتضامنين الدوليين الذين ناضلوا مع شعبنا وآمنوا بعدالة قضيتنه'.
وقال إن الفلسطينيين 'جميعهم يتعاطفون مع مأساة فقدان أريغوني الذي قدم حياته من أجل القضية واختار أرضنا للبقاء فيها والمناداة بالحرية والاستقلال'.
وتوجه شعث إلى عائلة أريغوني بالعزاء، مؤكدا أن 'شعبنا يقف إلى جانبهم بمأساتهم الكبيرة وإلى جانب جميع المتضامنين الذين استشهدوا دفاعا عن قيم العدالة والاستقلال، ويندد بالجريمة البشعة وبيد الإجرام التي قتلته'.
وحمل شعث الاحتلال مسؤولية ما يحدث بالوطن من استيطان وقتل وتدمير وحرمان من الحريات، مؤكدا أن شعبنا يرغب بالعيش بحرية واستقلال.
بدوره، توجه عضو اللجنة المركزية لحركة 'فتح' سلطان أبو العينين إلى الشعب الإيطالي بالتعازي بفقدان أريغوني الذي أصر على الوقوف إلى جانب شعبنا، مؤكدا أن قتله 'يمثل اغتيالا لقضية شعبنا ومرتكبو هذه الجريمة هم أعداؤنا الحقيقيون الذين يمثلون وجها آخر للاحتلال'.
وأكد أبو العنين أن 'رسالة الإسلام تتعارض مع ما حدث وأن المتضامنين الدوليين هم أصادقاؤنا وشركاؤنا في طريق الحرية والاستقلال'.
وطالب أمين سر إقليم حركة 'فتح' في رام الله والبيرة رائد رضوان برفض أي فكر 'ينتهك حقوق الإنسان'، مؤكدا وقوف شعبنا إلى جانب عائلة أريغوني والمتضامنين الدوليين.
وقال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين عبد الله أبو رحمة 'جريمة مقتل أريغوني تخدم الاحتلال بالدرجة الأولى، وتتعارض مع مفاهيم شعبنا بتقدير المتضامنين وتضحياتهم'.
بدورها، قالت النائب في المجلس التشريعي نجاة أبو بكر، إن خيمة العزاء 'رسالة من الشعب الفلسطيني لعائلة الشهيد الفلسطيني الباقي في وجداننا المتضامن أريغوني بأننا نستنكر هذه الجريمة النكراء'.
وأضافت: هذه هي الصورة الحقيقية للشعب الفلسطيني الذي يثمن ويقدر جهود كل المتضامنين الإيطاليين وغيرهم الذين جاؤوا للوقوف إلى جانب حقوق ونضال الشعب الفلسطيني، ولتأكيد رفض كل التعصب والمتعصبين المتمترسين خلف جدار الدين، لكي يصحوا من سباتهم ويعودوا إلى الدين الحقيقي الذي يكرم الإنسان.
وأشارت أبو بكر إلى أن الشعب الفلسطيني يرحب بكل المتضامنين من كل دول العالم، الذين يأتون خصيصا لدعم نضال الشعب الفلسطيني، مشددة على أن كل الديانات السماوية تؤكد احترام البشرية والإنسان ولا تحض على القتل.
من جانبه، قال المتضامن الإيطالي ماركو، وهو صديق الشهيد أريغوني 'أنا إنسان إيطالي، ولكني أشعر بشعور الإنسان الفلسطيني، لقد خسرنا رجلا كبيرا مؤمنا بالسلام، علمنا كيف نعيش بسلام'.
وأضاف ماركو 'مقتله كان يوما حزينا بالنسبة لنا، وقلبي ينزف على فيتوريو، ولكن نحن نعلم أنه يريدنا أن نكمل عمله هنا، وأن نحقق حلمه الذي هو حلمنا كلنا وهو تحقيق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة'.
بدورها، قالت النائب السابق لرئيس البرلمان الأوروبي لويزا مورغانتي إن مقتل المتضامن الإيطالي 'يعني لنا زيادة المقاومة من أجل إنهاء الاحتلال للأرض الفلسطينية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة'.
وقال الصحفي الإيطالي المشارك في حملات التضامن ليكي ساندري 'بالنسبة لنا كان مقتل متضامن ايطالي هو أخبار سيئة جدا، لأنه كان يهدي قلبه وحياته من أجل استقلال فلسطين، وكانت صدمة للشعب الإيطالي، ولكنها كانت صدمة لصالح الشعب الفلسطيني وليس ضده'.
وأضاف: نأمل أن تأخذ العدالة مجراها في هذا الحدث الأليم، وأن يتحقق السلام من خلال دماء الشهداء خاصة دماء أريغوني، وهناك المزيد من المتضامنين الذين يريدون المشاركة في حملات التضامن السلمية من أجل تحقيق السلام.