مظاهر جديدة للعنصرية
حديث القدس
قبل أيام قليلة هاجمت امرأة يهودية وساندتها مجموعة اخرى لاحقاً، فتاة فلسطينية في قلب القدس واعتدى الجميع عليها وخلعوا حجابها الذي تعتز وتلتزم به، وقيل بالامس ان الشرطة اعتقلت المعتدية وهي معروفة بعنصريتها وممارساتها العدائية، وقبل هذه الجريمة اعتدى عنصريون على أكثر من شاب فلسطيني لا لشيء سوى لانهم كانوا عرباً.وقبل فترة قصيرة ثارت ثائرة الجمهور الرياضي لان فريقاً مقدسياً رياضياً ضم الى صفوفه عددا من اللاعبين المسلمين والاسوأ من ذلك ان نحو ١٠٠ من جمهور هذا الفريق انسحبوا من الملعب بعد ان سجل لاعب مسلم هدفاً لصالحهم..فهم لا يريدونه ولا يريدون أهدافه.وبالامس قام ضابط اسرائيلي وداخل حرمات المسجد الاقصى المبارك بركل نسخة من القرآن الكريم وداس عليها وفرق حلقة طالبات كن يدرس هناك.واذا كانت هذه تصرفات فردية، كما تبدو فقد سجلت وزارة المواصلات الاسرائيلية عنصرية جديدة وبصورة رسمية، حين قررت تخصيص حافلات خاصة لنقل العمال العرب من الضفة الى اسرائيل ولا يستطيعون ركوب اية حافلات اخرى...انهم يريدون الاستفادة من خدمات هؤلاء الفلسطينيين ولا يريدون معاملتهم كما يحق لهم بموجب أبسط القوانين الانسانية التي تمنع العنصرية وتعتبرها جريمة، وحجة وزارة المواصلات في قرارها هذا هو تقليص الاحتكاكات بين اليهود والعرب، وتتناسى انهم ذاهبون للعمل مع يهود في مواقع الشغل وان الاحتكاكات تكون أقوى هناك.وعلى المستوى العام ايضاً، فإن الحكومات الاسرائيلية، مثلاً تستثني اعضاء الكنيست الفلسطينيين من أية معادلات حزبية او لتشكيل الحكومة الا ما ندر وبصورة غير مباشرة. كذلك فإنهم يطالبون اليوم بأن تكون اسرائيل دولة يهودية او دولة لليهود، ويتجاهلون وجود اكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني يعيشون فوق أراضي آبائهم وأجدادهم.والاستيطان أساساً هو عنصرية لانه ينهب الارض ويهجر أهلها وأصحابها، ويقيم المستوطنات، ومن ثم يجيء بعض هؤلاء المستوطنين للاعتداء على المواطنين وقطع أشجارهم وسرقة مياههم وكب نفاياتهم عندهم.من المؤشرات الايجابية في هذا المجال، ان العالم بدأ يدرك حقائق ما يجري وبدأ يعلي الصوت بالمعارضة والادانة، وصارت هذه الممارسات الاسرائيلية مكشوفة ومرفوضة، وكانت آخر هذه المظاهر تلك التظاهرة ضد الاستيطان التي قام بها عشرات الاميركيين في واشنطن امام اجتماع «ايباك» وهي المنظمة الاكبر نفوذاً في الولايات المتحدة، وهي ليست الوحيدة ولا الأخيرة.