كمال عدوان...الاسطورة
ولد كمال عدوان في قرية بربرة القريبة من عسقلان عام 1935، ثم لجأت عائلته إلى قطاع غزة أثناء نكبة عام 1948، و قد درس كمال عدوان بمدارس القطاع قبل الانتقال إلى مصر ليتخرج منها مهندسا للبترول.
عقب الخلاف بين جمال عبد الناصر والإخوان المسلمين عام 1954 ترك عدوان تنظيم الإخوان ليسلك سبيلا آخر بعد أن نشأت لديه فكرة العمل المسلح الفدائي، فأسس خلية مستقلة ضمت اثني عشرة شابا معظمهم كانوا في تنظيم الإخوان وشكلت هذه المجموعة فيما بعد النواة الأولى لحركة فتح. و عندما خرج عدوان من غزة إلى مصر كان قد أسس قبل ذلك مجموعة نشطة مقاومة لعدوان 1956 وهذه فتحت له آفاق معرفة أشخاص آخرين كبي عمار وأبي جهاد وأبي يوسف النجار وآخرين. و نتيجة لظروف اجتماعية و مالية ترك كمال عدوان الدراسة في مصر بعد سنتين من دراسته كمهندس بترول وغادر إلى السعودية وبدأ إنشاء تنظيم حركة فتح بالسعودية، و بالتالي فهو يعتبر أول المؤسسين للتنظيم في السعودية، وانتقل بعدها إلى قطر حيث قاد التنظيم في قطر وكان مع زملائه في قطر والسعودية والكويت وسوريا. كما عززت معركة الكرامة عام 1968 مكانة فتح في الشارعين الفلسطيني والعربي واكتسبت أبعادا أسطورية عقب تأكيده على تفوق قوات الفدائيين. في حين حركت معركة الكرامة آلاف الشباب الفلسطينيين والعرب للالتحاق بقوات العاصفة وشكلت هذه المعركة تحولا حاسما في العمل الفلسطيني لسنوات عدة ومن تم تفرغ كمال عدوان لأن يستلم الإعلام و ينظمه ويرتبه، وقد كان خير من اشتغل في هذا الموضوع وأعطى الإنجازات الكبيرة جدا.
عاد كمال عدوان إلى عمان في الثاني عشر من شهر نيسان – أبريل عام 1968. و قد اختارته القيادة الفلسطينية لتسلم مكتب الإعلام في منظمة التحرير حيث بحث عن كل طاقة ثورية ليجسدها في هذا المكتب واستقطب أبرز الصحفيين ورواد الكلمة من العرب والأجانب من أجل خدمة القضية الفلسطينية. وبعد ذلك انعقد المؤتمر الثالث لحركة فتح في كانون الأول – يناير عام 1971 حيث انتخب كمال عدوان في اللجنة المركزية لحركة فتح التي كلفته بالإشراف على القطاع الغربي إلى جانب مهمته الإعلامية. وقد عمل على تأسيس الجامعات في الأرض المحتلة، كما نجح في إدخال عدة مجموعات للعمل داخل الأراضي المحتلة. هذا البناء التنظيمي ساعد في تصعيد العمليات العسكرية ضد القوات الإسرائيلية. و قد اعتمدت خلايا الداخل في حربها على العبوات والتفجيرات كأسلوب رئيس بدلا من حرب العصابات مما أوقع في صفوف القوات الإسرائيلية خسائر فادحة وقللت الخسائر في الجانب الفلسطيني. كما ساهم تنظيمه لخلايا الداخل بشكل متوازن بالتخفيف من الاعتقالات في صفوف الفدائيين حيث قامت مجموعة من هذه المجموعات بمهاجمة أربع مستوطنات بأربعين مناضلا وكانت المعركة موفقة وناجحة بشكل كبير جدا حيث لم تكن هناك أية خسارة للفدائيين. ومن تم تسلم مسؤولية مفوض الأرض المحتلة حيث أصبح 90 في المائة من عمله هو عمل تنظيمي أكثر من كونه عسكري.
ومن إنجازات الشهيد كمال عدوان أنه عمل نوعا جديدا من عمليات التنظيم المتوازي بحيث تكون كل مجموعة مقطوعة ولا تعرف عن المجموعات الأخرى شيئا ويكون اتصالها المباشر مع القائد كمال عدوان مباشر بدون الكشف عن بقية المجموعات أو معرفتها.
لقد تسبب القائد كمال عدوان في إزعاج كبير للإسرائيليين ليس فقط لأنه استمر في عملية الكفاح المسلح وطوره أو حاول أن يبدع فيه ولكن لتركيزه على العمل السياسي وتنشيطه للحركة الطلابية وللجان الطلابية لكي تقوم بالمظاهرات وتهتم بالعمل السياسي. كما أن ما قام به من خطوات في الأرض المحتلة أزعج الإسرائيليين وأشعرهم بأنهم أمام قائد يجب عليهم أن يتخلصوا منه. و بعد عملية ميونخ أراد الصهاينة الانتقام فاستهدفوا قيادات فلسطينية في لبنان وبمعرفة من أمريكا.
وفي العاشر من نيسان عام 1973 استشهد القائد كمال عدوان في منزله في بيروت إثر هجوم قامت به وحدة إسرائيلية على بيروت عرفت بعملية فردان و التي استشهد فيها أيضا كمال ناصر وابو يوسف النجار.