دعوات يهودية لهدم مسجد قديم في القدس
القدس 21-6-2011
دعت جماعات يهودية متطرفة إلى هدم مسجد 'محمد الفاتح'، الذي يقع على رأس تلة مُطلة على القدس القديمة، بحي 'راس العامود' ببلدة سلوان جنوب مدينة القدس.
وتأمل ما تسمى بـ'جمعية صندوق أرض إسرائيل'، في بيان أصدرته اليوم الثلاثاء، بحشد التأييد لموقفها من قبل شخصيات يهودية بارزة تشارك فيما يسمى بـ'المؤتمر الرئاسي' الصهيوني في القدس المحتلة.
وحرضت الجمعية اليهودية المتطرفة، والتي تدعم وتمول الأنشطة الاستيطانية المتشددة في المنطقة، على هدم المسجد الإسلامي الشهير بمسجد 'راس العامود'، الواقع قرب 'المقبرة اليهودية'، بحجة تنفيذ أهالي الحي أعمال ترميم وصفتها الجمعية بـ'غير القانونية'.
وكان المسجد تعرض لمحاولة اقتحام من قبل مستوطنين يهود خلال شهر كانون الثاني الماضي، زعموا حينها أن أمرًا بوقف أعمال الترميم صدر عن بلدية الاحتلال في القدس، واستدعوا في حينه قوة من شرطة وحرس حدود الاحتلال، التي بدورها اقتحمت ودنست المسجد بحجة البحث عن عمال من الضفة الغربية يقومون بأعمال الترميم والصيانة في المسجد.
واتهم مؤسس المنظمة ارييه كينغ اليميني الصهيوني المتشدد، بلدية القدس الاحتلالية بالتراخي حيال مسألة وقف تنفيذ أعمال وصفها بأنها 'غير قانونية'، تهدف إلى توسعة المسجد في الحي المُشرف على البلدة القديمة، والذي قال إنه يقع قرب المقبرة التي دفن فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن، مؤسس منظمة 'أرغون' التي نفذت مذبحة مجزرة دير ياسين عام 1948.
وينوي المتطرف كينغ حشد تأييد لموقف المنظمة التحريضي ضد المسجد من قبل شخصيات 'يهودية قيادية' تشارك في 'المؤتمر الرئاسي' الصهيوني، الذي بدأ اليوم في القدس ويستمر حتى بعد غد.
وذكر المتطرف كينغ أن أحد المتحدثين في المؤتمر سيطرح هذا الموضوع على المشاركين، مشيراً إلى أنه يعول على ذلك لاعتقاده 'أن الأمور التي لا تزعج زعماء دولة الاحتلال، قد تزعج زعماء اليهود في الخارج'.
يذكر أن هذا المسجد بني في الستينيات من القرن الماضي على أعلى تلة في الحي ويمكن رؤيته من أماكن بعيدة في القدس فضلا عن كونه يطل على القدس القديمة والمسجد الأقصى، فيما سيطرت الجماعات اليهودية المتطرفة وبدعم من سلطات الاحتلال الرسمية على مساحات شاسعة من أراضي الوقف الإسلامي المجاورة وأقامت ما تسمى اليوم بـ'المقبرة اليهودية' وتحاول هذه الجماعات وسلطات الاحتلال إزالة المسجد الذي يؤكد هوية المنطقة ويطغى مشهده على كل مظاهر التغيير والتهويد في المنطقة.
من جانبه، قال الشيخ صبري أبو دياب إمام المسجد لـ'وفا': 'إن بيوت الله خط أحمر، والمساجد لا تخضع لمزاجية ومخططات المتطرفين الذين سيشعلون المنطقة بحماقاتهم، وهذا المسجد هو البوابة الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك، وسندافع عنه بكل الوسائل المتاحة والتي كفلتها كل القوانين والأعراف الدولية'.
ولفت إلى أن هذا المسجد بني عام 1964، أي قبل احتلال القدس، وناشد الشيخ أبو دياب الجهات الرسمية والقانونية وخاصة دائرة الأوقاف الإسلامية بأن تأخذ دورها في هذه القضية، وطالب الأمتين العربية والإسلامية بالعمل على حماية المقدسات في المدينة المقدسة.