الاحتفال بتوقيع اتفاق المصالحة في القاهرة
القاهرة 4-5-2011
احتفل بمقر جهاز المخابرات المصرية في القاهرة اليوم الأربعاء، بتوقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية، والإعلان عن طي صفحة الانقسام المرير الذي تواصل لمدة 4 سنوات.
وحضر الحفل الرئيس محمود عباس والأمناء العامون للفصائل الفلسطينية، وأمين عام الجامعة العربية عمرو موسى، ورئيس جهاز المخابرات المصرية الوزير مراد موافي، ووزير خارجية مصر نبيل العربي وعدد كبير من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى مصر وعدد من وزراء الخارجية العرب.
واعلن الرئيس محمود عباس في كلمته في الحفل أنه بتوقيع المصالحة الفلسطينية في القاهرة طويت صفحة الانقسام الأسود إلى الأبد، مؤكدا 'أن الدولة الفلسطينية لا بد أن تولد هذا العام وأنه لا بد للاحتلال الاستيطاني أن ينتهي وأن ينال شعبنا حريته وحقوقه.
وقال سيادته 'نعلن البشرى لشعبنا من مصر التي تحملت على الدوام مسؤوليتها القومية والتاريخية لدعم الشعب الفلسطيني أننا نطوي وإلى الأبد صفحة الانقسام الأسود'.
وأضاف: 'إنه لم يعد بالإمكان تقبل استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وإنه لم يعد مقبولا أن تواصل إسرائيل التصرف كدولة فوق القانون ترفض الالتزام بالشرعية والقرارات الدولية'.
وجدد سيادته التأكيد على موقفنا الثابت بأن العودة للمفاوضات تتطلب الالتزام بالمرجعيات المحددة ووقف الاستيطان.
وقال الرئيس:'من المفارقة الساخرة أن إسرائيل التي كانت تتذرع غير صادقة بالانقسام الفلسطيني للتحلل من التزاماتها وللتهرب من استحقاقات السلام، تريد الآن التذرع بإنهاء الانقسام لمواصلة سياسات التحلل والتهرب ولمواصلة الاحتلال والاستيطان'.
وجدد سيادته التأكيد على أننا ملتزمون بالشرعية الدولية وقراراتها، وكذلك بالاتفاقات الموقعة، وبحل الدولتين على حدود 1967.حاثا دول العالم على ضرورة وقف التهرب الإسرائيلي الدائم من الالتزامات.
وقال الرئيس:إن شعبنا سيواصل بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد نضاله الوطني الذي يحظى بدعم الشرعية الدولية للوصول إلى حقوقه الوطنية الثابتة في إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف على جميع الأراضي المحتلة عام 1967، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفق قرارات الأمم المتحدة وخاصة القرار 194، وحسب المبادرة العربية للسلام التي أصبحت جزءا من خطة خارطة الطريق، وهذه أصبحت قرارا أمميا ملزما يحمل الرقم 1515.
وقال سيادته: 'إن حقوقنا ليست معروضة للمساومة أو الانتقاص. مجددا التأكيد على المواقف الثابتة التي حددتها الهيئات القيادية للمنظمة برفض جميع الحلول الانتقالية والجزئية ودولة الحدود المؤقتة.
وأضاف سيادته: نقول بحسم لن نقبل تحت أي ظرف كان أن يكون هناك أي جندي إسرائيلي على أراضي دولة فلسطين المستقلة'.
مشعل: صفحة الانقسام أصبحت تحت أقدامنا وخلف ظهورنا
من جهته شدد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، في كلمته في الحفل على ضرورة الجدية في طي صفحة الانقسام والخلافات والانتقال إلى مرحلة جديدة مشرقة عنوانها الوحدة والتفاهم.
وأكد مشعل أن المصالحة تمت ليس فقط بين حركتي حماس وفتح، بل بين جميع قوى الشعب الفلسطيني، لفتح صفحة جديدة.
وقال: أعلن باسم حماس أننا مستعدون، بل وقررنا أن ندفع كل ثمن لإتمام المصالحة وتحويل الاتفاق إلى واقع.
وتابع: نريد الاستعجال بالخروج من هذه المرحلة الصعبة ولملمة الجراح في إطار السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية، ونريد أن نكون سلطة واحدة ومنظمة واحدة، ولنا مرجعية واحدة.
وأكد أن الشعب الفلسطيني متمسك بحقه في إقامة دولته المستقلة، وأنه لن يقبل التنازل عن شبر واحد من أرضه، وأنه لا يمكن أن يتنازل عن حق العودة.
الوزير موافي: المصالحة الفلسطينية إنجاز عملاق يجب الحفاظ عليه
من ناحيته شدد رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، الوزير مراد موافي في كلمته في حفل توقيع المصالحة، على أهمية استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية في معركة الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الثابتة.
وقال موافي: بهذا العمل الوطني العملاق تعلنون للعالم والملايين من الفلسطينيين إنهاء الانقسام إلى غير رجعة، لقد كان الانقسام عاملا سلبيا عانى منه الشعب الفلسطيني مرارا، وكنا دائما على قناعة أن الانقسام أمرا استثنائيا على هذا الشعب الأصيل.
وأضاف: استعادة الوحدة الفلسطينية الهدف الأسمى بالنسبة لنا، وسيفتح الطريق ليس لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي فحسب، بل يمهد الطريق لإنجاز السلام العادل.
واعتبر الوزير موافي أن المرحلة المقبلة هي الأصعب لاستعادة اللحمة، مطالبا الجميع بالصبر، والاستلهام من تجارب الشهداء الذين ضحوا من أجل الوطن.
وشدد على ضرورة أن تكون الوحدة الفلسطينية أمر ملموس على الأرض، لأنها تعطي دفعة في نضال الشعب الفلسطيني في تحقيق أمنياته وأهدافه في حاضره ومستقبله.
ووجه كلامه لقادة وأعضاء الفصائل الفلسطينية وللشعب الفلسطيني بقوله: علينا أن نسموا فوق خلافاتنا وأن نجتاز أية عوائق وحواجز...إننا على يقين بأنكم قادرون على قهر الصعاب.
وأضاف: وستنجحون ما دمتم يدا واحدة، وعلى قلب رجل واحد، وفي حالة أن الجميع قد انصهر في بوتقة واحدة، والاختبار الحقيقي أمامنا صعب، وعلينا أن نتعامل بإيجابية مع تحديات المرحلة المقبلة.
وأكد أن مصر ستبقى دائما مساندة الشعب الفلسطيني وقضيته، مشددا على أنها لن تألوا جهدا في الدفاع عن القضية الفلسطينية وفي تحقيق المصالحة، وتنفيذ اتفاق المصالحة ليصبح واقعا معاشا وملموسا على الأرض.
واستعرض وزير المخابرات المصرية الجهد الكبير الذي بذلته مصر للتوصل لاتفاق المصالحة، مشيرا إلى أن الأمر لم يقتصر على استضافة جلسات الحوار بالقاهرة، بل وصل لتنقل المبعوثين لغرض التقريب بين وجهات النظر الفلسطينية بين رام الله ودمشق.
ووجه رسالة للمجتمع الدولي مطالبا خلالها بدعم الحقوق الفلسطينية، بقوله: رسالتنا اليوم شديدة الوضوح للعالم الحر وللعالم المتحضر أن الشعب الفلسطيني صاحب حق وقضية عادلة، ولا يقبل بأقل من أن يعيش بدولة مستقلة.
وعقب إلقاء الرئيس محمود عباس كلمته بهذه المناسبة وكذلك كلمة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وكلمة رئيس جهاز المخابرات المصرية، أقيم احتفال لقادة الفصائل الفلسطينية وبمشاركة الرئيس محمود عباس حيث تبادل الجميع المصافحة والقبلات في أجواء غاية في الإيجابية.