موشيه فيغلين .. دع ملايينك في جيبك وغادرها طوعا !!
جريدة الحياة الجديدة 3-1-2013
بقلم موفق مطر
اما انهم ما زالوا يعيشون بعقلية المجتمعات البشرية البدائية ، او انهم قد عبروا عن تحجر عقولهم العنصرية !!.
انهم لايستطيعون اخفاء منهج اغتصاب الأرض، وارهاب انسانها، ورغباتهم باتمام افظع جريمة ارتكبت بحق الانسانية، فهؤلاء الذين لايعرفون معنى الوطن والأرض، ويظنون ان كل شيء يمكن شراؤه بالمال، هم أعجزعن الانسجام مع فكر وثقافة الانسان ، ومناهج العلوم السياسية الخلاقة التي ابدعها المفكرون لتكون الناظم بين الانسان وأخيه الانسان وبين الشعوب والأمم.. فهؤلاء ما زالوا يعيشون « احلام شايلوك « والتفوق ، وخرافات مقولة شعب الله المختار وأرض الميعاد رغم تسترهم باثواب ديمقراطية مزخرفة، ورغم وجود قرصهم في اي عرس لحرية وحقوق الانسان.
يعبر موشيه فيغلين المرشح عن حزب الليكود للكنيست عن عقلية الاغتصاب وسيطرة القوة عسكرية كانت أو مالية ، ويقر عن قصد او دونه ، بمؤامرة شراء ذمم قادة دول استعمارية ، واقطاعيين عرب كانوا يملكون مساحات شاسعة من أخصب اراضي فلسطين ، وكذلك بقايا رجالات الدولة العثمانية في فلسطين.
يظن واحد – يعبرعن اتجاه - من الذين يظنون أن أرض الوطن تشترى بالمال ، وأن المواطن الفلسطيني صاحب الأرض،الذي منحته اسمها ، فمنحها وجوده الى الأبد، مثله كمثل المستوطن يقيس الانتماء للهوية والأرض بمعيار عدد الاصفار امام العدد المحرر على « الشيكات « الخاصة التي توزعها حكومات اسرائيل على المرتزقة المستوطنين ، فهذا المجرم الذي استولى على أرض الفلسطيني وبيته وبستانه بقوة السلاح وعنف جريمة الارهاب المنظم ضد شعب بأكمله ، هذا الذي ترك موطنه الأصلي وحمل امتعته الرثة وجاء الى فلسطين غازيا ، مسلحا، يقترح دفع مبلغ نصف مليون دولار لكل عائلة فلسطينية في الضفة الفلسطينية إذا وافقت على الهجرة طوعا !!!...
يثبت موشيه فيغلين بهذا الاقتراح على مهرجان انتخابي للوصول الى مقاعد الكنيست أن مصدر الخطر الأكبر على المنطقة وشعوبها،والاستقرار والسلام فيها كامن في العقلية البدائية المتسلطة المتناقضة مع الروح والأفكار الانسانية ، المخالفة للشرائع والقوانين الدولية ، التي جرمت الاستيلاء على اراض وارزاق الغير ، او التدخل بمصيره ومسار حياته باي شكل من الأشكال ، فموشيه ومن معه من المحسوبين على الجناح اليميني في الليكود أمثال الوزير يولي إدلشتاين ورئيس الائتلاف الحكومي الحالي زئيف إلكين والنائب ياريف ليفين يدعون في برامجهم الانتخابية الى :» ضم الضفة الفلسطينية أو أجزاء منها إلى إسرائيل ولو تدريجيا» اي انهم يدعون لاغتيال ما تبقى من امل لامكانية تطبيق حل الدولتين ، وتوجيه ضربة استباقية للأمم المتحدة وقراراتها ومواثيقها وقوانينها ، ولكل دول العالم التي قررت رفع مكانة فلسطين الى دولة عضو بصفة مراقب ، دولة محتلة على حدود الرابع من حزيران في العام 1967.
يتحدث هؤلاء اليمينيون المتطرفون عن ضم أراض باتت حسب القانون الدولي أراضي دولة فلسطينية محتلة ، ولم تعد صفة أراض متنازع عليها تنطبق على أرض دولة فلسطين المحتلة التي اعترف بحدودها اكثر من 138 دولة ... ويتحدثون عن فلسطيني لن يجدوه حتى لو بحثوا عنه مليار انسان على وجه هذه الأرض ، ليبيعهم كيانه وثقافته ووجوده ، وأرضه ووطنه ، وشرفه وعرضه وكرامته وعزته وحريته بنصف مليون دولار، فحتى كنوز الأرض كلها لن تعادل قيمة شبر من ارض فلسطين المقدسة ، فعلى هذه الأرض من تراث روحي ووطني فلسطيني وعربي وانساني ما لايستطيع فيغلين ولا الليكود ولا كل قادة أحزاب اسرائيل المتطرفين من ادراكه ... فالأصل أن من دُفِعَ له المال ليترك وطنه الأصلي في دول العالم، ليأتي الى فلسطين مستوطنا غازيا مسلحا مغتصبا لأرض الفلسطيني أن يغادرها طوعا، وان يدفع التعويض للفلسطينيين أصحابها الأصليين ، قبل أن يطردوا منها كرها .